من منا بحاجة الي توبة ؟

احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 14:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كثيرا ما يواجه المتدينين المتزمتين اعدائهم او حتي المختلفين معهم فكريا بسلاحي التوبة والهداية .انهم يزعمون بان كل من عداهم بحاجة ماسة للهداية والتوبة .ولكن من هو الذي بحاجة اليهما ؟.
التوبة او الهداية التي اعنيها هنا قد تكون مخالفة لما وردت في الفكر الديني .عند المتدينين تعني العودة الي طريق الله والاستقامة . انه طريق شائك ومعقد . يضطر فيه الانسان للتنازل عما تمليه عليه ارادته وكينونته الذاتية .التوبة والهداية هنا تعني ايضا الايمان بكلما ورد في الكتب المقدسة . احتقار المختلفين فكريا .جلد من يمارس فعل الجنس . قتل من لا يؤمن بالله .استرقاق نساء الاخرين .الايمان بخرافات صدرت منذ القرن السابع الميلادي .
اما عندي فهي تعني الالتزام والايمان بكل ما اكتشفه العقل البشري وبما ورد في كل المواثيق الانسانية . والتائب هو الذي يعترف بحق الاخرين في الحياه والاختلاف والاعتقاد والتفكير .المضاد لكلمة الهداية او التوبة هو الضلال .يعتبر ضالا هو كل من لا يؤمن بتلك الاشياء .الضال هو الذي يقتل ويسرق ويحتقر الاخرين .
بالتاكيد نحن نطلب التوبة من ذاك الانسان الذي يلحق الضرر بذاته والاخرين .اما حينما يكون ضلاله خلاف ذلك فنحن بالطبع لانستطيع ان ندعوه الي طريق الهداية .
ولكن يبرز السؤال : من الذي يسبب الضرر للا خرين بضلاله ؟ بلا شك هو المتدين . غير المتدين لم يقتل احد .ولم يقسر اخر ليتخلي عن ديانته .لم يزعم انه خليفة الله في الارض . اما المتدين فهو قد برع كثيرا في ممارسة فعل القتل .انه ينسف المدنيين العزل .يصادر حقوق الاخرين .يغتصب ويسرق . يرشي ويٌرشي .ينتهك القانون والمثل العليا .اذن هو الذي بحاجة للتوبة . هو بحاجة ماسة للعودة الي طريق الانسانية والحضارة .وليس غير المتدين .
بسلوكه الهمجي والبدائي سيتسبب في هدم الحضارة .ومع ذلك يسقط ما يعاني منه علي الاخرين . هذا الاسقاط قد يساعد في تهدئه مشاعره العدوانية ولكنه يؤكد حقيقه حوجته للتوبة .غير المتدين قد لا يؤمن بفكرة وجود اله . او انه قد يتناول الخمور ولكنه بالتاكيد لا يقسر الاخرين للايمان بفكرة عدم وجود اله او حتي تناول الخمور . المتدين في بعض الاوقات قد لا يتناول الخمور ولكنه مع ذلك يقسر الاخرين لعدم تناول الخمر و الاسوأ انه قد يامر بعقاب كل من لا يتلزم بتعاليمه وافكاره الهدامة . اذن المنطق يقول بان الاول لا يسبب الضرر للاخرين اما الثاني فهو بالتاكيد سيسبب وبالتالي هو الذي بحاجة للتوبة .

اذا ما تاب المتدين علمانيا فانه قد يساعد في بناء الحضاره . اما اذا ما تمادي في غروره وواصل السير في طريق الضلال بالمعني العلماني فانه بالتاكيد سيدمر البشرية بل وقد يهدم كل مكتسباتها وانجازاتها .

#احمد_داؤود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات