أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كايد عواملة - الدين ككائن حي














المزيد.....


الدين ككائن حي


كايد عواملة

الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 20:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تمتلئ مملكة الكائنات الحية بنماذج آليات بقاء تطورت عبر الزمن وأخذت أشكالاً منها ما أصبح غير فعال فأنقرض الكائن الحي ومنها ما ساعد الكائن الحي على البقاء، ومن هذه الآليات ما هو غاية في الجمال ومنها ما هو غاية في البشاعة والاستغلال. ولكن ماذا عن آليات بقاء الأيديولوجيات، أيمكننا وضعها في خانة الجمال أم في خانة البشاعة؟ لماذا الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يقتل غيره لأسباب لا تتعلق بالغذاء والبقاء؟

هناك نوع من أنواع النمل يقوم بالتسلق إلى قمة الأعشاب مراراً وتكرارً رغم عدم وجود غذاء أو أفراد من فصيلته، مع العلم أن النمل يمتلك حساسات لالتقاط الغذاء عن بُعد وقبل تسلقه للنبات، ما تقوم به النملة لا يؤدي أي فائدة لها على الإطلاق، ولكن عند دراسة هذا السلوك تبين أن هذا ليس سلوكاً عاماً بين فصيلة النمل هذه ولكن النمل يصاب بنوع من الطفيليات يتسلل إلى دماغه ويؤثر على سلوكه فيدفعه لتسلق الأعشاب؛ الغاية من هذه الآلية هي وصول النملة إلى معدة المواشي ليكمل المتطفل دورة حياته هناك.
ثمة آليات بقاء أخرى فعلى سبيل المثال يسبح سمك السالمون بعكس التيار بعملية مجهدة ليضع بيوضه في قمة النهر، وثمة حيوانات تقطع مسافات طويلة لتتزاوج، أما هذا المتطفل فيذهب إلى دماغ النملة ليؤثر عليها ويجعلها تقوم بسلوك ضد بقائها وحياتها بتأثير من متطفل على دماغها في سبيل بقاء المتطفل لا بقاء النملة. هذه واحدة من أبشع آليات البقاء الموجودة على الأرض أن تخترق دماغ المضيف وتجعله يقوم بسلوك انتحاري، أو سلوكيات لا تؤدي أي منفعة للمضيف على صعيد الجينات.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل يحدث لنا نحن البشر نفس ما يحدث مع النملة؟

الأيدلوجيات والدين بالذات تمتلك آليات بقاء شبيهة تماماً بآليات المتطفل على النملة، آليات بقاء تتضمن تصحيحاُ وتعديلاً جعلها تبني قاعدة صلبة تتيح لها البقاء والتكاثر على مر الزمان، تماماً ككائنات حية. فهناك الكثير من الأديان انقرضت لا لأنها كانت على خطأ ولكن لأنها لم تمتلك آليات البقاء الكافية لاستمرارها. فالصواب والخطأ ليس المعيار في بقاء الدين فهناك أديان مختلفة باقية إلى هذا اليوم لامتلاكها آليات بقاء تساعدها على البقاء ولو اضطرت لإفناء المُضيف.

لا أعرف على التحديد ما هو عدد البشر الذين أفنوا أنفسهم وقتلوا غيرهم في سبيل بقاء أيديولوجيات في أدمغتهم، فالنملة المصابة تقوم بسلوك ضد غريزتها وبقائها وطبيعتها وهي معتقدة فعلاً أنها تقوم بعمل الصواب. فهذا المتطفل يؤثر على كل سلوكيات النملة وحاجاتها الأساسية.

آليات بقاء الأيديولوجيات (ومنها الدين) تأخذ أشكالاً متعددة، منها ما هو مباشر وما هو غير مباشر يدفع البشر للقيام بسلوكيات بوعي ودون وعي، فهي تتغلغل في دماغ المضيف وتؤثر على كل سلوكياته وتجعله يقوم بسلوكيات ضد غريزته وضد سعادته وضد حرياته وحتى ضد بقائه، وهناك آلية للشعور بالذنب عند الامتناع عن عمل يخدم المتطفل وبقاؤه. لا بل وهذه الآليات تتطور عبر الزمن تماماً لو كانت كائناً حياً يتطور بتطور البيئة المحيطة به.

هل أنتَ مصاب بأي نوع من هذه الطفيليات؟

كايد عواملة



#كايد_عواملة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد في الإسلام
- من قبلُ في صغري
- الوحدةُ تقتلهُ
- هزي جذع النخلةِ
- في الغار
- الشرف


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كايد عواملة - الدين ككائن حي