أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن قاسم - هل نسير نحو حرب جديدة؟














المزيد.....

هل نسير نحو حرب جديدة؟


حسن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1279 - 2005 / 8 / 7 - 11:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا شك ان المرحلة التي نمر بها، وهي مرحلة ما بعد الانسحاب السوري من لبنان، تمتاز بمحاولة اعادة التوازن بين الطوائف في لبنان، وبروز الطوائف المسيحية مجدداً على الساحة، حيث اعتبرت نفسها مغبونة خلال المرحلة السابقة، والآن يعاد اليها الاعتبار. لكن الملاحظ هو ان الطائفية ازدادت بشكل اكبر مما كانت عليه في المرحلة التي كانت سورية تدير فيها شؤون البلد. وهذا لا يعني ان المرحلة السابقة كانت افضل، بل اننا اليوم نشعر وكأن السنوات العشر الماضية منذ تاريخ انتهاء الحرب، كانت وقتاً ضائعاً أو مستقطعاً، وأننا نطبق الآن اتفاق الطائف الذي هو الاتفاق الممهد لمرحلة ما بعد الحرب الأهلية. لذلك ان اردنا ان نفهم هذا الأمر ونستوعبه، فلنعتبر ان الحرب انتهت الآن. من هذا المنظار، يمكن ان نرى الأمور طبيعية لبلد انتهت فيه حرب طائفية على اساس التوازن بين الطوائف والاتفاق على وطن نهائي "فينيقي" وعربي في آن واحد.
الى هذا الحد، ليس الموضوع مخيفاً جداً. ولكن المرعب في الأمر ان نتصرف بادارة البلد على اسس طائفية تزيد التفرقة بين الطوائف ولا تزيد التوازن في ما بينها. وهذا المنطق كله خاطئ، فالخطر الذي يمكن التكلم عنه هو ان تكون هذه الحرب بحد ذاتها وقتاً ضائعاً لم نستفد منه واننا الآن عدنا الى مرحلة ما قبل الحرب، مرحلة قد تكون جيدة نسبياً ولكن مستقبلها تتهدده حرب أخرى قد تكون اشرس من سابقاتها. لذلك حري بنا ان ندرس جيداً مسببات الحرب، هذه المسببات التي لم نتفق على فهمها حتى الآن، وحري بنا العمل على منع اي محاولات خلاف وتنازع بين الطوائف لكي نصل الى نتيجة تحول دون امكانية تكرار المسلسل مرة أخرى، مسلسل الحرب ثم السلم في ظل الانتداب ثم مرة جديدة الحرب وهكذا دواليك منذ ما يقارب المئة عام.
والأخطر من ذلك كله هو انه من خلال استمرار التنافس والتناحر الطائفي، لا تعطى أهمية أو أولوية لإعادة تأسيس تيارات علمانية يسارية أو يمينية ممكن ان تنطلق بالبلد الى مرحلة الأمان والاستقرار، ذلك اننا نشهد مرحلة انعدام لليسار واليمين على حد سواء.
فبالنسبة لليمين، الأحزاب اليمينية التي كانت تعرف ما قبل الحرب وخلالها بانتمائها وميولها المسيحية، انقسمت وتشتتت وأقيم على انقاضها احزاب مسيحية الشكل والمضمون أكثر مما هي يمينية. أما الأهم فهي المشكلة التي يقع فها اليسار وهو الذي كان يعرف عنه في السابق بأنه المصدّر الدائم للوطنية البعيدة عن الطوائف. فهو، بشتى فروعه، لم يعد جماهيريا ويمر في مرحلة معدومة. فإما يسعى لأن يكون طائفة اليساريين أو الشيوعيين في البلد كالحزب الشيوعي، الذي تتربع على رأس هرمه قيادة تشبه الاقطاع الذي حاربه الشيوعيون مرحلة طويلة، تستنسخ نفسها وتشيخ مع الحزب الذي اصبح يفتقر الى الشباب، الذين ورغم ندرة وجودهم في الحزب، لا يأخذون من تاريخه سوى المساوئ ويتجهون أكثر نحو الراديكالية والانغلاق بدل الاتجاه نحو التعدد والانفتاح.
وهو، أي هذا الحزب، الذي عولت الآمال عليه في الماضي لإحداث تغيير في البلد اصبح غير قادر على احداث تغيير وتجديد في داخله. ورغم محاولات المعارضين من داخله للتغيير فهم ايضاً معزولون من قبل قيادة لا تريد الحوار ولا النقاش ولا المشاركة. ولا يستقطبون الشباب فيشيخون ويذبلون جاعلين من الحزب حزباً قيادته ومعارضتها من الكهول الذين تخطاهم مسار اليسار المتطور والمتجدد في كل انحاء العالم.
أما اليسار الجديد المتمثل بحركة اليسار الديمقراطي فهو رغم الشعارات التي يطرحها، ما زال في بداية الطريق، رضيعاً تتقاذفه الطوائف. وهو ان نجح بايصال ممثله الأول الى البرلمان، فهو سيواجه صعوبات كبيرة ان حاول طرح شعارات غير طائفية أو علمانية أو تغييرية في البلد، لأنه بذلك سيكون مخالفاً لرأي الكتلة التي ضمته وناخبيها الذين ينتمون للطوائف، والذين تتعارض شعاراتهم مع العلمانية وفصل الدين عن الدولة والنسبية وغيرها من شعارات مؤيدوها اصبحوا قلة في هذا الزمن.
أخيراً، المهم في الموضوع هو الاتجاه الذي نسلكه والى أين يوصلنا على المدى البعيد... فهل هو يؤهل لحرب جديدة؟ أو هل سيكون مبنياً على محاربة كل ما يمكن ان يهيئ لحرب مستقبلية؟



#حسن_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة الشهيدة
- لن أعـود إلـى لبـنـان... الا
- اسمي نورس وانا من العراق
- انور ياسين في رحاب الحرية
- عودة الأسرى والشهداء، فرح وحزن
- تيار عوني أم تيار وطني -حر-
- نقد لدور الشيوعي في معركة بعبدا عاليه
- بأي حال عدت يا عيدُ
- ما بين السفارات ومطار بيروت، هناك تجدون شباب لبنان !!


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن قاسم - هل نسير نحو حرب جديدة؟