أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - وقف إطلاق نار دون هدنة قد يكون أسوء من الهدنة














المزيد.....


وقف إطلاق نار دون هدنة قد يكون أسوء من الهدنة


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 22:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو ان كل اطراف الصراع والوسطاء والمراقبين والمحللين منشغلون بشكل وشروط الهدنة التي يمكن التوصل لها بين المقاومة في غزة وإسرائيل . هدنة يتعدد فيها الوسطاء وتتعدد المحاور ، وتتضارب المواقف وتتباعد ليس فقط ما بين شروط المقاومة وشروط إسرائيل بل ايضا ما بين الاطراف الفلسطينية نفسها ، وما بين الوسطاء أنفسهم ، بحيث بات الأمر يحتاج لهدن أو تفاهمات متعددة ما قبل الهدنة بين المقاومة وإسرائيل . هدنة وتفاهمات ما بين فصائل المقاومة ومنظمة التحرير ، وهدنة وتفاهمات ما بين مصر ومحورها من جانب والمحور القطري التركي الإخواني من جانب آخر ، وتفاهمات مصرية امريكية ، وتفاهمات داخل مجلس الأمن ... بكل ذلك يمكن التوصل لصيغة اتفاق هدنة يتم التفاوض عليه مع إسرائيل .
كل هذه الاختلاطات والتداخلات يجعلنا امام صفقة هدنة سياسية وأمنية وعسكرية وليس مجرد إطلاق نار ، هذا في حالة التوصل إلى هدنة . فمثلا عندما تشترط المقاومة رفع الحصار عن غزة حتى تقبل بوقف إطلاق نار ، فإن هذا الشرط يجر مصر للصفقة لأنها المعنية أساسا بفتح معبر رفح وبالأنفاق ، ولكن الحكومة المصرية معادية لحركة حماس ولا تقبل أن يُفرض عليها التعامل مع قطاع غزة المحكوم من حركة حماس الإخوانية المنتشية بالانجاز العسكري الذي حققته بالحرب ! . فمصر وكل الدول العربية اليوم لم تعد تتعامل مع القضية الفلسطينية من منظور المسؤولية القومية أو الواجب القومي واعتبار القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى الخ ، بل تنطلق من منطلق المصلحة الوطنية المصرية من منظور السلطة الحاكمة في مصر .
مع انشغال الكل بالحديث عن الهدنة يغيب للأسف الحديث فلسطينيا وعربيا وإسلاميا عن كيفية دعم المقاومة ومدها بمقومات الصمود ، مع هدوء الموت على كل الجبهات العربية ،و شبه موات للشارع العربي والإسلامي ، مما يجعل المقاومة تعتمد فقط على ما تخزنه من سلاح وعلى قوة الإرادة وعلى صبر وصمود الناس في القطاع . وهذا وضع اسوء من العدوانيين السابقين حيث كانت الانفاق تعمل والمعبر مفتوح وقوافل الدعم تتدفق إلى القطاع .
يبدو أن إسرائيل تعرف هذه التداخلات والتعقيدات ، وبالتالي فهي وإن كانت معنية بالحديث عن الهدنة أو عن تهدئة لساعات كنوع من المناورة وتغرير الرأي العام العالمي والحد من انتفاضة الضفة الغربية والقدس ، إلا أنها غير متعجلة لهدنة نهائية ، لذا تُصر على شروطها المرفوضة ليس فقط من فصائل المقاومة فقط بل من كل الشعب الفلسطيني ، لأن إذلال المقاومة وإذلال غزة هو إذلال لكل الشعب الفلسطيني .
إذن وسط الانشغال بحديث الهدنة وشروطها ، وكأن الهدنة هي النهاية الوحيدة للعدوان ، يغيب سيناريو لوقف العدوان قد يكون اكثر سوءا من اية هدنة ، وهو ما لا يتم الحديث عنه ويتجاهله المحللون وربما السياسيون ، ونقصد به أن تعلن إسرائيل فجأة عن وقف إطلاق النار من طرف واحد ، بزعم أنها اكملت هدم الانفاق ، مع استمرار تواجد قواتها في المناطق التي توغلت فيها ، وربما تنسحب منها .
يجب علينا ان نفكر بخطوة خبيثة مثل هذه وكيفية مواجهتها . عندما نقول إن هذا السيناريو أسوء من الهدنة ، لأن إسرائيل ستوقف إطلاق النار من طرف واحد ، وتترك قطاع غزة أمام وضعه المأساوي ، من استمرار الحصار بل وتشديده ، مع الخراب والدمار حيث ثلث سكان القطاع نازحون في المدارس والمستشفيات والشوارع ، وآلاف أسر الشهداء والمصابين ،وآلاف البيوت المُهَدَمة ، بالإضافة إلى مشاكل الكهرباء والمياه ؟.مما يجعل فصائل المقاومة أمام اعباء ثقيلة تضاف إلى مسؤولية حماية الحدود والرد على الانتهاكات الإسرائيلية .
قد يقول قائل إنه يمكن الاتفاق على مرابطة حرس الرئيس على الحدود مع مصر ، وتمارس حكومة التوافق صلاحياتها في قطاع غزة ، ولكن هل ستقبل إسرائيل بهذا الحل ، والكل يعرف أن من اهم دوافع إسرائيل من العدوان هو إفشال حكومة التوافق الفلسطينية ؟ ! بل ربما لا تقبل به بعض الاطراف الفلسطينية والمحاور الخارجية.
نتمنى من القيادات الفلسطينية أن تكون حسبت حسابا لكل الاحتمالات وخصوصا أن لديها دراية وتجربة ومعرفة بالخبث والدهاء الصهيوني . في السياسة ، والحرب سياسة بوسائل عنيفة ، على القادة أن يفكروا بكل الاحتمالات حتى الأكثر سوءا ، وفي حالة إقدام إسرائيل على هذه الخطوة الاخيرة يجب أن يعمل الجميع على الحفاظ على وحدة الشعب التي تحققت في الحرب ، لأن هدف العدو من هذه الخطوة خلق فتنة داخلية ، ونقل المعركة إلى الداخل الفلسطيني ، وزيادة التوتر ما بين قطاع غزة ومصر .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحذروا مؤتمر باريس المشئوم
- حرب غزة الكاشفة
- شكرا للمملكة المغربية ... ولكن
- صمود غزة يختزل مسيرة شعب
- غزة ضحية عدوان إسرائيل وصراع المحاور العربية والإقليمية
- الحرب والهدنة في فلسطين : التباس في المواقف والأهداف
- حتى لا تحصد إسرائيل بالهدنة ما عجزت عنه بالحرب
- ما تريده إسرائيل وما يريده الفلسطينيون من الحرب
- عدوان إسرائيلي متعدد الاهداف
- إشكالية الرواتب : بين حقوق الموظفين وحق الوطن
- ما زال بالإمكان إنقاذ المصالحة
- ما أسهل حديث العاطفة وما أصعب حديث العقل
- الثمن السياسي لعملية الخليل أخطر من الرد العسكري
- الهويات الفرعية كتهديد للهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة
- إسرائيل الدولة الاستعمارية العنصرية الوحيدة المتبقية في العا ...
- تشكيل حكومة تكنوقراط توافقية لا يعني نهاية الانقسام
- البرنامج السياسي لحكومة (التكنوقراط) لا يُلزِم إلا الحكومة
- في ذكرى النكبة : انهزم العرب فانتكب الفلسطينيون
- الخلل ليس في وجود سلطة وطنية بل في وظائفها ومرجعياتها
- المصالحة الفلسطينية بين الإرادة والقدرة


المزيد.....




- كان محكومًا بالسجن مدى الحياة.. لحظة لقاء فلسطيني بزوجته في ...
- لافروف وفيدان يناقشان الوضع في سوريا والقضايا الإقليمية
- كيف تصادمت طائرتان في أجواء واشنطن؟ تفاصيل غريبة عن حادث مطا ...
- -نقوم بالكثير من أجلهما-...ترامب يصر على استقبال مصر والأردن ...
- مظاهرة حاشدة لأنصار عمدة مدينة اسطنبول أثناء مثوله أمام القض ...
- فرقة البيتلز تعود بالذكاء الاصطناعي وتترشح لنيل جائزة غرامي ...
- الشرع رئيساً.. بداية لإرساء منطق الدولة أم خطوة نحو المجهول؟ ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي في منطقة ز ...
- هيئة الأركان العامة الأوكرانية تعترف بوضع قواتها المعقد على ...
- شبكة -NBC- تكشف تفاصيل جديدة حول حادث تصادم الطائرتين في مطا ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - وقف إطلاق نار دون هدنة قد يكون أسوء من الهدنة