|
شهر العسل في خليفستان
صادق إطيمش
الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 00:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" الدولة الإسلامية " تدعو لسفرات زواج إلى المناطق الملتهبة * تحت هذا العنوان نشرت جريدة ( بادشه تسايتونغ) المعروفة في جنوب غربي المانيا وبتاريخ التاسع والعشرين من شهر تموز الجاري المقال التالي : ( ابو عبد الرحمن الشيشاني كان واحداً من الأوائل حينما جاء مع زوجته السورية هدى لقضاء شهر العسل عند " خلافة " الدولة الإسلامية. سفرة الزواج هذه إلى خليفستان سبق وان حجزها هذا الجهادي الشيشاني عبر الإنترنت. اما دفع التكاليف فيتم عند بدء السفرة على موقع الحدود السورية التركية في تل اياد. مرتان في الأسبوع تبدأ باصات مكيفة برحلة 700 كلم عبر سهل الفرات إلى منطقة الأنبار العراقية. وحتى في شهر العسل هذا يجب على المتزوجبن الجلوس منفصلين عن بعضهم البعض. " الدولة الإسلامية " تقوم بالدعاية عبر هذا الطريق بحيث يستمع المسافرون إلى اناشيد جهادية طيلة السفرة. متحدث باللغة الإنكليزية يمدح " الدولة الإسلامية " من خلال إمكانية السفر إلى " الشرق الأوسط الجديد" دون الحاجة الى جواز سفر. وتتحدث كراسات الدعاية ذات الأوراق اللماعة جداً عن قرب تنفيذ برامج السفرات القادمة بحيث تشمل حلب ودمشق وبغداد . اما سفرات الزواج إلى الموصل فيمكن التسجيل عليها اعتباراً من آب القادم. شهر العسل في خليفستان ليس رخيصاً. 500 دولار تكلف السفرة لثلاثة ايام مع المبيت في فنادق مليئة بالغبار وذات نجمتين. حيث يجب العِلم ان " الدولة الإسلامية " تسعى لكسب الأرباح ايضاً. ومبدأ الربح هذا ينطبق حتى على المحكومين بالإعدام الذين يجب ان يدفعوا تكاليف دفنهم قبل إعدامهم. المتزوجون الجدد يستلمون تسجيلات لأجمل خُطَب " الخليفة ابراهيم" والمترجَمة إلى اثنتي عشر لغة بما فيها اللغة الألمانية. ومن خدمات شهر العسل التي تقدمها " الدولة الإسلامية " هي التوسط للحصول على النساء. ويجري التعامل هنا على فتيات بعمر خمسة او ستة عشر عاماً اللواتي يُجبَر أباؤهن على بيع بناتهم إلى " الدولة الإسلامية ". وهذا العرض المغري للجهادين القابلين على الدفع من اوربا يواجَه باقبال شديد منهم ) انتهت ترجمة المقال. من الطبيعي ان تسير امور الحياة على هذه الشاكلة في الدولة التي تدعي تبنى النهج الإسلامي على غرار ما تنص عليه احكام الشريعة، بعيداً عما يسمى بالقوانين الوضعية التي لا وجود لها إلا في بلاد الكفر . فالدولة الإسلامية دولة القوانين الإلهية بكل تجلياتها التي تبرز باشكال وتطبيقات تختلف باختلاف المتبنين لهذا النهج او ذاك في الإسلام الواحد في كل زمان ومكان. وعلى هذا الأساس فإن الدولة الإسلامية في العراق اليوم ما هي إلا وليدة هذه القوانين الإلهية التي تجدلها نصوصاً تفويضية في المصادر الإسلامية الرئيسة. فإن اصاب هؤلاء المؤمنون السائرون على نهج الشريعة الإسلامية بتفسير النصوص التي يحكمون بموجبها فلهم حسنتان، وإن لم يصيبوا فلهم حسنة واحدة ، حسب المبدأ الفقهي للحكم على مَن يُخطئ من القائلين بالشهادتين. وفي هذا المقال الذي نشرته الجريدة الألمانية عن الدولة الإسلامية الجديدة لابد لنا من التوقف ، ليس عند الأمور الدينية ، فهي تقع ضمن تفسيرات فقهاء ينطقون الشهادتين ، بل عند بعض الأمور الدنيوية التي اغنت النص وعرَّفت القارئ الألماني بماهية دين هذه الدولة التي تقول عنه بانه يحمل اسم الإسلام. وليس من المستبعد هنا طبعاً ان يتعرف الكثير من القراء الألمان على الإسلام وحقيقته من خلال هذا المقال او المقالات المشابهة التي يطرحها الإعلام الألماني والغربي بشكل عام. ألامر الاول الذي نتوقف عنده هو ما يمس الكرامة العراقية التي تُنتهك الآن في المناطق التي يسيطر عليها حملة رايات ـ لا اله الا الله محمد رسول الله ـ والذين وصفهم البعض بحماة الدين والمنتصرين لأهله. والكرامة العراقية هذه التي ينتهكها هؤلاء تتجلى على ابشع صورها في بيع البنات العراقيات ليصبحن بعقد قران من رجال الخليفة ملك اليمين لشذاذ الآفاق من الجهادين الذين لا رابط يربطهم باهل هذه الأرض التي يغتصبون بناتها .لا اعتقد بان العراقيين الأبرار في المناطق المحتلة من هؤلاء المجرمين الأوباش سيسكتون على إنتهاك اعراضهم على هذه الشاكلة البشعة والمخزية ، اللهم إلا اذا ظل البعض منهم لم يزل عند تلك النظرة الرافضة للإنتماء العراقي والمغردة لكل مَن يسعى لشل هذا الوطن وكل ما يجري فيه حتى وإن كان ذلك الذي يجري مليئاً بكل النواقص وحتى الجرائم التي لا يمكن تجاوزها إلا من قِبل العراقيين انفسهم دون الحاجة للحى قذرة واجسام عفنة وعقول صَدِأة. اما الأمر الثاني الذي جاء به المقال في الجريدة الالمانية فإنه يتحدث عما جاءت به الدولة الإسلامية من خلال تبني مفهوم " الشرق الاوسط الجديد " في دعايتها لمناطق السفر التي يشملها برنامج شهر العسل هذا لجهادييها. فهل ان هذا الشرق الأوسط الجديد الذي تتحدث عنه الدولة الإسلامية هو نفس ذلك الشرق الأوسط الجديد الذي طالما تحدثت عنه المخابرات المركزية الأمريكية ، ام هو مجرد توارد خواطر لا غير ؟ سؤال لابد من مناقشته ممن يقبعون اليوم تحت لحاف داعش ليزْنوا بكل ما تبنوه من مبادئ في الدين والعروبة والتي انتجت مسخ البعثفاشية المقيتة الذي ربط مصيره بعصابات تزني به اليوم لتقتله غداً غسلاً للعار. وهذا ما يقودنا إلى الأمر الثالث الذي تجلى بظاهرة تبنتها الدولة الإسلامية وهي ليست غريبة على العراقيين حينما كان اهل ضحايا دكتاتورية البعث يُطالَبون من قبل الأجهزة البعثية المنفذة للإعدام بدفع ثمن طلقات الإعدام التي قتلت بناتهم وابناءهم . هنا مجرد سؤال ايضاً حول مدى العلاقة القائمة اليوم وعلى ارض العراق مع مَن ينتهكون حرمات اهل العراق وينسفون مقدساتهم ويهجرونهم ويغتصبون نساءهم ويذبحون اطفالهم ومع حثالات البعث النقشبندي؟ اما الأمر الرابع فيكشف بدون ادنى شك او ريبة عن ماهية قواد الدولة الإسلامية ومدى ضلوعهم في مهنة السمسرة والمتاجرة بالنساء . فلقد جاء في المقال اعلاه بان الدولة الإسلامية تــــــتــــــو ســـــــط لحصول المجاهدين على النساء اللواتي يحصلون عليهن عِبرَ اهل هؤلاء النساء على بيعهن باثمان تقررها الشريعة الإسلامية للدولة الإسلامية . هذا إذا ما تمت العملية من خلال البيع والشراء . إلا ان هناك تخريجة فقهية اخرى تجعل هؤلاء النساء غنائم احلَّ الدين إمتلاكها كمُلك يمين بعد الغزو وبالتالي يمكن التصرف بها حسب ما تمليه مصلحة الددولة الإسلامية وقادتها. اما الأمر الخامس وقد لا يكون الأخير فهو الذي يرتبط بتوسيع هذه الرحلات لجعلها تشمل بغداد ايضاً.فماذا نحن العراقيون فاعلون ؟ انتظر الجواب ممن تبقى من حملة الهوية العراقية لنوحد خطانا نحو البقاء او الفناء. الدكتور صادق إطيمش * الاقواس المزدوجة الواردة في المقال هي ضمن النص الأصلي للجريدة
#صادق_إطيمش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألم نقل لكم بانه تغيير وجوه فقط ...؟
-
دروس في السياسة من معلم كوردي إلى ساسة ألإقليم
-
مَن يقمع حرية شعب...لا ينتصر لحرية شعب آخر
-
أرى تحت الرمادِ وميضَ نارٍ
-
الم يتعلم اسلاميو العراق من اخطاء انتفاضة آذار الشعبانية ؟
-
لماذا لا نجعل من كل ارض العراق سامراء ؟
-
البعثفاشية الجديدة ترتدي الجبة والعمامة ... فاحذروها
-
أيها الناس ... إنه العراق . . .
-
حربنا مع الإرهاب
-
من المسؤول ...؟
-
صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق
...
-
الجدل حول الحكومة العراقية القادمة
-
التغيير ... بين الشعار والتطبيق على المسرح السياسي العراقي
-
حُسن السلوك والسيرة ... شهادة تفتقر لها ملفات الأحزاب الديني
...
-
الشيخ قال كِدَه ...
-
ثمانون عاماً
-
عشر وعشرون لم تثلم مواضينا فاستنجدت تبتغي عوناً بخمسينا
-
وسنظل نواجه التخلف الفكري
-
مغالطات اليعقوبي
-
نعم ... نحن لها
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|