الديمقراطية من وجهتي نظر متعاكستين

فريد جلَو

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الصراع الذي تشهده الساحة السياسية هذه الأيام حول منصب رئاسة الوزراء الذي لم يتوقف عند المحاصصة بين الكتل الطائفية والأثنية بل تعدى ذلك الى داخل الكتل نفسها ولم يكن منصب رئيس الوزراء محور هذه الصراعات فقط بل كانت المناصب السيادية الاخرى ايضا قد خضعت لنفس الصراع ولكنها وفي الغرف الخلفية قد حسِمت وطبعا ضمن اطار المحاصصة والمصالح الحزبية والفئوية ولكن منصب رئاسة الوزراء لازال في اطار الصراعات الا ان ذلك قد كشف وبشكل واضح ليست الطائفة ومصالحها هي المعنية ولا المكونات الاثنية بل المصالح الحزبية والشخصية الضيقة فضلا عن تناسي مصالح العراق والعراقيين , فمن كان يدعي بالامس انه حامي حمى الطائفة او المكون قد كشف اوراقه كاملة في هذا الصراع , كل ذلك يجري بأسم الديمقراطية والانتخابات ودستور كتب على عجل يصلح لتأويل اكثر بنوده الى نقيض جوهرها اذا افترضنا مصداقية من كتب الدستور , كل ذلك جعلني استذكر اراء متناقضة في الديمقراطية .
والرأي الاول صرح به قبل فترة من الزمن وعلى احدى الفضائيات عضو بارز في حزب اسلامي , اذ قال : اننا ننظر الى الديمقراطية كآلية للوصول الى السلطة ولم يبخل علينا قيادي آخر ومن حزب اسلامي آخر وفي نفس البرنامج وعلى نفس الفضائية وبتصريح مهم مطابق لتصريح من سبقه , ونجد ذلك في الاسلام السياسي ليس في العراق فقط بل ان الاخوان المسلمين في مصر وبعد ايام من تسلمهم للسلطة بآليات الديمقراطية انقلبوا على كل مفاهيم الديمقراطية ابتداءا من حرية الرأي وحقوق الأنسان والأعلام وانتهاءا بتسييس القضاء وتدجينه فضلا عن تهميش الأقلية السياسية بل حتى قمعها , ونفس المشهد نجده في دول الجوار مثل تركيا اردوغان وجمهورية ايران الاسلامية .
اما الرأي الثاني فكان لزعيم ما يعرف بالساندينستا , ولمن لا يعرف الساندينستا اقول انها حركة يسارية نشأت في نيكاراغوا في مطلع السبعينات قاتلت نظام سوموزا الدكتاتوري المدعوم من قبل الامبريالية الامريكية حتى اسقطته في نهاية الثمانينات من القرن الماضي واستلمت السلطة وبعدعشر سنوات تم اجراء انتخابات فاز فيها اليمين بفارق بسيط, وقد لام الكثير الساندينستا على اجراء الانتخابات وفقدانها السلطة وردَ زعيمها على ذلك بان الساندينستا تفتخر بأنها وضعت اللبنة الاولى للديمقراطية في نيكاراغوا , هذه الدولة التي لم تعرف سوى حكم العسكر والدكتاتوريات , وفي عام 2006 فازت الساندينستا في الانتخابات واستمرت الجماهير تمنحها الثقة في الانتخابات المتتالية ولحد الآن .

#فريد_جلَو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات