كوسلا ابشن
الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 20:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تسعى الانظمة والجماعات العروبية والاسلامية الى احياء عصر الحملة التوسعية العروبية وغزوات النهب والسبي والقتل القديمة في حلة جديدة بنكهة القداسة وركنها الاساسي في الايديولوجية الاسلامية الا وهو الارهاب في سبيل الله .
ما تقترفه حاليا الجماعات العروبية والاسلامية من مذابح وجرائم في حق البشرية باسم العروبة – اسلام ليست اعمال معزولة ولا افعال عابرة , فهي نتيجة لثقافة سائدة وضعت اسسها مرجعية حياة البداوة للاعراب وما نتج عنها من التعاليم المحمدية التي رسخت هذه الثقافة عبر الزمكان التواجد العروبي – الاسلامي , فجرائم العروبة - الاسلام في غرداية او في نيجيريا او في العراق وفي كل العالم , تستمد ( شرعيتها ) المقدسة من نظرية وممارسة القبيلة المحمدية , في التمييز العرقي والتحريض على قتل غير المسلمين واحتلال اراضيهم , كما تدل على ذلك الشريعة المحمدية من احاديث وايات , منها ما روي عن ابي هريرة في المعجم الاوسط عن الطبراني قال , قال رسول الله ّ ان الله حين خلق الخلق بعث جبريل , فقسم الناس قسمين , فقسم العرب قسما , وقسم العجم قسما, وكانت خيرة الله في العرب , ثم قسم العرب قسمين , فقسم اليمن قسما , وقسم مضر قسما , وقسم قريشا قسما , وكانت خيرة الله في قريش , ثم اخرجني من خير ما انا منه ّ وقوله في سورة الاحزاب ّ واورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وارضا لم تطئوها وكان الله على كل شيئ قدير ّ
وعن ما ذكر عن التمييز العرقي لعمر بن الخطاب انه لما وضع ديوان العطاء، كتب الناس على قدر أنسابهم. فبدأ بأقربهم نسباً إلى رسول الله والى اخر العرب ، ولما انتهىت العرب ذكر العجم . واستمرتفضيل العرب على العجم على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الخلفاء من بني أمية وبني العباس . وظل التمييز العرقي الى حد اليوم .
مرجعية الابادة المقدسة حرض عليها محمد العربي في العديد من الايات منها ّ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ّ الاية 29 , سورة التوبة . و في نفس السورة , الاية (14 ) يحرض محمد على قتل غير العرب – المسلمين ّ قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ّ ومن بين مبررات القتل ماذكر في سورة البقرة , الاية 198 ّ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ّ .
ثقافة القتل والاحتلال والتخريب والتمييز العرقي التي رسختها التعاليم المحمدية لم تكن ممارستها مقتصرة على عصر محمد او على عصرنا الحالي فقط , بل مورست عبر التاريخ الاسود العروبي وخصوصا في مستعمراته في الشرق الاوسط وشمال افريقيا .
يقول ابن خلدون في المقدمة , ص. 149-150 ّ في ان العرب اذا تغلبوا على اوطان اسرع اليها الخراب , والسبب في ذلك انهم امة وحشية باستحكام عوائد التوحش فيهم فصار لهم خلقا وجبلة ... فطبيعتهم انتهاب ما في ايدي الناس وان رزفهم في ظللا رماحهم وليس عندهم في اخذ اموال الناش حد ينتهون اليه بل كلما امتدت اعينهم الى مال او متاع او ماعون انتهبوه ... ّ ويضيف ّ ما ملكوه وتغلبوا عليه من الاوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه وافقر ساكنه وبدلت الارض فيه غير الارض فاليمن قرارهم خراب الا قليلا من الامصار وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس اجمع والشام لهذا العهد كذلك وافريقية والمغرب لما جاز اليها بنو هلال وبنو سليم منذ اول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خرابا كلها بعد ان كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمرانا تشهد بذلك اثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر ّ , هذه هي ثقافة الاعراب التي يمارسها احفاد بنو هلال وبنو سليم واحفاد محمد القريشي في كل العالم حاى اليوم .
المقال يقتصر وباختصار على ممارسة بعض مريدي المدرسة الهلالية - المحمدية وجرائمهم في كل من غرداية و في العراق .
يتعرض المزابيين ( ايمازيغن ) منذ 2013 لحملة قمع وتقتيل ممنهج تشنه السلطة العرقية في الجزائر بايدي عصابات اعراب الشعانية الاجرامية , وهي تمارس ثقافتها الممتدة في التاريخ , ثقافة الغزو وقطع الطريق والنهب , تمارس هوايتها في القتل والتخريب بحماية ومشاركة المؤسسات الرسمية التي تقوم اجهزتها القمعية في قمع المزابيين , في الوقت الذي تغض الطرف على الاعمال الوحشية لعرب الشعانية الاجرامية في القتل بكل حرية وبرودة الدم ( سقوط اكثر من عشرة قتلى ) تخريب للمقابر واخرها كان يوم العيد الاخير بمدينة بريان والاعتداء على زوارها المزابيين الاباظيين بالهراوات والسيوف , خلف الاعتداء على عشرات الجرحى , و قطع الطريق على المزابيين وتمزيق اجسادهم بالسلاح الابيض وبشكل وحشي او رشقهم بالحجارة حتى الموت , زيادة على حرق البيوت والمحلات التجارية وهذه الاعتداءات تقوم امام انظار الاجهزة النظامية وبحمايتهم , فلولا هذه الحماية لما استمرت هذه الاعتداءات عدة شهور ولا تمكنت العصابات الشعانية كما تشير بعض الاحصاءات على ارتكاب كل هذه الجرائم ( سقوط 10 قتلى مزابيين وحرق اكثر من 1500 مسكن واكثر من 350 محل تجاري والاف الجرحى ) وعوض اعتقال السلطة العرقية للمجرمين , تفعل العكس تستهدف الضحايا ايمازيغن وتزجوا بهم في السجون , وتكافئ عصابات الاعراب الارهابية على جرائمهم الوحشية .
الحملة الارهابية التي تشنها السلطة العرقية - الطائفية في الجزائر وبايدي العصابات الاعرابية هدفها الاستراتيجي ابادة الوجود الامازيغي في المنطقة الغنية بمواردها الطبيعية , او اجباره على اعتناق العروبة الاستعمارية ومذهبها المالكي او اختيار الحل الاسهل القسري , الرحيل عن ارض اجداده , واضفاء شرعية الاستطان في المنطقة .
يواجه الامازيغ لعدة شهور الة القتل والترهيب من دون مساندة ولا تضامن محلي ولا اقليمي , الا التضامن الامازيغي الغير المسموع , وحتى هذا التضامن الرمزي يقمع ويمنع من طرف السلطات الكولونيالية في المنطقة , كما حصل في المروك من منع للمظاهرتين التضامنيتين للحركة الامازيغية في الدار البيضاء 23 يوليوز و24 يوليوز بالراشدية , اذا كان منع الوقفات الاحتجاجية التضامنية في المنطقة مفهومة ومبررة ( نصرة الاعراب لاخوانهم الاعراب ضالمين او مضلومين ) واذا كان سكوت النظام الامبريالي العالمي المدعم الاساسي لبيادقه الارهابية والاستعمارية منطقي , فما يبرر سكوت المجتمع الدولي المدني والمؤسسات الاممية من التحرك لاقاف الاضطهاد في منطقة مزاب قاهرة الجيش الاستعماري الفرنسي .
جرائم اعداء البشرية تتجاوز الامكنة والازمنة , ضحيتها الاولى الشعوب المقهورة الخاضعة للانظمة العرقية - الطائفية والايديولوجيات الظلامية , وابشعها حاليا ما يتعرض له الاخوة في الانسانية في شمال نيجيريا و فلسطين والعراق على يدي الالة الظلامية العرقية والمذهبية.
العراق ارض التلاقح الحضاري واندماج الشعوب , اصبح تحت سيطرة الاحادية العرقية والمذهبية ساحة لتدمير الهويات واغتيال الثقافات , وما ترتكبه الجماعات الاسلامية من جرائم في حق الانسانية شاهد على هذه الاحادية العرقية والمذهبية , و التي تعمل داعش من خلالها اعادة احياء احلك فترات الغزوات العروبية , التي تصنف كأخطر جرائم ضد الانسانية , فدولة الخلافة الداعشية في الموصل اول مرسوم اصدرته هو تخيير الكلدانيين – الاشوريين المسيحيين بين اعتناق الاسلام او تقديم الجزية وهم صاغرين او الرحيل عن دار الاسلام , هذا المرسوم والقرارات اللاحقة وما تبعها من جرائم وحشية ما هو الا استحضار لماضي اسود قيل عنه انه خير قرن , لما عرفه من اغتضاب لاراضي الشعوب ونهب وسبي واستعباد و ... , عصر تعيد انتاجه داعش الارهابية ومن يقف وراءها لاثبات تشبثها بالمبادئ الاحادية العرقية والدينية واللغوية , بطردها للقوميات الغير العربية والمعتنقين للاديان الغير الاسلام وللطوائف الغير السنية ( الكلدانيين والاشوريين والتركمانيين والايزديين والشيعة و ... ), وبرتكاب اعدامات جماعية للمنتميين لهذه الجماعات السابقة الذكر واغتصاب جماعي لفتياتهم و نسائهم , اضافة الى احراق الكنائس وسرقة محتوياتها , وتدمير المزارات الشيعية وهدم قبور ( الاولياء ) وتحتيم التماثيل التاريخية على غرار ما فعلته الطالبان – القاعدة في افغانسان , داعش تمتثل لتعاليم محمد , تقتل وتدمر حتى لا يكون هناك فتنة ويكون الدين لله وحده .
الممارسة اليومية لداعش في تطبيق تعاليم محمد , وتصعيد الهجمة العرقية – الدينية , اجبرت اهل الموصل وضواحيها الى الهجرة ( حسب بعض المواقع وصلت الى 800 الف مهجر ) بحثا عن مكان امين بعيدا عن داعش وانصاره , تجنبا للاعدامات والسبي والجزية .
التضامن المطلق مع الشعوب المقهورة ضحايا العروبة – اسلام ( عصابات الشعانية وبوكو حرام وداعش وغيرها من الانظمة والحركات العرقية والمذهبية ) .
#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟