فكر متشظي

عادل الخزعل

الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

فكر متشظي
في لحظة اجتذبتني ورقة بيضاء كانت امامي ، وبمعية الشعور بالقلق والاضطراب والانفعال وفور بزوغها امام نظري حدثت لدي حالة روحية متقلبة بين الاضطراب الداخلي والانسجام مع هذه الورقه الصافية البيضاء ، وفي اثناء ذلك شعرت فجأة بمناداتها لي بأستعدادها للتضحية برونق بياضها لأظهار ماهو بالقوة الى الفعل عسى ان تهدء نفسي. وفي اثناء هذا التأمل حلق فكري بين اوتار النغم وأصوات الالات الموسيقية التي اخرجت رموز او نوتات من تأليف الموسيقار عمر خيرت الى الحياة ، احييت من لا حياة فية ونفخت فيه روحاً ، كأنها تريد ان تكشف بذلك عن روح الطبيعة ، فهذا الانسجام الرائع والتداخل البديع بين آلآت لها استقلالها وإختلافها عن بعضها البعض بشكلها ونغمها تصبح كأنها صوت واحد ، احالتني هذه النغم الى التفكر في الكون متسائلاً هل في كوننا انسجام وتلا زم ضروري كامن في ماوراء هذه العبثية والتشظي والتعدد والكثرة ؟

وهل لو اعتقدنا فرضاً بالقول ان هذا الكون هو عبارة عن اشياء مستقلة عن بعضها البعض تتصف بعدم الكمال وهذا النقص هو الاساس في ديناميكية الكون كما ان ليس هنالك جوهر او ضروره بين الظواهر وما نراه من اسباب ونتائج بين الظواهر لا يعني ان هنالك ترابط منطقي بل هنالك تكرار وبالتالي ليس هنالك اي قانون مفروض سواء كان ذاتي حسب تفسير المادية الجدليه أو مفارق حسب التفسير اللاهوتي كما يعتقد العلم. الا ان هذا التفسير لا يروي ضمأناً فالانسان يستحيل ان يسلم لتفسير يجعلنا ذرات حقيرة ثابته بفعل الجاذبية. فضلاً عن ذلك ابعاده لأي جانب روحي أو وجداني فهذا التفسير يجعلنا نرتد الى ذواتنا لنتحقق هل بأستطاعة العلم ان يكشفها لنا او يحيلها كشيء يمكن لنا أن نحدها من خلال المنهج العلمي ؟

ولكن هيهات لأي منهج علمي أو بناء عقلي ان يكشف لنا عن ذواتنا فالعلم والمنطق يقف عاجزاً امام ذلك. فذواتنا تنكشف لنا كمعطى شعوري او وجداني تدخل في ماهية كينونتنا ، فالذات تفر من جميع الحدود والتفسيرات العلمية والعقلية وبالتالي فأن ذواتنا نعاينها من خلال تجاربنا الحية ، والمفاهيم كالاضطراب والانسجام والجوهر وغيرها هي متواضعات او دلالات اصطلاحية ناتجة عن وعي مبدع ، اضفى هذه المفاهيم الى الكون ، فالوعي بما له من مبادأة هو من يضعنا تحت تأثير مفاهيمه ، فهو الفاعل والمنفعل وهو الخالق لهذه المفاهيم الا انه متأثر بها لما تكتسبه من سلطة بفعل الخبرة وكأنها نتاج الموضوعات.

#عادل_الخزعل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات