|
اخونجية غزة - حماس- اذ يرفضون ويقبلون بوقف اطلاق النار
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 19:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الاخبار العاجلة التي تتناول التداعيات الناجمة عن تصادم العصف الماكول بالجرف الصامد على ارض قطاع غزة ، استوقفني خبران مهمان : الخبر الاول تناول خطاب القائد العسكري لكتائب القسام المدعومحمد ضيف ، وتناقله عدد كبير من وسائل الاعلام ، ربما لدوره الرئيسي في اعداد وتنفيذ خطة العصف الماكول التي اسفرت عن مقتل 5 مدنيين اسرائيليين بعد اطلاقه لما يزيد عن 3 الف صاروخ ضد مدن ومستوطنات اسرائيلية ، في هذاالخطاب الذي استهله بالبسملة وضمنه عددا من الايات الكريمة يقول التالي: لن يكون هناك اي وقف لاطلاق النار مع الكيان الاسرائيلي الا بوقف العدوان ، ورفع الحصار عن غزة ، وهي مطالب محقة وتلبي مطالب سكان القطاع ، الذي عانى طويلا من تبعات حصار كان من ابرز نتائجه تراجع في النشاط الاقتصادي وارتفاع فى نسبة البطالة وتفاقم لظاهرة البطالة ، وارتفاع في تكاليف المعيشة ، ولكن الجانب الاسرائيلي سيرفضها خشية ان تستغل حماس رفع الحصار من اجل تعزيز قدراتها القتالية بتهريب الاسلحة والمعدات عبر المنافذ المفتوحة مع مصر او عبر البحر ثم تعود مرة الى جولاتها القتالية ضد اسرائيل ، واذا ابدى الاسرائيليون مرونة في هذا الشان فسيقبلون ومثلهم الجانب المصري برفع الحصار: بشرط ان تتولى اجهزة الامن التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية مهمة الاشراف وادارة المعابر الفلسطينية القائمة على الحدود الفاصلة مع مصر ، وقد يذهبون ابعد من ذلك فيتشددون في شروطهم فيطالبون باناطة مهام ادارة القطاع للسلطة الفلسطينية ايضا ، وهو شرط بنظر حماس يرقى الى مستوى الشرك والكفر ولن يقبل به اخونجية غزة لعدة اسباب: ابرزها ان عودة الامن والاستقرار الى القطاع في ظل سلطة وطنية تتولى ادارته لا يصب في مصلحة هؤلاء الملتحين، لانه سيفوّت عليهم فرصة اطلاق الصواريخ على اسرائيل او بتعبير ادق ا توفير الذرائع لاسرائيل لتدمير المرافق الاقتصادية والخدمية في غزة ، ومن ثم جنى ثمار المساعدات العينيية والمالية التي ستقدمها الدول المانحة من اجل اعمار ما دمرته القوات الاسرائيلية ، وحيث لم تتورع حماس في حالات سابقة عن نهب 20 الف بطانية من مستودعات الانروا ، لم تلبث ان اعادتها بعد ان اكتشف مدير المستودعات في اليوم التالي سرقتهم ، ونشر غسيلهم الوسخ عبر وسائل الاعلام ، ناهيك عن نهب قسم من المساعدات المالية من اجل دعم موازنة حماس ونفخ جيوب قادة حماس ، وما لا يقل اهمية عن العلاقة الجدلية بين اطلاق الصواريخ وجنى ثمار المساعدات الموجهة للاعمار ان عودة السلطة الوطنية الى القطاع ، وامساكها بزمام ادارته وتشغيله سيقوّض سلطة حماس وسيؤدي بالتالى الى زوال امارة حماستان التي جعلتها منطلقا لاقامة امارات مماثلة في الضفة الغربية وعلى اجزاء من الاراضي المصرية . وبالعودة مرة اخرى الى بقية فقرات خطاب ضيف الذي القاه عبر قناة الاقصى دون ان يظهر وجها او ظهرا له فقد اردف قائلا : ان موازين المعركة باتت مختلفة فانتم – يقصد الجنود الاسرائيليين – تقاتلون جنودا ربانيين يعشقون الموت في سبيل الله كما تعشقون – يقصد الجيش الاسرائيلي – انتم الحياة ويتسابقون الى الشهادة كما تفرون من الموت والقتل ! واستنادا لهذه الموازين المختلفة يمكن القول ان النصر على ايدى حماس ات لاريب فيه ، و باقل فدر من الحشد العسكري والحد الادنى من القوة النارية : لان ا المواجهة ستكون بين قوة عسكرية مكونة من 70 الف جندي وضابط والف دبابة ومائة طائرة اسرائيلية ، وبين مجاهدين ربانيين بعضهم من شباب غزة ، وبعضهم ملائكة هبطوا من السماء كاحتياطي استراتيجي ، وما ان يشاهدهم الجنود الاسرائيليون حتى يدب الذعر في قلوبهم ثم يلوذون بالفرار ! لقد انجب الشعب الفلسطيني العظيم عددا كبير من المفكرين والمبدعين والمنظّرين والفلاسفة والمخترعين في مختلف فروع المعرفة ، ولكن انجازات هذه النخب العلمية والتنويرية مهما كان اسهامها في حضارتنا المعاصرة لا تقاس بالنظرية العسكرية التي اجترحتها عبقرية الاخونجي محمد ضيف ، ونظرية بهذا المستوى من العمق والابداع فانها تستحق الدراسة في الكليات والاكاديميات العسكرية للدول المتقدمة، ليتم تدريسها مع بقية النظريات التي وضعها منظّرون عسكريون امثال كلاوفيتز وجوكوف ورومل وغيرهم لتميزها عن نظرياتهم بانها تضمن تغيير موازين القوى العسكرية باقل التكاليف والحشد العسكري ، اي بدون استخدام الدبابا ت والطائرات والاساطيل البحرية والقنابل الذرية الى غير ذلك من الاسلحة الثقيلة الموجودة بكثرة في مستودعات الجيش الاسرائيلي ، بل بتغيير موازين القوى على ارض المعركة باستخدام جنود ربانيين لا يملكون من وسائل القتال لمواجهة الالة الحربية الاسرائيلية ، سوى الاسلحة الخفيفة والمتوسطة ، وقلوب تعشق الموت وتنبذ الحياة الفانية، وشارات خضراء وسوداء تطوّق رؤوسهم كتبت عليها عبارات دينية ، وحناجر تطلق صيحات التكبير ! وفي بقية الخطاب يخاطب المنظّر الاستراتيجي محمد ضيف الشعب الفلسطيني قائلا : نقدّر لكم وقفتكم وتلاحمكم مع المقاومة واعلموا ان النصر صبر ساعة ولم يتحقق هذا النصر لولا صمودكم ! ومرة اخرى النظرية العسكرية لمحمد ضيف تثبت جدواها وتميزها عن اية نظرية اخرى بتحقيق النصر على الجنود الاسرائيليين العاشقين للحياة والزاهدين بالموت ، في فترة قياسية لا تتجاوز "صبرساعة " ولعله يقصد بالنصر هنا اسر قوات القسام لجندي اسرائيلي خلال وقف اطلاق النار الذي تم الاتفاق على سريانه في هذا اليوم لمدة 78 ساعة ، ولا يقصد بالتاكيد تحقيق النصر على الحشد العسكري الاسرائيلي باكمله ، لان العصف الماكول ما زال مستعرا منذ 24 يوما فيما القوات الاسرائيلية تتوغل في خان يونس ورفح وغزة ، وتدمر في طريقها احياء بكاملها ، وتقتل وتجرح ما يقارب عشرة الاف مدني فلسطيني من بينهم خمسين فلسطينيا حصدهم رصاص الجنود الصهاينة ردا على اسر حماس لجندى اسرائيلي!! ولا يقل اهمية عن النصر الذي تم انجازه في فترة الصبر ساعة سوى صمود اكثر من 100الف مدني فلسطيني خارج بيوتهم المدمرة بلا ماء اوطعام ، في شوراع مكشوفة للطيران الحربي الاسرائيلي ، فيما يقبع قادة وكوادر اخونجية غزة في اوكار وملاجىء اقاموها لتوفير الحماية لهم لوحدهم . واذا شئت ان تتعرف على عبقري اخر من عباقرة حماس فاليك تصريح اسامة حمدان مسئول العلاقات الخارجية : ان المقاومة الفلسطينية كتبت خطاب النصر لكنها تنتظر اعلانه ! وكما ان النصر الحمساوى مجرد صبر ساعة ، كلك لن يستغرق الاعلان عن النصر وقتا طويلا ، لان الخطاب جاهز وربما يكون في فحواه نسخة طبق الاصل عن الخطاب الذي القاه اسماعيل اثر معركة الرصاص المصبوب ،وحيث اكد بان العدو الصهيوني فشل في تحقيق اهدافه و بان حماس حققت نصرا الهيا عليه : وهل ثمة فرق في النتائج اذا كانت كافة انتصارات حماس تتمثل في بقاء قادة حماس على قيد الحياة ؟ اليس الحفاظ على رؤوس هنية والزهار والحية والبردويل والزهري وغيرهم من قادة حماس هو الاهم كي تبقى جذوة العصف الماكول مستعرة ، حتى لو كان ثمن سلامة روؤسهم : تدمير العشرات من الانفاق التي تم بناؤها من الاموال التي حصلت عليها حماس من اجل بناء المستشفيات والمدارس وغيرها من المرافق العامة ، ومقتل بضعة الاف من المدنيين الفلسطينيين ،واسر المئات من مقاتلي حماس وتدمير احياء كاملة !!
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين مطرقة العصف الماكول وسندان الجرف الصامد : الفلسطينيون ين
...
-
داعش تطهر مدينة الموصل من المشركين النصارى - تطبيقا لشرع الل
...
-
البعثي المتساقط عزت الدوري يحيّي تنظيمي داعش والقاعدة الارها
...
-
نيابة عن مشيختي الشر والارهاب: المتشددون الاسلاميون يتوعدون
...
-
السيسي مع حقوق المراة ولكن دون المساس بالقيم الذكورية للمجتم
...
-
سيسي يا سيسي .. انت رئيسي .. ورقصني يا جدع
-
حكومة الاردن الرشيدة تطرد السفير السوري فيما تتمسك بالسفير ا
...
-
عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر ام ممثلا للسعودية في قصر الاتحا
...
-
الاردن يطلق حملة جهادية لفتح طريق القدس
-
لماذا يتهرّب السيسي من مناظرة المرشح المنافس له حمدين صباحي
-
الملك السعودي يستنجد بالكفار لمساعدته في مكافحة فيروس الكورو
...
-
الاردن قلق وتوتر جدا جدا حيال التطورات في اوكرانيا
-
غزوة جهادية عثمانية عبرية لسورية
-
الوزير الاردني صالح القلاب مدافعا عن جبهة النصرة وداعش والشي
...
-
هيبة عمر البشير على محك تضخم البروستاتا
-
شر البلية ما يضحك: اسرائيل تقتل قاضيا اردنيا ، والاردن يستنك
...
-
برعاية اوباما : داعش تفرض الجزية على نصارى الرقة
-
اوكرانيا على صفيح ساخن
-
الوقائع الماثلة على الارض تؤكد ان الاردن هو الوطن البديل للف
...
-
مجلس الامن يذرف دموع التماسيح على الوضع الانساني في سورية
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|