كايد عواملة
الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 16:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بدأ الإنسان استخدام الأدوات الحجرية قبل أكثر من مليوني سنة. واحتاج الإنسان البدائي لمليون سنة ليثبت الحجر على عصا. ببساطة لأنه كان يفكر بطريقة بدائية طوال هذه الفترة.
وإضافةً للأدوات الحجرية اخترع الإنسان البدائي حجر الغيب لتفسير الكون، ولم يكف الكثيرون عن استخدامه لذات الغاية إلى هذا اليوم. والسبب الرئيسي لاستمرار استخدام هذا الاختراع البدائي لتفسير الكون هو أن الحجريين ما زالوا يفكرون بالكون بطريقة بدائية هي نفسها طريقة الإنسان البدائي، ولا زالوا يستخدمون حجر الغيب لاصطياد تفسير للكون.
المفكرون الأحرار كانوا موجودين دائماً عبر التاريخ..
في الوقت الذي كان الحجريون يستخدمون الحجر لاصطياد تفسير للكون كان المفكرون الأحرار يستخدمون الرمح فالسهم فالبندقية.
وفي الوقت الذي صنع الحجريون التمائم من الحجر صنع المفكرون الأحرار الأدوية.
منذ أن اخترع الإنسان حجر الغيب لتفسير الكون كان هناك نوعين من الناس: حجريون استخدموا الحجر ومفكرون أحرار بحثوا عن أدوات أخرى.
عبر التاريخ الإنساني لم يقم الحجريون إلا بشحذ هذا حجر الغيب وتزيينه ورميه على من لا يريد استخدامه. ورميه على كل من يبحث عن أدوات أخرى لتفسير الكون.
حجر الغيب كان دائما تميمة الحظ في جيد السلطة وفي جيد الطغاة وفي جيد السياسيين.
كيفما كان شكل هذا الحجر ولونه سيبقى حجراً بدائياً.
لم يسبق لإنسان أن اخترع شيئاً في مجال معين إلا عندما كف عن أن يكون حجرياً في هذا المجال..
لم يخترع الإنسان طرق إشعال النار إلا عندما كف عن حجريته في طلب الضوء.
ولم يخترع الإنسان السهم إلا عندما كف عن حجريته في الصيد.
ولم يخترع الإنسان الدواء إلا عندما كف عن حجريته في شفاء المرض.
لم ولن يخترع الإنسان شيئاً أو حلاً لمشكلة إلا عندما يكف عن حجريته في هذا المجال أو في تلك المشكلة.
المفكرون الأحرار رفضوا دائماً أن يكونوا حجريين في تفسير الكون والموت والحياة وحقوق الإنسان والتشريع.
المفكرون الأحرار رفضوا دائما أن يكونوا حجريين في كل شيء.
طوبى للأحرار وويل للبشرية من الحجر.
#كايد_عواملة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟