نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1279 - 2005 / 8 / 7 - 11:52
المحور:
المجتمع المدني
يوم ولدت كلمة الله تحت أجفان المسيح كانت مريم باركها الله تهز نخلة الشعر لتسقط رطباً ، وكانت روما حينها تنحر قرابينها إلى أبولو وآلهة الأولمب ، وفجأةً أحس الإمبراطور ، أن السيف لا يصلح أن يكون جوالاً بين العالم ، مادام أصحاب الكهف قد استيقظوا مع معجزتهم ، وصار كلبهم علامة وفاء ، وقتها أختار الإمبراطور إشبينا من أورشليم يلجأ أليه كلما أحس بضجر الملوكية والندم الذي يأتي بعد القرارات السريعة .
أذن على ذلك الطقس المعمد بوصايا العشاء الأخير ، فأن كل واحد منا يحتاج إلى إشبين ، وليس بالضرورة أن يكون هذا الإشبين من رفاق الطفولة أو الدرس ، أو الحزب الواحد ، فتورجنيف له مقولة رائعة في كتابه مذكرات صياد يقول : { في بعض الأحيان تعاشر شخصاً ردحا طويلاً من الزمن ، ولكنك لاتعرف ما لذي يريده ويفكر به ، وأحياناً تقابل شخصاً لأول مرة ، فتحس أنك تعرفه منذ زمن طويل }.
الإشبين في المسيحية هو أشبه بالخل الذي حملت معناه ملحمة جلجامش حين خلقت آلهة سومر الفتى البري أنكيدو ليكون خلاً لجلجامش لكنها كي توقظ في جلجامش صحوة الموت وتقتل فيه شيئا من جبروته أماتت أنكيدو وحدث الذي حدث في قلب ملك اوروك المنكسر .
وأكثر من نحتاجه في قداس الاقتران بالمرأة التي التوت على خاصرتك مثلما التوت أفعى الجنة على جذع شجرة المعرفة لتغوي حواء بأكل التفاحة وصار الذي صار ، ومن ضمن ما حدث تلك السيناريوهات القسرية التي يجبر الحب فيها أن يدفن في مقابر جماعية ، أو يتحول ندم صانع الديناميت إلى جائزة تعطى للسلام .
حياة أرضية بمشاهد لا تحصى خلفها لنا أبونا آدم ع بعد فصل من الحزن والكآبة القسرية لأن هابيل قتل أشبينه قابيل في أول حادثة عنف ، ومن يومها لم يفضل أن يكون الأخ إشبين أخيه ، فالغريب أولى .
الغرب بكالوثيكيه وبروستانته أحترم هذا الطقس ، في مبرر قالت عنه الأناجيل : أنه في لحظة ما تحتاج الشجرة وقت هبوب العاصفة إلى شجرة من غير حديقتها ، كي تتكئ عليها حتى لا ينكسر جذعها . ومرة أختار أحد مكتشفي غابات الأمزون إشبينا من سكان القرى البدائية في الغابة لحظة أقترن بمن رافقته في رحلته . وكان هذا الإشبين لم يرتد في حياته ثوباً من مقاسات القرن العشرين ولاشاهد في حياته صورة فوتوغرافية ، وعندما رأى زرقة عيونهم سجد لهم ظناً أنهم آلهة.
القصد يفكر البعض أن يختار له إشبينا يعينه في أزمات الدهر ، إشبينا لا يخذله عندما تقع الواقعة وتختلط أوراق الدهر ، السياسي يحتاج إلى إشبين ، الشاعر وتاجر الشورجة وسائق المصلحة ونادل المقهى ، وأكثر من يحتاجه هذه الأيام من يعين سفيراً فوق العادة .
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟