أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعُ الحداثة يتوسع!














المزيد.....

صراعُ الحداثة يتوسع!


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



معركة التحول تجري بصعوبة وبإثارة قوية ورهيبة في الجزيرة العربية، مجتمعات قفزت من الانغلاق الكامل والانقطاع عن التواصل البشري العالمي العادي إلى أن تنفتح في أشياء كثيرة واسعة، وتتحول شاشاتها وأجهزتها وميادينها إلى انفتاح هائل على كل المنجزات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية!
هناك قوى اجتماعية محنطة لقرون وراءها كتلٌ سكانيةٌ عاشتْ على أن المحافظة الشديدة هي سبيلُ البقاءِ والطهرِ والأخلاق، وغدا البيت المغلق هو الوسيلة الوحيدة لتجنب الشرور، يرفدها تدينٌ قوي مؤسسٌ على العباداتِ بتفاصيلِها الدقيقة، والكائن الذي تنهمر على رؤوسه كلُ قوانين الفضيلة والأوامر الباترة والقوانين المانعة الشاملة الساحقة هي هذا الكائن الرقيق الرهيف المسمى امرأة!
ليس لها سوى البيت، وليس بعيداً عن حياتها تلك الوصية بألا تعرف سوى بيتين، الأول بيت أبيها والثاني بيت زوجها ثم تذهب إلى المقبرة!
وفجأة تتغير أشياء كثيرة، وتندفع الجزيرة العربية في دروب العالم الحديث، الجامعات، الأسفار، الثقافة الحديثة، تغلغل الليبرالية، تفجر أصوات الحريات، جنباً إلى جنب مع رشاشات الإرهاب وتفخيخ البيوت واغتيال الحداثة!
غدت المرأة بدلاً من أن تكون عشباً في مقبرة صارت كاتبة! وحتى صورتها في الجريدة تغدو محل تساؤل واتهام!
تقول إحدى الصحفيات رداً على الهجوم المتواصل لكونها امرأة تحديثية ليبرالية:
(وللأسف كثير مما يتداوله «الفاشلون» في إساءتهم وصل إلى حد الصفاقة والسفاهة والقذارة، ضاربين بكل قيمة أخلاقية حثهم عليها الدين الذي يتحدثون باسمه بكل تطرف أجوف؛ مستغلين جهل البسطاء من الناس وضعف قدرتهم الفكرية؛ وهم «يفبركون» شائعات وشتائم ومقالات تنقصها الحجة والبرهان وحتى الصياغة الكتابية؛ ولا يتورعون فيها أو يستحضرون الخوف من الله تعالى وهم يستشهدون بآيات كريمات وأقوال نبوية شريفة؛ على باطل هواهم وعنصريتهم؛ ثم يروجونها وأذيالهم باعتبارها نوعاً من الجهاد).
ومن جهة ينطلق الآخرون بالهجوم الواسع اليومي عبر كل مناسبة صراعية طائفية: (شن البعض وبمعاونة مكشوفة من الليبراليين والعلمانيين هجوماً شرساً على الشيخ محمد العريفي الداعية الإسلامي المعروف).
صراعٌ يجري في كل مكان، صراع أيديولوجي متوتر عنيف، حول قضايا جوهرية أو حول فقاعات عابرة، تعبيراً عن صدام موجتين كبريين تحديثية هشة وتقليدية راسخة صخورية ذات أنياب.
ومن هنا يغدو نشر التنوير والوعي النهضوي في حد ذاته مسألة خطرة، ويرى المثقف السابق ذكره، وبؤرة حديثنا هنا، إبراهيم البليهي أن التعليم خاطئ والإصلاح خاطئ إذا لم يحدث في المجتمع بدايةً تنوير واسع، وتثقيفٌ كبيرٌ للنخب، وهو أمرٌ لا يمكن خلقه، لأن التنويرَ مترابطٌ مع المعارك الاجتماعية والسياسية، ولا يوجد مجتمعٌ يخصصُ فترةً تمهيدية تنويرية ثم يبدأ بعد ذلك التغيير السياسي!
والتنويريون والحداثيون مضطرون أن يتثقفوا ويثقفوا ويصارعوا، والمجتمع الذي تأخر في التنوير والإصلاحات السياسية والاجتماعية يدفعُ ثمنَ هذا التأخر من دمِ أبنائه وبناته.
إن البليهي وهو يصدرُ من موقعين رسمي وشعبي متداخلين، يعبر عن هذه التأملية السياسية الحكومية التي تريدُ قيادةَ المجتمع بطريقة متدرجة، ولهذا يعرض البليهي خطوطاً إصلاحية ثقافية وتجريدية ويجلب استيراداً غربياً يعتبره نموذجياً.
وهو يعرضُ هذه الأفكارَ على القارئ العربي المحافظ غالباً، ناصحاً إياه بتقليدِ الغرب الحضاري الحداثي الإنساني. ويجري ذلك بشكلٍ أخلاقي، تعميمي، تجريدي، في حين أن القارئَ المحافظ غالباً لديه حساسية شديدة من الغرب!
إن البليهي يقطعُ الغربَ من جذورهِ ومن تناقضاته، فهو شركات غازية، وأساطيل مسيطرة، ومواد مُستنزفة، وهو مؤسسات ديمقراطية كذلك، وثقافة متطورة إنسانية تراكمت على مدى قرون، وهو أخلاقية مهذبة غالباً في الأوساط الحديثة وإجرامية لدى المافيات وفي الشوارع الخلفية وأحياء الأجرام وقوى المخابرات والجيوش المتدخلة!
غالباً ما تقود الدروس والعظات التجريدية والمحبة العشقية للغرب إلى عكس ما هو مرجو لها، فالحفر الموضوعي، وقراءة التضادات الاجتماعية والفكرية والاقتصادية، ورؤية خيوط الإيجابيات والسلبيات، هي السبيل لخلق مثل هذا القارئ الموضوعي المطلوب، لكن مثل هذه الموضوعية تتعثر في كتابات البليهي نظراً إلى منهجية التجريدية المحلقة فوق التضاريس الاجتماعية المتضادة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء في ظل الدكتاتورية الذكورية
- لا عقل في الواقع العربي
- نضال النساء البحرينيات ضعيفٌ ومحدود
- الديمقراطية علمانية
- الغيتوات على مستوى المنطقة
- لبنان: الطائفية والحروب
- جذور الشمولية في المذاهب الدينية (1-2)
- أساسُ الخرافةِ الدينية
- الرأسماليةُ الحكوميةُ استبدادٌ ديني
- النساءُ والسياحةُ
- السياحة بابٌ مهمٌ للعيش والتقدم
- ضرورة الطليعة الوطنية التقدمية
- مسؤول إعلامي متفتح
- سوريا العواصف والمذابح (3)
- سوريا العواصف والمذابح ( 2)
- سوريا العواصف والمذابح (1)
- أي رقابة هذه؟!
- الجيتوات والمذبحة
- أهو اقتصاد حر أم موجه؟
- تحويل الثقافة إلى خرافة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - صراعُ الحداثة يتوسع!