محمود حامان
الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 23:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لتحقيق ذلك لا بد من وجود مؤسسة فكرية حوارية تأخذ على عاتقها مهمة اجراء الحوار الجاد بين جميع الفئات . لم يعد الحوار في ظرفنا الحالي مسؤولية فرد بل اكثر من ذلك هي مسؤولية جماعية لان الحوار شأن ثقافي لا بد من الارتقاء به حتى يصبح مؤسسة ثقافية حوارية وهذا يتطلب في البداية تكوين طليعة ثقافية تستطيع ان تتحمل هذا العبء وليس مهماً ان يكون عدد اعضاء هذه الطليعة صغيراً او كبيراً ولكن من المهم ان يكون هؤلاء الاشخاص ذوو مصداقية وان تتشكل منهم هيئة ثقافية او فكرية تجعل من فكرة الحوار همها الاول ومحورا هاماً من نشاطاتها . ففي ظل الظروف الحالية نحن بأمس الحاجة الى مثل هذه المؤسسة والى مثل هؤلاء الاشخاص للقيام بدور فعال لاجراء حوارات نوعية بين جميع الاطراف سواء اكانوا افراداً او جماعات او احزاب وأياً كان موقعهم وافكارهم لان الهدف النهائي من الحوار هو التوصل الى اتفاق على صياغة مجموعة متناسقة من القيم التي تأخذ في اعتبارها التنوع وفي نفس الوقت يسعى الى التركيز على القواسم المشتركة بين الافكار والثقافات لان الافكار والثقافات لا تتصادم ولكن السياسات تتنافر وتتصادم ويزداد هذا التناقض والتنافر عندما يكون سقف المصالح الشخصية والحزبية مرتفعاً على حساب مصلحة الشعب او الامة او الوطن .
والخلاصة : في ظل ارتفاع منسوب العنف وغياب الحوار بات السلم الاهلي مهدداً وفي ظل احتمال قيام حروب اهلية تصبح مسالة اجراء الحوار ضرورة وضرورة قصوى وهي مسؤولية اخلاقية وانسانية قبل المسؤولية السياسية فلا يمكن حل جميع هذه الخلافات والقضايا العالقة والمتراكمة منذ سنوات الا بالحوار الشاق والطويل وهذا يحتاج الى جهود مؤسسات وكوادر مهنية مخلصة صادقة وصبورة .
#محمود_حامان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟