أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - دفاع عن السيد ابليس














المزيد.....

دفاع عن السيد ابليس


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 1280 - 2005 / 8 / 8 - 08:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أشهر شخصية في الميثولوجيا والحكايات الشعبية القديمة كرمز لمجمل نوازع الشر داخل الإنسان وتتطرف تلك الأساطير وتجعله قوة محركة لكل خطيئة على فرض أن الإنسان بريء من كل خطيئة وأن تلك الخطايا مصدرها الشيطان ؟؟!! على الرغم من الاختلاف في تفاصيل هوية الشيطان من شعب لأخر ألا أنه رمز لمملكة الظلام ..
ولدت شخصية سيد الشر بشكل أساسي في العقائد الزرادتشية كشخصية كونية ( أهر يمان ) تتحكم بهذا العالم كقوة معاكسة لأله النور ( آهورمازادا ) ، مثلت الأساطير الزرادتشية القديمة السيد أهر يمان على شكل تنين عملاق وهو مفارقة غريبة لورود التنين كرمز للشر في أغلب الحضارات وخصوصا الشرقية ، كانت الأفكار الزرادتشية بالنسبة للعالم الأخر وما يتعلق بنهاية العالم والجزاء وبعث الموتى ومولد مخلص قادم من عذراء لينقذ العالم من حكم أهر يمان الأسود بعد تسعة آلاف عام لبناء دولة ( آهورمازدا ) دولة الفردوس الأرضي ، لها تأثير بالغ في كل الديانات اللاحقة كالمسيحية والإسلام ، فقد أحتل في العقائد المسيحية اللاهوتية مكانة مرموقة بشكل خاص .. وهناك ديانة أقدم من الزرادتشية أسمها الأزدية ( اليزيدية ) قدست تلك الشخصية وفصلتها عن الشر ونادت بأنهم من بقاياه وأتباعه وأسموه ( عزا زيل ) ، العلاقة بين الأزدية والسيد عزا زيل علاقة من نوع خاص .. علاقة حيّرت كل باحثي الميثولوجيا قديما وحديثا وأولهم كاتب هذه المقالة .
وأما في الديانة الإسلامية والمسيحية فقد كانت له الصدارة الأولى في غواية ( أدم ) أبو البشر ليهبط بعدها لأرض الشقاء ،تفاصيل قصة الشيطان في الأدبيات العربية الشرقية هي كالأتي :
ذات يوم كان يعيش في الأرض مخلوقات أسمها الجن ، أحد هؤلاء الجن وأسمه الحارث وصل من الحكمة والعبادة لمنزلة خاصة عند الله ، و العزيز الجليل قربه جدا وأسماه ( عزازيل ) أي عزيز الله حتى جعله النائب الأول ورئيس الحكومة ؟!! وبعدها شاءت مزاجية الرحمن الرحيم في خلق مخلوق من طراز خاص أسمه أدم ، كان أدم الطفل المدلل من بين مخلوقات الرب .. سكان السماء بعضهم قبل بالأمر ومنهم لم يقبل وكان على رأس قائمة المتمردين السيد عزازيل الذي قاد جموع الثائرين ضد الله بعد أن رفض الانحناء لأدم وأداء البيعة له في منصبه الجديد كرئيس للحكومة الإلهية ،
تكمل الأساطير تلك القصة بأن السيد عزا زيل والسيد أدم دخلا في علاقة صداقة بعد ذلك على الرغم من التحذير الإلهي لأدم بأن عزا زيل لن ينسى ثأره ، تحدثنا الكتب السماوية المجنحة عن تلك الشجرة الملعونة التي اختلفت الروايات عن ماهيتها ، أ كانت ثمرة التفاح أم نبات الحنطة ؟؟
لا أحد يعرف !! المهم أن السيد أدم تحدى الله وأكل من تلك الشجرة الملعونة ،
التي لا أحد يعرف لماذا زرعها العلي القدير وسط الجنة ؟؟
بعد الأكل نزل أدم من الطابق العلوي مستخدما أحد المصاعد الكهربائية الحديثة لينزل هو وزوجته ( حواء ) إلى كوكب الأرض .. الكوكب الذي سيحوله هذا المخلوق المنتصب القامة إلى كوكب نفايات .. كوكب لاشيء فيه سوى القذارة ..
لم تنزل عائلة السيد أدم وحدها لهذا المنفى إنما نزل معه السيد عزا زيل هو ومن بقايا المافيا الإلهية وعلى رأسهم
( بيعلزبول ) ذاك الملاك الجبار ، الصديق المقرب للسيد عزا زيل ، تخبرنا الأساطير الشيعية بأن الله غفر خطيئة السيد أدم بعد أن توسط النبي محمد بينهما - وهو لم يخلق بعد - ؟؟!!!
لأن العلي القدير خلق أدم لأجل محمد وآل بيته آلا ثني عشر ؟! !!
يسمى السيد عزا زيل اليوم في الدوائر القرآنية بأسم ( إبليس ) ،وأما في الكتاب المقدس وفي الفصل الأخير يتحدث لنا يوحنا اللاهوتي عن تفاصيل مملكة الشر وكيف تحكم هذا العالم ويسمى السيد عزا زيل بأسم
( الشرير ) على الرغم من بعض القديسين فصلوا الشرير عن شخصية الشيطان واعتبروه ممثل له في هذا العالم ، أكتشف السيد يوحنا ذلك عن طريق مجموعة متسلسلة من رؤيا طويلة جدا ..
ولا أعرف كيف أتت له تلك القابلية ؟؟ !!
برأي الشخصي تحليل تلك الأساطير وخصوصا ما جاء في قرآن محمد أن الصراع بين عزا زيل وأدم كان الصراع بين حضارة متقدمة جدا ( منظومة معقدة ) يمثلها عزا زيل ونظام بدائي بسيط يؤمن بالفطرة الأولى هي أساس كل قوة يمثلها السيد أدم وهذا ما أراده الرب إثباته لكل مخلوقاته من خلال تلك القصة بأن البساطة والسذاجة هي أقوى القوى جمعيا ،
نفس رأي الفيلسوف الفرنسي ( باشلار ) ونفس رأي اللاهوتيين المسيح تقريبا ..
المشكلة الحقيقية في تلك الأساطير هو دور السيد عزا زيل مع الإنسان فقد كان على الدوام قوة محركة للشر وعامل للظلام ، وكأن الإنسان بريء من كل خطيئة ..لماذا ظهر السيد عزازيل بهذا الدور ؟؟ لقد حان الوقت لكي يعود عزازيل إلى مكانه الحقيقي كأي ملاك أخر محشو في كتب الأساطير دون شر ..
من هو شيطان هذا العالم الحقيقي ؟؟ من الذي يذبح ويسلخ بأسم الله وكل القيم المثالية ؟؟ من الذي يعيش متطفلا على بيئته دون أن يتكيف معها ؟؟ من الذي كذب وكذب حتى تحول كل شيء إلى مسرحية .. حتى مشاعرنا أصبحت مجرد تمثيلية ، تكرار لدور حقير ؟؟
من .. من هو شيطان هذا العالم الحقيقي ؟؟؟؟؟



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باراسيكولوجية الحيوانات .. مدخل
- عن اللاشعور الجمعي العربي/ مواصفات الشخصية العربية
- رسالة من الأميرة ضبأ إلى جرذان الدين السياسي
- نيتشه ومختارات من كتاب هكذا تكلم زارادشت
- رسالة من نزار قباني للمرأة العربية
- الشرنقة .. ماهو الموت ؟؟؟
- بحث حول الغريزة
- يوميات مثقف عراقي .. الجزء الثاني .. المرأة العراقية والوهم ...
- الأليات الدفاعية النفسية .. مدخل
- يوميات مثقف عراقي / الحلقة الأولى .. سوريالية أم عراقية
- السريان .. حكاية حزن لاتنتهي
- تعريف اللاشعور.. رحلة إلى بلاد العجائب
- القائمة 169 ومنتخب البرازيل
- المواطن العراقي والقومية العربية / علاقة من نوع خاص


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد البابلي - دفاع عن السيد ابليس