أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عبد اللطيف سالم - مقاطع قصيرة .. من فِلم العراق الطويل














المزيد.....

مقاطع قصيرة .. من فِلم العراق الطويل


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 09:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقاطع قصيرة .. من فِلم العراق الطويل



( 1 )

العراق .. سينما .
سينما بلا مقاعد .
المتفرِّجونَ المُتْعَبونْ .. يفترشونَ أرضَها المُتْرَبَة .
المقاعدُ لأبطالِ الفلم فقط .
المُتَفَرِّجونَ اليائسونْ .. يَغُطُّونَ في غفوات عميقة ، خالية من الأستراحات .
الفلمُ طويلٌ ، ومُمِّلٌ ، و مُلَفَّقْ .
وبعد كلِّ مقطَعٍ منه .. تأتي الخاتمةُ البائسة .
الضَجَرُ لنا ،
والموتُ الأصغرُ ، والأكبرُ .
وايراداتُ الفلم لَكُم .

( 2 )

{ نحنُ نرفضُ كلمة " أهل الذمّة " .
إنّ هذه الكلمات : " ذمّي " و " ذميّون " و " أنتم في ذمّتنا " .. نحنُ لا نقبل بها .
نحنُ لانريدُ أنْ نكونَ في ذِمّة أحد .
نحنُ لسنا عبيداً .
نحنُ أحرار .
خلَقَنا اللهُ أحراراً .. لنكونَ في ذِمّةِ انفسنا فقط .
إنّ هذه الكلمات .. مُشينَةْ ، ومُعيبة ،
وجاءت في سياق مختلف قبل 1500 عامٍ من الآن .
وعندما تقولُ لشخصٍ ، الآن ، : " أنتَ في ذِمّتي " ،
فهذا يعني أنّهُ " عَبْدٌ " عِندَكْ ..
و نحنُ لسنا عبيداً عند أحد . }

( المطران مارنيقوديموس داود متي شرف . مطران السريان الأرثوذوكس في الموصل وكردستان وتوابعها . في لقاء على قناة روسيا اليوم / 22-7-2014 )

( 3 )

أحد المُهَجّرين داخليا من عرب العراق .. وصل إلى مدينة ( جمجمال ) في كردستان مع عائلته ، وأصبحَ " لاجئاً " هناك .
استقبلهُ الأخوة الأكراد بطيبتهم ، وسموّ اخلاقهم المعروف ، وأحتضنوه مع عائلته ، كأنّهُ واحدٌ منهم .
و بعد اسابيع من الرعاية ، وطيبِ المقام ، سألهُ احد المقربّين اليه من الأخوة الأكراد عن رأيهِ بالمدينة ، فأجاب :
- جمجمال خوش مدينة .. بس بيهه أكراد هوايه .

( 4 )

مُراسِلٌ لأحدى القنوات الفضائيّة ، يتجوّلُ بين الخيام ، والحزنُ بادٍ على مُحيّاهُ ، ونبرةُ صوتهِ مشوبةٌ بالأسى ( كما هو حالُ معظم المراسلين ، عند إعدادِهِمْ تقاريرَ كهذه ) .
يتوجهُ هذا المُراسلُ إلى مجموعةٍ من الأطفال في مخيّمِ " خازر " ، ويسألُهُمْ :
- ما الذي جاء بكم إلى هنا ؟
فيُجيبهُ أصغَرُهُم :
- جَينَةْ نِتْوَنَّسْ !
- المراسل : شنو ؟؟
- الطفل ( ضاحكاً ) : إي والله .. جَينَةْ نِتْوَنّسْ !!
ضَجَّ الأطفالُ جميعاً بالضحك .
و ضَحِكَ المُشاهدونَ إلى أنْ دَمَعَتْ أعينُهم .
الوحيدُ الذي لم يضحَكْ .. هو المُراسِلْ .

( 5 )

كثيرون يموتون الآن .. وكثيرون ماتوا .
كثيرون يُقْتَلونَ الآنَ .. وكثيرونَ قُتِلوا .
كثيرونَ يُهَجَّرونَ الآنَ .. وكثيرونَ هُجَّروا .
والأسبابُ كثيرة :
القَهْرُ ، والحَرُّ والبردُ ، والكراهية ، ولصوصُ البطاقة التموينيّةِ .. وأشياءُ أخرى .
ولا واحدٌ من هؤلاء " الضحايا " .. ضحايا " مصادفاتكم " غير السعيدة ،
تخطرُ على بالهِ الرئاسات الثلاث .
وعضويّة مجلس النواب .
والوزاراتُ ، ومَنْ يعتليها ، من أصحاب المعالي .
وجيوشُ الدرجات الخاصّةِ .
و مِنْحَةُ " تحسين الحال " .
و الجواز الدبلوماسي ، للعائلةِ السعيدةِ ، التي فازتْ في اليانصيب .
هُمْ لايريدونَ أنْ يتذكرونَ إنّكُمْ كُنتُمْ ، في يومٍ ما ، أو قبل بضعةِ أيامٍ فقط ، منْسيّونَ مثلهم .
" أحد الأطفال ( في مخيم خازر ) ، هذا اليوم َ ، قال :
أتمنى أن اموت و ﻻ-;- أن أبقى هنا " .
بينما أنتم .. وطيلة أحدَ عشرَ عاماً
، لا تخجلون ،
ولو للحظةٍ واحدة .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقَليّاتْ .. هائلة
- هذا هو أنت
- موجز تاريخ المحنة - 10 -
- مَطرٌ في مانهاتن
- من اينَ تأتي الأُلفة ؟
- الأصدقاء .. لا يحضرون مجلس - الفاتحة - .. على الروح
- موجز تاريخ المحنة - 9 -
- الدكتور مهدي الحافظ .. و هذا العراق العجيب
- دجّالون .. و عميان .. و عوران
- هذه المدنُ التي توجعُ الروح
- موجز تاريخ المحنة - 8 -
- أين تلك الرائحة
- عندما يأتي المغول
- لجوء .. نِسبي
- موجز تاريخ المحنة - 7 -
- يومٌ سيّء
- حطّابُ القلوبِ القديم
- موجز تاريخ المحنة - 6 -
- تأخير أقرار الموازنة العامة في العراق / مقاربة أخرى للسلبيات ...
- إبنةُ العَمِّ - مارك زوكربيرغ - العزيزة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد عبد اللطيف سالم - مقاطع قصيرة .. من فِلم العراق الطويل