أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي















المزيد.....

التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1279 - 2005 / 8 / 7 - 12:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مما لا شك فيه ان مصطلح التعصب يترادف مع مصطلح التصلب في المعنى وفي الدلالة والمفهوم وفي السلوك ،فأذا كان التعصب اتجاه نفسي فأن التصلب يحمل ذات المعنى بنفس الوقت وان اختلفت التطبيقات،ليس اختلافا نوعيا او كمياً بل اختلافاً في التطبيق وكلاهما يكمل الآخر اذا ما اطلقنا هذا الحكم دون مبالغة ،فالتعصب Perjudice اتجاه نفسي لدى الفرد يجعله يدرك فردا معيناً او جماعة او موضوعا معيناً ادراكاً ايجابياً محباً او سلبيا كارهاً دون ان يكون لهذا الادراك او ذاك ما يبرره من المنطق او الاحداث او الخبرات الواقعية ويقول علماء النفس ان تعصب ضيقي الأفق من المتدينين او المتطرفين اسلامياً او مذهبيا ضد اصحاب المذاهب والاديان الاخرى او تعصب قبيلة ضد قبيلة اخرى او مناصرتها حتى ولو كان هذا الانتصار للباطل انما هو تعصب اعمى عنيد. بينما التصلب اتجاه مكتسب نفسيا ايضاً ويتم عبر التعلم من الواقع ومن البيئة حتى يتميز بالثبات النسبي ويكون تأثيره على السلوك تأثيرا كبيراً.
اما التصلب فيعرفه(د.فرج عبد القادر طه)في موسوعة علم النفس والتحليل النفسي بأنه عدم قدرة الفرد على تغيير افعاله او اتجاهاته عندما تتطلب الشروط الموضوعية ذلك،وقد يصيب التصلب الوظائف المعرفية وبخاصة الادراك،عندما تفتقد القدرة على ادراك تغيير الاشياء عندما تتغير مواصفاتها او شروطها الموضوعية كما ان التصلب قد يكون وجدانياً وهو ما نراه بعامة لدى اولئك الاحادي الرؤية بالنسبة لعواطفهم او لدى الوسواسيين الحوازيين عندما يقع الكبت على تلك الصلة ما بين الفكرة(الموضوع)والوجدان وبين الشحنة المصاحبة.
تقول الدراسات النفسية المرضية ان كل مرض او انحراف سلوكي او نزعات في السلوك مثل التطرف والتعصب له جذوره التكوينية في مرحلة من مراحل النمو النفسي عبر مراحل حياة الفرد، فكما هو الاعتدال والمسالمة والتسامح وقبول الاخر في السلوك السوي ،نجد هماك من تتكون لدية نزعات مكتسبة من التطرف والتعصب والتصلب في الرأي ويقول عالم النفس المصري الشهير الاستاذ الدكتور مصطفى زيور تدلنا مكتشفات التحليل النفسي على ان الانتصار على دوافع الكراهية نحو الاب ،لا يعني فناءها،وعلى ان هزيمتها لا تدوم الا بدوام مناهضتها.ولما كان وجود فرد او جماعة لا يذعنون لما نذعن له،ولايعبدون ما نعبد،يقوم دليلا على ان السلطان الذي اذعنا له غير مطلق،فان هذه الجماعة تصبح اشبه بمحرض لدوافع الكراهية نحو التمرد.والنتيجة الطبيعية من ذلك،انه لابد من محاربة الكافر بما نؤمن به،حتى لا يتاح لعوامل الكراهية الذاتية ان تتمرد.وتشير الحقائق النفسية الاخرى ان التعصب يساير التصلب في الفعل والممارسة على المستوى العقلي النظري والتطبيقي وهذان المفهومين يستخدمان في الغالب بالتبادل للاشارة الى المعنى نفسه رغم ان التعصب والاتجاهات التعصبية هي المفهوم الاعم والاشمل الذي يستوعب مفهوم التصلب ويرى (كورت ليفين)الى التصلب بصدد الحديث عن الارتباطات الممكنة في مجال الحياة ومتصلاتها ومنها المرونة-التصلب .فعندما يتقوقع الفرد داخل بيئته النفسية وتكون اتصالاته بالواقع المادي شحيحة وقليلة يكون تأثير العالم الخارجي بالنسبة لمجال الحياة جدا ضئيل اذ ان التأثير متبادل بين مجال الحياة والعالم الخارجي آنذاك فان التصلب سينعكس سريعا اذ يعزل الشخص عن بيئته بحائط جدا سميك وهو الحال ذاته عند الموقف التعصبي الذي يصدر من الفرد المتعصب ،فهو لا يتبادل مع الطرف الآخر الرأي والحوار وانما يجعل من الآخر عدوا لدودا له فتنقطع صلات الاتصال معه ويكون المتعصب دائما مصَفدْ الرؤية لا يقبل ان يستمع الى الاخر ولا يتقبل وجهة نظره لانها تخالفه وتتعاكس معه وهو يرى نفسه الاصح دائما ويمتلك كل مقومات الحياة التي لا يرى وجودها في الآخراو تنقص الآخر،انها الحماقة بعينها، ولو تأملنا في تعريف العصاب النفسي(المرض النفسي)لوجدناه يشمل انواعا من اضطرابات السلوك الناشئة عن فشل الافراد في التوافق مع انفسهم ومع البيئة المحيطة بهم ونعني بهذا القول ليس هناك لغة تواصل بين العصابي(المريض نفسيا)ومع الاخرين، وهذا يدل بمعنى ادق عن وجود مشكلات نفسية وانفعالية ومحاولات غير ناجحة للتوافق مع التوترات والصراعات الداخلية. ومن الملفت للنظر ان المتعصب والمتصلب في الرأي وفي المعتقد يتشابه سلوكه في العديد من النقاط مع مرضى العصاب(المريض النفسي) ففي رأي المتعصب والمتصلب ان كل من يخالفه في الرأي والفكر يحكم عليه بالفناء او الاقصاء او انهاءه ،اما في المرض النفسي ،فمريض النفس تنتابه تخيلات تقوم لديه مقام الواقع ،والخيال يكافئ الواقع لديه والنية تساوي الفعل كما انه يقع فريسة لتوقع الشر المتربص به،فتوقع الشر هذا يظهر بقوة في المناسبات غير المعتادة التي تتضمن شيئاً جديدا غير متوقع او غير مفهوم ،هذه الهواجس تتمالك المتعصب والعصابي"المريض النفسي" دائما فضلا عن الريبة والشك في الاخر حتى وان كان يتشابه معه في الدين ولكن يختلف معه في المذهب حتى يلجأ في الكثير من الاحيان الى انهاءه بالقتل وهذا ما نشاهده من افعال لدى اخوتنا المسلمين المتشددين من السلفية والذين يرون ان الغاء الاخر واجب شرعي وقتله واجب ديني مقدس يرقى الى مستوى الجهاد المألوف اليوم في العديد من الممارسات مثل الانتحار الجماعي(تفخيخ النفس)ليشمل الاطفال الابرياء والنساء وكبار السن في معظم انحاء العالم ومنها العراق ولندن وجدة ومدريد وغيرها من الاقطار.
اعتقد فرويد ان العصاب الحقيقي يظهر نتيجة حالات الانغماس الزائد عن اللزوم في الرأي والفكر او الزهد الزائد الذي يدفع صاحبه للابتعاد عن الحالة الانسانية السوية والتعايش مع الواقع ،وفي الواقع ان الايمان التقليدي او الاعتيادي بالدين لا يترك اثراً سلبياً على النفس او على السلوك بل يكون موضع فخر لصاحبه امام الاخرين، اما الحماس الديني القائم على التعصب والتطرف والتصلب في الرأي فأنه يولد الاتجاهات التعصبية بمرور الزمن ويترك الاثر السلبي في نفوس الاخرين حتى وان لم يصدر منه ما يسئ ولكنه يتعامل بخشونة واضحة وسلوك بعيد عن التسامح وهو ازاء ذلك يعادل ويساوي سلوك الاضطراب العصابي،فالتصلب نقيض للمرونة ،والتعصب نقيض للانفتاح والتقبل وهي السمات ذاتها لدى مرضى العصاب .اما لو استعرضنا لبعض معايير الصحة النفسية لوجدنا ان اولها هو تقبل الفرد لنفسه وللاخرين وثانيهما المرونة والقدرة على التكيف والتعديل والتغيير بما يتناسب مع ما يجد على المواقف حتى يحقق التكيف وقد يحدث التعديل نتيجة لتغيير على حاجات الفرد او اهدافه او بيئته وهناك العديد من المعايير الاخرى مثل التوافق الاجتماعي والاتزان الانفعالي والقدرة على مواجهة الاحباط فضلا عن التكيف للمطالب او الحاجات الداخلية والخارجية،انها سمات واضحة المعالم تميز الاسوياء عن المرضى العصابيين ومرضى التعصب والتصلب والتطرف،وهكذا فاننا لا نجافي الحقيقة كثيرا ان قلنا ان هناك فروق موضوعية بين سلوك الاسوياء وسلوك المرضى بشقيه(العصاب:النفس،والتعصب والتصلب والتطرف)هذه الحقيقة يلمسها كل من يتعامل في الواقع مع هذه الشرائح من المجتمع.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟
- مهارة اللاعنف..مهارة الالفة والصداقة
- التكامل النفسي بين الواقعية والمثالية
- نحن واضطرابات العصر(الاضطرابات النفسجسمية)سيكوسوماتيك
- تفجير النفس بين التعصب والاكتئاب
- الصراع النفسي ..ديالكتيك الهم الانساني
- هل يتراجع العراقيون عن قيم التسامح والمودة!!
- الشخصية السلبية Passive
- الهذيان والهلاوس في المرض العقلي..حقيقة ام وهم؟
- هكذا يتم تحويل المشاعر والافكار!!
- عقدة النقص وآلية التعويض
- التسامي في السلوك ..قوة للنفس والانسان
- الشك المرضي..ابعاده وتأثيره على الشخصية
- الارهاب الاسلامي وقيم العنف
- صراع الجسد والنفس والمجتمع..رؤية نفسية
- المقاومة العراقية ..بين الطائفية وجذورها!!
- صراع النفس مع النفس
- البرهان العلمي في اسس الجامعة المفتوحة في الدانمارك
- العراقيون وعقوبات المقاومة
- الشخصية النرجسية


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي