أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - كوميديا العرب السوداء














المزيد.....


كوميديا العرب السوداء


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 13:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه الكوميديا السوداء التى تتلاحق مشاهدها على امتداد العالم العربى لا أجد لها وصفا إلا هذا: الغباء مجسّدا فى الحركات الأصولية الإسلامية تحارب ضد خصمين، خصم هزيل وخصم حقير. الخصم الهزيل توجّهات علمننية تقدمية مفككة ضعسفة الثقة فى ذاتها وفى قواعدها الفكرية وفى قدراتها الذاتية. الخصم الحقير هياكل النظم التفليدية شامخة الظاهر خاوية الباطن.

حين أشير إلى الحركات الإصواية الإسلامية بكل طوائفها وأقسامها وتنويعاتها أسارع بالقول بأنها حركات إسلامية فى المكان الثانى بحكم الملابسات التاريخية والإقليمية لكنها فى المكان الأوا أصولية دينية، فلو لم يبتلينا واقعنا بالأصولية الإسلامية لكانت بلوانا بالأصولية المسيحية لا تفل أذى ولا تقل خطرا.

السرطان الذى يأكل الجسد العربى هو هذه الأصولية الدينية التى تخنق العقل والعقلانية والتى تجفـّف كل منابع إنسانية الإنسان. هذه الأصولية المتوارثة لا تعمل فى دائرة فعلها المباشر فحسب بل تـُكسبنا هذه العقلية التبعية اليقينية التى تبحث عن معبود وإن يكن صنما ليريحها من تبعات التفكير الحر المستقل. هذه العقلية تعتبر كل تساؤل كفرا وترى فى قولة "لا أعلم" وسوسة الشيطان.

يحدثنا الرئيس السيسى بأن حفظ القرآن لا يكفى إنما هو يريد العمل بالقرآن. وما أيسر أن تردّ عليه كل الحركات الإسلامية بكل طوائفها ومذاهبها وتنويعاتها بأنهم هم العاملون بالقرآن، ولهم شواهدهم وأسانيدهم التى لا يستطيع المسلمون الوسطيون لا دحضها ولا إنكارها مهما حاولوا.

الرئيس السيسى لا يفهم أنه انتـُخِب رئيسا مدنيا لدولة مدنية ليحكم بالدستور الوضعى والقوانين الوضعية لا بالقرآن. ويحدثنا الرئيس السيسى عن محاربة الإرهاب لكنه لا يفهم أنه إذا اختار أن يحارب الحركات الأصولية بسلاحها فهو الخاسر لا محالة، وكان جديرا به كرجل عسكرى أن يدرك أنك إن تركت لعدوّك أن يختار سلاح المعركة وميدانها فإنك تكون قد خسرت المعركة من قبل أن تبدأ.

لكننى بهذا الاستطراد خرجت عن موضوعى الأساسى، فإنما أردت أن أطلق صرخة تنبّه التوجّهات المدنية العلمانية العقلانية إلى أن من واجبها ألا يغيب عن وعيها أبدا أن عدوّها الأساسى والأخطر هو هذه الأصولية الدينية، وأن من يريد اللحاق بركب الحضارة الإنسانية عليه أن يحارب أولا وأساسا كل من يعادى العقل ومن يضيّق من حدود حرية العقل. إن حربنا فى مواجهة قمع القوى الاستبدادية السلطوية لا تنفصل عن حربنا ضد الأصولية الدينية. وإذا كانت عباراتى الختامية هذه تبدو مبتسرة وفى حاجة لمزيد من التفصيل والإيضاح، فإن مقالى هذا ليس آخر الكلام، بل لنا عودة ثم عودة ما دام فىّ نـَفـَس يتردد وعرق ينبض، فقد آليت على نفسى أن تكون هذه معركتى التى أختم بها حياتى: العقل هو المنقِذ، العقل هو الخلاص.
القاهرة، 30 يولية 2014



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قنطرة الذى كفر: تساؤلات أثارتها رواية عبقرية
- خواطر حول الحرب على الإلحاد
- ما يختبئ فى ثنايا صراع الأوقاف والسلفيين
- السيسى يتخبّط
- محاربة الإلحاد
- تقديس النص
- هل هناك حضارة إسلامية؟
- بعض الأمل
- هل استحق السيسى الرئاسة؟
- إلى الرئيس القادم، مطلب ونبوءة
- الذين يحرثون فى البحر
- لماذا لن أنتخب السيسى
- هل أنا متفائل؟
- كلمة أولية إلى السيسى
- كيف نحارب التطرف والتخلف الفكرى
- الكنيسة وانتخابات الرئاسة
- الواقعية والخيال
- -ألعن من اليهود-
- السيسى والإخوان: تعليق سريع على خبر
- فى الطريق إلى قشل جديد


المزيد.....




- مسجد سول المركزي منارة الإسلام في كوريا الجنوبية
- الفاتيكان يصدر بيانا بشأن آخر تطورات صحة البابا فرانسيس
- ملك البحرين: نستجيبُ اليوم لنداءِ شيخ الأزهر التاريخي مؤتمرِ ...
- وفد من يهود سوريا يزور دمشق بعد عقود في المنفى
- “اسعد طفلك الصغير” أغاني وأناشيد على تردد قناة طيور الجنة عل ...
- موقع سوري يستذكر أملاك اليهود في دمشق بعد بدء عودتهم للبلاد ...
- فرنسا تناقش حظر الرموز الدينية في المسابقات الرياضية
- شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
- ملك البحرين يشيد بجهود شيخ الأزهر في ترسيخ مفاهيم التسامح وا ...
- احدث تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL-JANAH TV على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - كوميديا العرب السوداء