جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 13:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في حرب العراق ضد داعش.. هل العراق بحاجة إلى اسلحة متطورة
جعفر المظفر
هناك أخبار عن حصول العراق على صفقة صواريخ امريكية ذات تكنيك عالي للإصابة عن بعد. ولكن هل يكفي ذلك لتحقيق نصر اكيد ضد داعش.
قل لي بيد من ستكون هذه الصواريخ وسوف أقول لك ما الذي سنجنيه من وراء إستعمالها. النقص ليس في نوع الأسلحة ولا بعددها وإنما في عقيدة القتال وفي غياب الإنتماء لوطن يقاتل المرء من أجله ودولة يدافع عنها, وقبل كل ذلك بوجود نماذج قيادية سيئة لا يمكن لها أن تؤسس لثقافة نصر.
الهزيمة في نينوى تمنحنا مساحة كافية لدراسة نوع وطبيعة مستلزمات النصر التي نحتاجها, وفي غياب تلك المستلزمات يمكن أن يعمل القائد كمورد اسلحة لعدوه: مئات من الدبابات وألوف من البنادق تركت لداعش التي غنمت أموالا وأسلحة ما كانت تحلم بالحصول على واحد بالألف منها.
بإمكان رجال بعقيدة أن ينتصروا على داعش بالسلاح الأبيض ونحن نعلم بأن هذا النوع من الأسلحة التي سيحصل عليها العراق هو في خدمة تكنيك الجيش الأمريكي للقتال عن بعد, أما ما نحتاجه فهو يتأسس على عقيدة القتال عن قرب, وهي عقيدة توجب عليك أن تكون بين صفوف شعبك وفي مقدمتهم في نفس اللحظة, وهذا أمر يفتقده النظام السياسي الذي إستعدى أهل المناطق التي ترعرعت فيها داعش.
عقيدة القتال ضد داعش وعلى الإرهاب عموما هو ان تكسب المعركة على الأرض, من الأرض لا من الجو, وهذا ما يفتقده النظام السياسي وما هو عاجز عن تحقيقه, والخلل ليس في العقيدة العسكرية وإنما في العقيدة السياسية والأخلاقية والإجتماعية وفي غياب البدائل الحضارية المقنعة.
إن داعش لا يمكن لها أن تنتصر إلا على نظام مهزوم.
بل لعلي أرى ان مواجهة داعش ما زالت تقوم على نفس العقيدة التي ادث إلى الهزيمة الكارثية في نينوى, وبإستمرار هذه العقيدة فإن الباب ما زالت مفتوحة لهزائم أخرى, ولعل النصر العسكري على داعش لن يتحقق إلا بنصر سياسي يسبقه, وهذا هو السلاح الذي نفتقده والذي نستطيع أن نصنعه محليا.
داعش هزيمتها تتحقق من الأرض وعلى الأرض, وما نحن بحاجة ماسة إليه هو أن نصيب أهدافنا سياسيا قبل إصابتها عسكريا.
إن ما ينقصنا حقاهي صفقة اسلحة سياسية وأخلاقية من صنع محلي.
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟