أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - صياغة الدستور والأخطار المحدقة !















المزيد.....

صياغة الدستور والأخطار المحدقة !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1279 - 2005 / 8 / 7 - 12:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


صوّت الشعب العراقي في انتخابات الجمعية الوطنية الأنتقالية، نساءاً ورجالاً، في الداخل والخارج، في المدن والقصبات والقرى، وتحزّم حتى المرضى والمقعدين والمعوّقين لأداء ذلك الواجب . . مواجهين اخطار واوضاع مقلقة رهيبة، استهانوا بها وتحدوا ّ الموت وقدّموا شهداءاً جدداً. . من اجل ايصال الصوت لقيام دولة المؤسسات الفدرالية البرلمانية الديمقراطية، الذي كان قد صار شعاراً رفعته كلّ القوائم الأنتخابية وتحدّث وحرّض ووعد به كلّ المرشّحون.
ورغم السكوت على مضض بسبب النواقص والثغرات التي رافقت العملية الأنتخابية وتقبّل نتائجها . . الاّ ان حماس الناس اخذ يضعف، بعد ان تأخّر اجتماع الجمعية الوطنية وتأخّر تشكيل الوزارة الأنتقالية وتصاعد الأرهاب، واستمر انقطاع الكهرباء والماء واستمرت المعاناة من البرد بسبب ازمة المحروقات في الشتاء، والمعاناة من شدة الحر بسبب انقطاع الماء والكهرباء في الصيف . . على ارضية من استمرار التسرب من الحدود، تزايد المخدرات،واستمرار غلاء الأسعار وتصاعد الضائقة المعاشية رغم بعض الجهود التي جرت للتخفيف منها.
لقد سكتت اوساط غير قليلة عن نواقص وثغرات وتجاوزات واعتداءات جرت خلال العملية الأنتخابية، على اساس ان العملية الأنتخابية ستتطوّر بتطوّر العملية السياسية وفعالياتها وبالنشاط السياسي والفكري الذي سيطوّر الوعي، وعلى اساس ان الأنتخابات شكّلت التحدي الأكبر لعصابات الأرهاب والنشاط الأصولي وفلول صدام .
الأمر الذي ادى الى فوز قائمة الأئتلاف بالأغلبية النسبية، القائمة التي تشكّلت من تجمع متنوّع لقوى دينية اسلامية متنوعة الأهداف والطموح والأصول، ولقوى علمانية شيعية، اضافة الى شخصيات من قوميات ومذاهب اسلامية غير شيعية، طرحت نفسها كمستقلة فيها . . بعد ان نشطت في الأنتخابات على اساس كونها تحظى بدعم المرجع الديني الكبير السيد السيستاني، في سابقة لم تتوضح ولم يُبت بها وبآليتها لحد الآن، وبقيت عرضة للتقدير والأجتهاد، في وقت توضّح فيه ان القائمة كانت تحصل على دعم ثابت ومدروس من الدولة الأسلامية الجارة.
من جهة اخرى، افرز فوز الأئتلاف ذلك في ظروف تصاعدت فيها العمليات العسكرية والأرهاب والأجرام من جهة، وجرت فيها مساومات سياسية ضرورية ونوع من توافق من جهة اخرى . . افرز حالة من انفراد قائمة الأئتلاف في تقرير كثير من الأمور، سواءاً في المنطقة العربية من البلاد او في مركز الحكم، ادّت الى تشكيل حكومة من القائمتين الكبيرتين فقط، اخرج تشكيلها عن القاعدة التي جرى التعامل بها باتفاق كلّ الأطراف حتى ذاك . . قاعدة التوافق والوحدة الوطنية، في ظروف ازداد فيها انشغال التحالف الكوردستاني بترتيب بيته وبامور الأٌقليم الذي واجه ويواجه صعوبات وتعقيدات داخلية واقليمية ودولية متنوعة.
الأمر الذي اخذ يتطوّر اكثر في ظل استمرار تعقّد الظروف الأجتماعية، الأقتصادية والعسكرية الداخلية والأقليمية والدولية من جهة، وفي ظل اتخاذ القرارات في غرف مغلقة ووصل حد محاولات تمييع مشكلة كركوك وعدم الأهتمام بتطبيع الأوضاع فيها وفق المادة 58 من قانون الدولة للمرحلة الأنتقالية الذي وافقت ووقعت عليه كلّ الأطراف، بل ووصل الأمر بعدد من اطرافها (اطراف قائمة الأئتلاف) الى محاولة الألتفاف على النظام الفدرالي، التي يصفها البعض بانها قد ابتدأت منذ عدم ذكر الفدرالية في القَسَم الأول للحكومة الأنتقالية، الذي لم يكن مصادفة ابداً بتقديرهم.
حتى وصلت الأمور الى محاولة الأنفراد بامرار قرارات اساسية هامة في الجمعية الوطنية غير مبالية بحضور ممثلي الكتل والقوى البرلمانية الأخرى او عدم حضورهم لجلسة الجمعية الوطنية تلك، في سلوك لايمكن وصفه باي حال، بكونه حريص على توافق او وحدة وطنية . . ووصلت حداً يثير قلق اوساط كثيرة في محاولته المكثّفة لتغيير اسس قانون الأنتخابات، في محاولة قد يحق لعدد في وصفها بكونها لرسم ان التوافق، هو التوافق المتحقق في قوى قائمته (قائمة الأئتلاف) وتحت خيمتها !! وسط تصريحات متواصلة لرئيس الحكومة الأنتقالية السيد الجعفري بان الصعوبات الكبيرة التي تواجهها حكومته في ادائها، تنبع من كونها تضم اطرافاً غير موحدة ؟!
الأمر الذي يثير القلق اكثر، كون ان ذلك يجري في ظروف تتزامن مع طرح وتسريب مسودات لدستور دائم لايمكن وصفه الاّ بكونه يرمي الى تأسيس نظام اسلامي على اساس ولاية الفقيه او يفتح الطريق اليها بشكل تدرّجي، يصفها كثيرون بانها تُمارس عملياً من جهة، ومن جهة اخرى تدفع اليها التطورات المتناقضة والمتسارعة الحادة التي تشهدها البلاد والمنطقة، رغم التصريح بعدم وجود تلك الوجهة . . في ظروف اقل مايمكن ان يقال فيها انها لاتمثّل طموح ومصلحة الشعب العراقي باطيافه ولاتتناسب مع عظم تضحياته ولا مع تأريخه وجغرافيته، التي جرى التعبير عنها في قانون الدولة للمرحلة الأنتقالية .
ويشير كثيرون الى ان ذلك يجري على اساس توظيف محنة الشعب العراقي وآلامه وامراضه التي يعاني منها نتيجة لحكم دكتاتورية ارهابية وحشية دام خمس وثلاثين عاماً، اضافة الى الظروف الأستثنائية التي يعيشها جراّء الأرهاب الوافد والأصولي، ومن عدم تجاوب دول الجوار بالمستوى المطلوب، واعتبارها كما لو كانت واقعاً دائماً وسمة ثابتة للمجتمع . . وسط تفاقم اثارة وتزايد الجنوح الى الطائفية البغيضة وتشجيعها باساليب شتىّ من جهات متنوّعة، والتي اخذت تمس وتسوّف حتى عدد من قرارات هيئة اجتثاث البعث، على اساس طائفي .
ويعبّر كثيرون عن مخاوفهم من ان ذلك قد يؤديّ الى تأسيس وضع يؤدي الى حكم شمولي طائفي آليّاته الشمولية قائمة وموجودة سواءاً في المجتمع وامراضه او في سلوك عدد من الشخصيات الأسلامية الجديدة او المحسوبين عليها او المنضوين تحت رايتها من الذين يجيدون المساومة للوصول الى ذلك الهدف، الذي تدفع اليه الأحداث الجارية وشعاراتها ومنطقها، رغم انجاز مرجعية السيد السيستاني في فرملة الأحداث وتقليل سرعة التدهور نحو الصراع الطائفي الأكثر دموية لحد الآن . . ولكن من يضمن الغد في ظروف يجري النفخ فيها بانواع المعوقات لأعاقة الأتفاق على صياغة وثيقة الدستورالأمر الذي بالتالي سيعرقل عملية التصويت عليها، رغم الأتفاق الذي جرى على احكامها الأساسية الواردة في قانون الدولة للمرحلة الأنتقالية، من قبل كلّ الأطراف المعنية .
ويعبّر كثيرون من جانب آخر على مخاطر تتصاعد تتهدد بتصدّع وحدة البلاد وانقسامها الى ذات الأجزاء التي انشأ عليها مجلس الحكم السابق وثبّتها باسلوب الحصص الذي تجمّد واخذ يزداد استقطاباً بدل التفاعل بفعل كل الظروف المارة الذكر وغيرها. او مخاطر تحوّلها الى مسرح عنف وصراع دموي دائم نتيجة للضغوط الرامية في النتيجة الى اتخاذ البلاد كحقل تجارب من جهة، او لجعلها مصدّة تبعد الأخطار عن عدد من ابرز الجيران، لايدفع الاّ الشعب العراقي برجاله ونسائه واطفاله وشيوخه، اثمانها دماءاً تزداد غزارتها !
ان القوى العراقية المحرّكة والأساسية مدعوّة وبشكل عاجل الى العمل على صيانة سفينة البلاد في صراعها وتعاملها مع القوى الأقليمية والدولية، التي قد لاتتطابق مصالحها ورؤاها مع مصالح ومصير اهل البلاد ذاتها كما يعلّم التاريخ الذي لم ينتهِ، في وقت تفرض الضرورة فيه التذكير بان اهتمامات القوى الدولية (والأقليمية) تنطلق في العادة من مصالحها ورؤاها، التي لخّصها ونستون تشرشل احد ابرز قادة الغرب التاريخيين بـ " ليس لدينا اصدقاء ثابتون، لدينا مصالح ثابتة " !
ان القوى العظمى تحاول في العادة انجاز خططها ومهامها الآنية بأقل الخسائر سواءاً بالأرواح او بالتكاليف، وتحاول ايجاد اي نوع من الأستقرار حتى ولو مؤقتاً او بالشكل الذي يحقق لها ماخططت له من زاوية رؤيتها ومصالحها، على حد تعبير ابرزمسؤوليها وممثليها ومفكريها والمستمر بالنشر في صحافتها واعلامها . . الذي على الجانب الوطني العراقي حسابه كواقع يجري . اي انها تحاول ان تحل اهدافها بضربة واحدة قابلة للتغيير التكتيكي او باقصر فترة ممكنة(1)، الأمر الذي قد لايتفق مع وتيرة وسبل واقع مسيرة البلاد . . في ظروف يتوضح فيها يوماً بعد آخر ان وحدانية القطبية لم تحسم بعد، وتزداد احتمالات السير نحو عالم متعدد الأقطاب .
ان القلق يزداد من اخبار واشاعات تفيد عن احتمالات تساوم (2) الكتلتين او القائمتين الرئيسيّتين
في الجمعية الوطنية بتأثير ضغوط اقليمية ودولية ـ لم تنقطع عن التواصل والتصاعد ـ ، قد تؤدي الى تحقيق اتفاقات بديلة عن الأحكام الأساسية لقانون الدولة للمرحلة الأنتقالية . . تقود الى القبول بنظام اسلامي (معتدل) شفهياً وموثق دستورياً ! الأمر الذي قد يسد الطريق على قيام نظام فدرالي برلماني تعددي حقيقي . . ويقطع الطريق على التطور الديمقراطي للبلاد وعلى الحقوق العادلة للشعب الكوردي وعلى طريق تساوي المواطنين على اساس المواطنة ومهما اختلف الجنس .

6 / 8 / 2005 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تصريحات الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الأميركية وقوات التحالف عشية اعلان الحرب في نيسان 2003، البحوث الصادرة عن السيد هنري كيسينجر وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، رئيس مؤسسة كيسينجر للأبحاث، مواضيع حول العراق، لعام 2004 .
(2) رغم مشروعية التساوم والتوافق، كعمل سياسي .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 4 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 3 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 2 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 1 من 5
- الدستور . . والآمال المنتَظَرة ! 2 من 2
- الدستور . . والآمال المنتَظَرة ! 1 من 2
- وداعا جورج حاوي ! 3 من 3
- وداعا جورج حاوي ! 2 من 3
- وداعا جورج حاوي ! 1 من 3
- المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 3 ـ
- المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 2 ـ
- المحاصصة و الطائفية . . الى اين ؟! ـ 1 ـ
- عن الأحزاب وحركة المجتمع . . والعولمة !
- صدام بين المحاكمة وقضية الواقع الدامي !
- في عيد ربيع الطلبة !
- ذكريات عن يوم السباع الخالد في - الصدور- !
- طلبة البصرة والنضال ضد ملامح الأستبداد الجديد !
- - بحزاني - على ابواب عام جديد !
- ماذا يكمن في الصراع حول حقوق المرأة ؟
- من اجل حكم تعددي ودستور مدني في العراق!


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - صياغة الدستور والأخطار المحدقة !