أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الإله إصباح - عبد الصمد بلكبير والحركة السلفية















المزيد.....

عبد الصمد بلكبير والحركة السلفية


عبد الإله إصباح

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 13:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تثير مقاربة الاستاذ عبد الصمد بلكبير للظاهرة السلفية اندهاشا واستغرابا شديدين لما تتضمنه من تحليل لهذه الظاهرة يجافي واقعها وحقيقتها كحركة ارتدادية تمجد ماضيا تعتبره مثاليا وتسعى إلى استرجاعه وإعادة إنتاجه في تجاهل تام لعوامل التاريخ وصيرورته. هذا السعي إلى إيقاف حركة التاريخ عند نقطة محددة والوقوف عائقا أمام تطوره ونكران الحاضر والتبرم من معطياته وتمظهراته، هو في نظر الأستاذ بلكبير أمر لايعتد به مادامت هذه الحركة تسعى في العمق إلى انتزاع الدين من الدولة وإرجاعه إلى المجتمع وذلك حتى يستطيع هذا المجتمع مقاومة الغلو في الفعل السياسي للدولة المستعملة للدين. إن الصراع حسب. رأيه بين الدولة والحركة السلفية يفسح المجال أمام جديد يتخلق من المرجعية الديمقراطية ليؤسس لدولة تستمد شرعيتها من قدرتها على الإنجاز وليس من الدين.وعليه فالحركة السلفية ليست حركة رجعية ماضوية بل هي حركة تجديدية إصلاحية. . والواقع أن وصف هذه الحركة بكونها تجديدية لم يسبق أن سمعناه من أي باحث يصنف نفسه ضمن اليسار.إن السلفية ذاتها هي التي تزعم أنها حركة إصلاحية تسعى إلى مقاومة الانحراف في العقيدة والسلوك، وهذا أمر طبيعي لأن أي حركة لا يمكن أن تسبغ على نفسها إلا الصفات الإيجابية، أما أن يقوم بذلك باحث يزعم الانتماء إلى اليسار فهذا يجعلنا أمام العديد من الفرضيات والاحتمالات، فإما أن السيد بلكبير لم يعد يساريا، أو أنه لا زالا يساريا ولكنه افتقد منطلقات التحليل اليساري وفي مقدمتها التحليل الملموس للواقع الملموس. هذا الواقع الذي يؤكد لنا حقيقة ساطعة وهي أن الدولة هي التي عملت على استنبات الحركة السلفية في التربة المغربية لمناهضة اليسار والحركة الديمقراطية النااشئة، في إطار تحالفها الإقليمي مع الدولة السعودية راعية هذه الحركة وحاضنتها.كيف إذن تتحول حركة تساند الاستبداد وتبرره إلى حركة إصلاحية وتجديدية؟ وأين نلمس هذا التجديد في خطابها وممارساتها؟ لابد في البداية أن نرفع اللبس الذي يكتنف التسمية، فمن المعلوم أن مصطلح السلفية يطلق أحيانا على مجموعة من الحركات والشخصيات المتناقضة تماما في رؤاها ومنطلقاتها، فهناك من يعتبر الشيخ محمد عبده سلفيا ولكن شتان بين سلفية هذا الأخير والسلفية الوهابية، فمحمد عبده هو في الواقع مفكر تنويري يشكل امتدادا لتراث المعتزلة العقلاني و لا صلة له بالوهابية ذات النزوع النقلي المتشدد والمغرق في المحافظة و الأمر نفسه ينطبق على الزعيم علال الفاسي الذي كان يوصف بأنه سلفي وهو في الحقييقة صاحب رؤية تجديدية للدين منفتحة ومتسامحة.فهذان الرمزان على سبيل المثال لا الحصر يستحقان فعلا صفة المصلح والمجدد ومنجزهما الفكري والثقافي شاهد على ذلك.فما هو التجديد الذي أتى به الفيزازي وأبو النعيم والنهاري والكتاني والمغراوي وغيرهم؟ هل الإلحاح على تعدد الزوجات وممارسته والتحريض عليه يعتبر تجديدا ؟ هل تكفير السياسيين والمثقفين يصنف ضمن التجديد والاجتهاد؟هل الإفتاء بزواج بنت التاسعة يندرج ضمن مهام المصلحين والمجددين؟.لقد انصب اهتمام الحركة السلفية دوما على المظاهر والشكليات ، وحرصت على ترسيخ التميز المظهري للمنتسبين إليها من خلال التركيز على إطالة اللحي وتوحيد لباس أعضائها الذي من خلاله يعرفون، وهي بذلك تختزل كل معاني الدين في مظهر مخصوص يترجم قناعة أعضائها بأنهم وحدهم يمتلكون الحقيقة المطلقة.، وهم في ذلك لا يختلفون في شيء عن متطرفي الديانات الأخرى الذين يحرصون بدورهم على أولوية اللحية واللباس المخصوص كما هو الشأن مثلا في الديانة اليهودية. والقول بأن الحركة السلفية تسعى إلى انتزاع الدين من الدولة وإرجاعه إلى المجتمع ينطوي على مغالطة كبرى ، لأن هذه الحركة تسعى في الواقع إلى فرض تصور معين للدين على المجتمع ، هو تصورها الخاص القائم على التنميط والجمود وقمع الجسد وامتهان كرامة المرأة.أما على المستوى السياسي، فإن تصورها هذا يكرس الاستبداد ويناهض الديمقراطية، وهو ما برهنت عليه طيلة مسارها حيث كانت دوما الحليف المفضل للأنظمة الاستبدادية، فكيف لها إذن أن تساعد على ميلاد جديد يتخلق من المرجعية الديمقراطية وهي تناصب العداء الفكري والإديولجي لهذه المرجعية، كيف يمكن أن نتقبل من الناحية المنطقية كون حركة تناهض الديمقراطية بوعي واستماتة ستساعد على ميلاد هذه الديمقراطية؟ أي تحليل جدلي هذا الذي سيقنعنا بأن مسار حركة سيؤدي إلى نتائج مناقضة لغاياتها وأهدافها؟يمكن أن نذهب في تفسير ما انتهى إليه الأستاذ بلكبير بكونه ينطلق من خطاطات نظرية مفصولة عن معطيات الواقع وحقائقه تترجم رغبة ذاتية في أن تضطلع حركة لها قدر من النفوذ الاجتماعي في المساهمة والمساعدة على ترسيخ أسس البناء الديمقراطي، خاصة أمام. الانحسار الذي تعانيه القوى الديمقراطية واليسارية.فإذا كانت هذه الرغبة هي ما يفسر موقفه وتحليله السابق ، فإنها تبقى مجرد رغبة لا تصمد أمام واقع عنيد يؤكد أن الحركة السلفية هي في الحقيقة من العوائق الراسخة لكل مسعى إلى بناء الديمقراطية واستنبات أسسها في التربة الفكرية والثقافية للمجتمع. على أنه قد تكون هناك دوافع أخرى وراء ترويج الأستاذ بلكبير لهذه الأطروحة الغربية، وهي أنه بدافع من طموحاته الانتخابية في الفوز بمقعد برلماني في الانتخابات القادمة، روج لهذه الأطروحة تقربا من الحركة السلفية ورموزها لكي يوصوا به خيرا لدى أتباعهم الذين يشكلون قاعدة محترمة من الأصوات يمكن أن ترجح كفته أمام منافسيه، علما بأنه لم يسبق له أن فاز في الانتخابات البرلمانية منذ 1993عندما كان لا يزال مناضلا بمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي يحظى بالتقدير والمصداقية وقد ترشح في محطات انتخابية أخرى بعد هذا التاريخ وكان مآله الخسران الذر يع لعدة أسباب، قد يكون منها تآكل رصيد مصداقيته من جراء الانشقاق عن منظمة العمل الذي تزعمه هو وآخرون عشية الاستفتاء على دستور 1996. وإذن، إذا كان كل ذلك هو إحدى الدوافع الممكنة وراء مزاعمه تلك، فإنه ينم في الواقع عن نزعة براغماتية مفرطة تتوسل بكل الوسائل لتحقيق أهدافها بما في ذلك ترويج المغالطات وإضفاء الصبغة النظرية عليها



#عبد_الإله_إصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمدعصيد وتجريم التطبيع مع إسرائيل
- المؤتمر السابع لحزب الطليعة ورهان وحدة اليسار
- الشهيد المهدي بن بركة، بلاغة الوضوح ومنطق التسوية
- حركة 20 فبراير ومرحلة ما بعد الاستفتاء
- الشعب المصري يواصل ثورته بعزم وإصرار
- الشعب المصري العظيم يريد الحرية.. يريد الحياة
- الشعب المصري يقرر إشعال ثورته
- ثورة تونس المجيدة.. وصناعة التاريخ
- محمد عابد الجابري.. ومسألة العلمانية
- علاقة التلازم بين الديمقراطية والعلمانية
- تمفصلات الحقوقي والسياسي في مسألة العلمانية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الإله إصباح - عبد الصمد بلكبير والحركة السلفية