جاسم هداد
الحوار المتمدن-العدد: 1279 - 2005 / 8 / 7 - 11:54
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
معروف للقاصي والداني ان للعراق حضارة وتاريخ يمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة , ففيه تعلم الأنسان الكتابة , وفيه تم سن أول القوانين , وفيه تم اختراع العجلة , وفيه ...وفيه الكثير .
وكان العراقي ولا يزال وسيظل يفخر بتاريخه وحضارته , ويتباهى بالآثار التي تدل عليها . وعند دخول القوات الأمريكية بغداد وسقوط نظام العفالقة الذين ولوا الأدبار في هزيمة نكراء , وانهيار الدولة العراقية , وشيوع الفوضى , غضت القوات المحتلة النظر بل شجعت الغوغاء على السلب والنهب . فقد تعرض المتحف الوطني العراقي , كغيره من دوائر الدولة , الى السلب والنهب , وقام الحاقدون على العراق بتخريب المعروض من الآثار . ولم تسلم حتى المواقع الأثرية من السرقة والنهب , حيث تعرضت لعمليات سرقة منظمة من قبل مافيات الآثار . ولم تنتهي الأمور عند هذا الحد , بل لا تزال عمليات سرقة الآثار مستمرة . ولعبت بعض دول الجوار , ومنها الجارة الأسلامية إيران دورا رئيسيا في تنظيم النهب المنظم لكل شئ في العراق ولا زالت .
ومن المؤسف والمثير للألم ان وزير الثقافة الأيراني اعتذر عن تقديم المساعدة للسلطات العراقية في استعادة الآثار العراقية المسروقة والتي قسم منها معروض في المتاحف الأيرانية والقسم الآخر معروض للبيع في الأسواق الأيرانية , مبررا اعتذاره بتشابه حضارة غرب ايران مع الحضارة العراقية , حيث تتشابه القطع والرقم الطينية والمنحوتات على حد قول الوزير !! . وهذا ما صرح به السيد هاشم الهاشمي وزير الدولة لشؤون السياحة والآثار , في حكومة أغلبية وزرائها تربطهم علاقات حميمة مع أيران , لجريدة الحياة , بعد الزيارة الأخيرة للوفد العراقي الكبير لطهران والذي كان برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري . وأكد السيد الوزير ان العراق لم يسترجع أي قطعة أثرية مهربة الى ايران .
سؤال نتوجه به للسيد رئيس مجلس الوزراء : هل اقتنع سيادتكم بجواب السيد وزير الثقافة الأيراني ؟ , فإذا كان الجواب بـ " نعم " فهي مصيبة والله , واذا كان الجواب بـ " لا " , فما الأجراءات التي يتعين ان تقوم بها حكومة منتخبة من الشعب , ومكلفة بالحفاظ على تاريخه ؟ . وعلى حد تعبير السيد رئيس مجلس الوزراء في احد مؤتمراته الصحفية , ان من لا تاريخ له , لا حاضر له . وهناك سؤال آخر نطرحه وهو : لو من قام بنهب الآثار دولة أخرى غير " الجمهورية الأسلامية الأيرانية " , التي تناضل احزاب الأسلام السياسي ان نحذو حذوها , هل سيتم السكوت والتغاضي , كما يحصل الآن ؟ .
من المؤكد ان الشعب العراقي لن يسكت ابدا عن المطالبة بما تم نهبه من العراق , من آثار أو غيرها , ولو بعد حين . وكما قيل قديما : " ما ضاع حق وراءه مطالب " .
#جاسم_هداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟