أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم عرفات - ألوم ربي.. ألوم نفسي.. ألوم زوجتي















المزيد.....



ألوم ربي.. ألوم نفسي.. ألوم زوجتي


إبراهيم عرفات

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 01:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن شعوب تعشق اللوم والمعاتبة بينما المعاتبة ممنوعة في ثقافة الغرب وتخل بذوقيات الصداقة والحديث العام فالغرب لا يحب المواجهة رأسًا برأس ويشجع على الكياسة واللباقة ودون أن نجعل الطرف الآخر يحس بالذنب. ابحث في أغانينا العربية وستجد كم هائل من "تعاتبني وأعاتبك وتصالحني وأصالحك" وينفع بـ إيه العتاب وأنا أعاتبك عشان لي عشم عندك يا جميل ولا تنتهي قائمة عبارات العتاب في قاموسنا العربي وأغانينا المصرية الجميلة. الإنسانية عامة تتفق على أن النقد في الفكر شيء جميل ولكن انتقاد الآخرين شيء مذموم. لا للروح الانتقادية، نعم للذهن النقدي النشيط

هل نلوم أنفسنا أم نقبلها؟ إما اللوم وإما القبول. إما حياة اللوم أو العيش بموجب نعمة الله. لو عايز صحتك تبقى كويسة وكل أمورك تتحسن فأول خطوة هي إنك تسامح نفسك. تربيتنا فيها الكثير من اللوم واللوم لغة مشروعة في ثقافتنا الشرقية ولكنه في واقع الأمر لغة سلبية تأتي بالمرض للجسم والسقم للنفس. لا تقبل اللوم أو العتاب من أحد. لا تلوم نفسك و لا تلوم زوجتك على الصحون اللي لسة ما اتغسلتش أو الحاجة اللي هي لسة ما عملتهاش. بدل ما تلوم اعمل انت، واللي هاتعمله هايبقى فعل عبادة.

أوقات بنصدق الكلام السلبي الموجه لينا من الآخرين في اعماقنا حتي و إن رفضناه في ظاهرنا.. بنفضل حاسين بالضعف و قلة الحيلة كأننا عملنا من كلامهم قيود و حبسنا نفسنا جواها. إنسان يلوم ويلوم هو إنسان ضعيف ما عندوش شخصية ولا ثقة بنفسه؛ وضعف أي إنسان آخر لن يقيدني ولعبهم لعبة اللوم وتحميل الذنب لن يقيدني.

رغم أني مصري وعربي ومش جاي من المريخ.. بس الشهادة لله.. لم أجد شعب في العالم يميل للسوداودية أكثر من الشعب المصري وتجده يعيش ثقافة الهم ودايما مهموم ولو ضحك يقول "خير اللهم اجعله خير". تحدثه عن الجميل في الأشياء فيحدثك عن ما ينقص، عن ما يعيب، عن الخلل، وهذا غير مستحب عند الأوروبيين لأن الإنسان الناضج في التفكير الأوربي يجتهد قدر المستطاع على أن يتحدث عن إيجابيات الناس برغم ما فيهم من عيوب... ونحن جاهزون.. السكاكين حامية.. لا يعجبني كذا وكذا وكذا!! وبعد كل ده وبعد كل السلبية دي عايزين إله يستجيب استجابة فورية للصلاة! وهذا يناقض قانون عمل الروح لأن الاتنين ما يمشوش مع بعض! لابد أن يكون قلبنا، وعاءنا الداخلي، نقي، والقنوات سليمة سالكة مش متعطلة عشان تستقبل عمل الله وبهذا نجهز الطريق للروح أنه يعمل. أداة الاستقبال لابد أن تكون مهيئة أحسن تهيئة للاستقبال.

ألوم زوجتي:

قال صديقي: أنت كنت اتكلمت قبل كده عن قبول النفس وعدم اللوم الكتير وانى اقدر اقبل محبة ربنا ليا اتربيت فى بيت التشجيع فيه قليل والانتقاد كتير لما اقصر فى الصلاة الوم نفسى لما اقصر فى محبة الاخرين الوم نفسى لما اقصر فى انى اغفر لحد والاقى نفسى مش قادر الوم نفسى دايما هناك سبب الوم نفسى عليه مش قادر استقبل محبة ربنا ليا اظن دى اكبر مشكلة فى حياتى وانا كمان بسقط ده ع الاخرين وبلومهم. أنا غير قادر على التمتع بربنا. لومي لنفسي يحول دون تمتعي بإلهي. نعم، خلصت بالنعمة ولكني كثير اللوم لنفسي ولا أسلك بنعمة تجاه نفسي بل التدقيق يأكلني ويعطلني من التمتع بربي.

صديق آخر افتكر إنه دايما يلفت نظرها للحاجات اللي ما اتعملتش وأكترية الكلام عن الحاجات اللي ناقصة.. ملاحظات.. نقد.. نصح وإرشاد.. قرر أن يعكس الآية. سيحدثها عن ابتسامتها الجميلة.. سيحدثها عن قلبها الكبير.. عن قدرتها على العطاء.. عن أثرها الشخصي في حياته.. عن كونها أكتر صديقة وأجمل صديقة عرفها في حياته.. البيئة تهمشها.. تجعلها "أم العيال".. ووالده عندما يتحدث عن أمه للجيران يقول "الجماعة طابخين زفر النهاردة" ... صارت جماعة مع أنها فرد.. نكرة.. مهمشة.. ولكن لأنه تغير حرص على امتداحها بأكبر قدر ممكن فكانت تبتسم ابتسامة طالعة من جوا قلبها ووشها كله ينور.. هو السبب أنها صارت شباب على طول وعمرها ما عجزت لأنها "محبوبة".. كم من المديح نغدق على من نحب؟ إلى مالا نهاية! سبعين مرة سبعة. ابحث عن أشياء فعلية وامتدحها، في وقت مقبول ووقت غير مقبول. ستحيا ويطول عمرك وتشع حياة في من حولك.

وفي واقع الأمر فهذه تقريبًا هي مشكلتنا كلنا لأننا تربينا في بيوت كثيرة الانتقاد وتغدق اللوم تبخل في المدح بل يكاد ينعدم المديح والإطراء وما أحوجنا لمن يؤكد لنا على ما نحن فيه ويشدد من عزيمتنا ولذلك يجب أن نقر بسوء التربية القديمة ومافيها من قصور وأننا لا نريد تكرار نفس المأساة. نريد أن نعكس كل شيء. نريد تحويل اللعنة إلى بركة. لذلك سوف نتخد خطوات عمليه فيها نتصرف بعكس ما قام أباءونا معنا بأن نغدق المديح على كل من حولنا ونشجعهم ونستحسن كل ما هو جميل حولنا ونحرص على أن نُمسك عن النقد وإن شعرنا برغبة جامحة لإبداء الرأي والنقد فسوف نواجه أنفسنا ونقول: لا.. لن أكون سلبيًا بل سأكسر دائرة الماضي. لن أتحدث إلا فيما هو إيجابي. أنا إنسان جديد الآن. أنا مختلف عما كنت عليه من قبل. أنا أنمو الآن في المسيح. وتمشيًا مع ذلك سنقوم بتطبيق وتفعيل نعمة ربنا وكلما شعرنا برغبة تشدنا لأن نلوم أنفسنا فنقول أن هذه المشاعر ليس مصدرها الله وإنما هي ترسبات الماضي ووازعات عدو الخير والذي يريد أن يشدنا للماضي. سنعيش بالنعمة وسنقوم بتطبيق النعمة قولاً وفعلاً. لن نلوم أنفسنا بل كلما شعرنا برغبة في أن نلوم أنفسنا نقول: أشكرك يا رب لأن قد قبلتني قبول تام غير مشروط بصرف النظر عن أي شيء في. أشكرك لأجل حبك الذي ينظر لي من خلال قلبك أنت لا من خلال أفعالي، وما هي أفعالي يا رب.. فأنت تعرف ضعفي وأنت صعنتني ويداك كونتاني وتعرف جبلتنا.

وهل أنا أفضل من إي إنسان لا تعجبني شخصيته؟ الله يريدني أن أعرف أنا أيضا غير موجود و بمحبته أصبح شيء وبه لي كل شيء لأن الله عندها يصبح كل شيء بالنسبة لي.

قد يكون هناك شخص في حياتنا نتعامل معه وهناك عيوب لا نقبلها أو تزعجنا بشكل ما فالحل ليس عندها الانتقاد ولكن "الطلب" بشرط أن يكون مصحوبًا بابتسامة القبول. لربما الزوج يستيقظ واعتاد أن يغسل رأسه في الحوض يوميًا قبل الإفطار وهذا يزعج الزوجة، وعندها لا تنتقده بل تتدارك الموقف بابتسامة وتختار الوقت المناسب للتعبير عن ما تريده. مادمنا نقول ما نريد قوله بابتسامة ورفق وحب فالطرف الآخر سوف يستشعر منا القبول الصادق وأننا لا نرفض شخصه ولكن نأمل، مجرد الأمل، في قليل من التعديل والذي قد يسعد الطرفين معًا فيعيشا في انسجام لا أن يسود الواحد على الآخر. كلنا نكتسب عادات من التربية والنشأة ولا نشعر بها ولا يوجد شخصان يتطابقان في كل شيء واندماج طرفان في بيت واحد عمل معجزي لا يهبط من السماء ولكنه يتطلب عملاً من كلا الطرفين وفي مناخ من الابتسامة والرضى لا النقد وتوجيه اللوم أو العتاب. ومادامت هي فترة خطوبة فيجب أن لا نغمض أعيننا بل نكون صادقين مع أنفسنا. هل أنا أتقبل هذا العيب فيه أو فيها بعد إتمام الزواج؟ أم أني أعيش عيش الحالمين وأرفض أن أكون واقعي مع نفسي؟ أفضل وسيلة لتفادي الطلاق هو عدم حدوث الزواج من أساسه من البداية، ولكن متى تم الزواج فهو زواج ويعني اتحاد نفسي، توأمي روح.

فيه نقيضين ما ينفعش يجتمعوا في مكان واحد: الآولاني هو "النعمة" والتاني هو "اللوم" والإحساس بالذنب. واحد فيهم لو حضر يبطل التاني. لو أنا عايش باللوم وألوم الناس وألوم نفسي وقارف نفسي وقارف اللي معايا يبقى أنا مش عايش بالنعمة. الكلام يبدو قاسي بس هي دي الحقيقة. الإنسان اللي عايش بالنعمة يجد أن النعمة تقوم على تذويب الإحساس بالذنب، الإحساس بالندامة والرغبة في اللوم. الإيمان مش أفكار جميلة وحشو لاهوتي أو وصفات سحرية ولكن الإيمان طاقة لها فاعليتها وإذا الفاعلية دي ما اشتغلتش يبقى فيه حاجة مكتومة والمواسير مش موّصلة.

الناس صنفين: صنف يبتدي ينفخ ويشكي ويتحسر ويلوم ده ودي وياخدك لموشح ألم وحزن وشجن… بس فيه صنف تاني تسأله عن حاله وتلاقيه على الفور يجيبك بالجيد في الأمور، عنده كلام ييفرح السامع، يشجعه، يبنيه، بيحاول يشوف الحاجات الحلوة مش العيوب.. إنسان كهذا أسميه "أنشودة حمد".. أنشودة الحمد مش مجرد ترتيلة أو قداس.. أنشودة الحمد هي إنسان على بعضه.. كيان بالكامل على مذبح الرب وذبيحة حمد تسبح الرب في هيكله المقدس.

ألوم إلهي:

عندما نضع الله في موقف اللوم ثم ننتظر منه أن يتدخل فنحن هنا نعمل الشيء ونقيضه في نفس الوقت لأنه الشرط الرئيسي لعمل الله وتدخله هو قبولنا التام ورفض أي ذرة من الشك. أعمال الله إما قبول تام أو رفض تام.

هناك حقائق عن الله وهذه هي حقائق جوهرية وعلينا أن نؤكد عليها دائمًا لأنفسنا وبصوت شبه مسموع ونهمس بها لأنفسنا حتى تستقر في عقلنا الباطن كأن أقول له أشكرك يا رب لأنك معي ومتضامن معي بالكامل وحملتني لسنين طويلة طيلة حياتي ولم تخذلني أبدًا فإن إن كنت أنت يا رب وأنت كلي الصلاح في صفي فمن ذا يكون عليّ وأنت في داخلي وفي باطن كياني يا رب والذي في باطني أقوى من الذي في العالم من أي قوى خارجية أو ظروف وبك أنا غالبة كل الظروف وسوف تعطيني المخرج دائمًا وتدابيرك تفوق كل تفكير يخطر ببالي لأنك يا رب لا تتأخر لحظة واحدة عن خلاصي ولمست عنايتك في كل مرحلة وكل لحظة من لحظات حياتي. عبارات وحقائق كهذه من شأنها أن تنغرس في العقل الباطن وتقهر وتهزم مخاوفنا وتجذب لنا الخيرات الآتية من كوات السماء. الإيمان لا الشك هو الذي سوف يجتذب لنا عجائب الله وبحسب إيماننا يكون لنا ولا شيء كان يفرح قلب المسيح أكثر من رؤيته لبساطة إيمان الطفل في قلب المرأة الكنعانية أو أي شخص جاءه كي يتدخل ويظهر عجائب الله وشفاءه.

نريد إله بمقاسنا، يلبي احتياجاتنا متى شئنا وإن لم يلبيها نعاتبه ونلومه. المسيح دعى تلاميذه في أن يرغبوا في ذواتهم، أن يزهد الواحد في نفسه ولا ينشغل بها. لا يتعلق بشيء ولا يتشبث بشيء بل يسير خفيفًا دون يثقل كاهله شيء. هنا يسير الإنسان حرًا ولا يتسلط عليه شيء ولا يهمه شيء ولا يكبله شيء. هذا حقًا هو تلميذ المسيح الذي يعيش حياة التلمذة.

تسألني أختي في الرب وتشكو خوفها: أكتر حاجة مخوفانى و مزعلانى أنى حاسة ان ربنا سايبنى و انا لوحدى حاسة ان النعمة مفرقانى و ان اى حاجة هى نتيجة عملى انا بس مش حاسة انى شايفة خطته أو انه مهتم بيا او مرتبلي حاجة

وعندها أقول: أولاً: لا ينبغي الاعتماد على مشاعرنا لأن عواطفنا متقلبة وقد تخبرنا بشيء والواقع بخلاف ذلك تمامًا. ولهذا قال الكتاب "القلب أخدع من كل شيء".
ثانيًا، الله لا ينساك ولا يتركك مهما فعلتي ومهما كانت عيوبك أو خطاياك. محبته لك قائمة على طبيعته المحبة وليست على أساس تصرفاتك.
ثالثًا، أعمالك لا تؤثر على محبة الله، وإنما العكس هو الصحيح- أن محبة الله تؤثر إيجابًا في أفعالك وهذا يتم بالتدريج.
رابعًا: لا عليك من خطة الله فحضور الله في حياتك هو الخطة بحد ذاتها وخطته هي وجوده وكونه معك وأنك معه وله وتعيشين له وبحسب مقاصده وفي ضوء فهمك وتحركك في النور الذي ينير به خطاك. لا تنشغلي بمدى دقة طاعتك لصوته ولكن انشغلي بأن تكوني له، معه في كل عمل تقومين به سواء كان صغير أو كبير.

بعض الناس يجدون لذة في الشكوى فيشكون لك همهم لا لأنهم يبحثون عن حل أو مخرج ولكن لأن هناك لديهم لذة، نشوة، وربما انتعاظ!، في الحديث عن أحزانهم فيجدون شخص و"يستلموا ودانه" وهاتك يا شكوى. تقول لهم: إن هناك حلول وعلينا أن نحدد أبعاد المشكلة واحتمالاتها والحلول الممكنة ولكن ما إن يسمعون ذلك منك فتتحول في نظرهم من صديق لعدو ثم تقول لك: رجاء لا تدينني يا أخي. أنا في قلبي حزن والحزن سيأخذ مجراه وحياتي طول عمرها حزن في حزن ويا ما قسيت وياما عانيت إلخ إلخ. لهؤلاء الرب نفسه لا صبر له معهم لأن هناك حل أمامهم، الرب يدبر حلوله من خلال وسائل عملية متنوعة ولهم يقول: احمل سريرك وامشي. قُم! إذا لم نكن نحن مستعدين للتعاون مع الله في عمله في حياتنا فكيف هو يعيننا؟ لابد من تضافر إرادتك البشرية بكل قواها مع إرادته السماوية وتقول له: أعلن أنك تستطيع في حياتي كل شيء وكل مشكلة عندك لها حل وأنا الآن أعلن حضورك في ظروفي وأنت تبدل الأوقات والأزمنة وتجعل أموري تسير نحو الأفضل وأنا أمد يدي لأستقبل الأفضل هذا من يديك الغنيتين يا من تجود على حياتي بخيرات وبركات عظيمة.

يمكنك أن تستخدم الكتاب كيفما تشاء وتؤوله كما ترتأي وبما يوافق تكوينك لأن عيونك تقوم بمثابة "الفلتر" لما تقرأ، وأيضًا الكتاب ليس مجرد نصوص بل الكتاب روح وحياة وينطرح عندها السؤال عليك ذات السؤال الذي طرحه المسيح على الرجل الناموسي: ما هو مكتوب؟ وكيف تقرأ؟ والمطلوب منا عندها أن نقرأ بذهن وقلب وفكر المسيح، أن نقرأ بالروح، لا أن نقف على أيات ونتصلب وبجمود نقول: هذه آية تبرر موقفي في جعل الآخرين يحسون بالذنب وعليه فأنا صواب والحق في صفي. بروح النعمة والشفقة والتسامح والغفران نقرأ رافضين تمامًا ذهنية اللوم والإحساس بالذنب لأنه إحساس قاتل ويهدم النفس ويقتل معه الشوق إلى الله.

ومثل كثير من الأطفال في قريتي، فأنا لم أنشأ في جو من الأمان وهذا أثر كثيرًا على نفسيتي، إما للخير أو بما عكس ذلك، ولكن في جميع الأحوال، الله يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير لمن يحبونه.. المهم هو أن نحب الله وأن نعيش نحن حسب قصده وهو سيحول البهدلة اللي نشأنا فيها والمذلة وكل هذا لخيرنا إلى أن نصل لنقطة من التوازن فنحيا بتواضع ولكن دون أن يتم طمس شخصيتنا ولكن في كامل الثقة بالنفس. رغم أني لم أحصل على الأمان من أسرتي إلا أني قدرت بنعمة الله أن أقبل ذاتي، وعندي كم كبير من الثقة بنفسي، وهذا لأني انفتحت على من يدعمونني ويؤكدون على الإيجابيات في حياتي. لو لم أنفتح فبالتأكيد سأكون منغلق ولن أعرف شيء ولن أقبل ذاتي. إذا يأتي وقت ونتخطى واقعنا وما كان فيه من كآبة وهذا هو العبور الفصحي اللي ربنا قصده لكل بنت وابن يعيشون حسب قصده في الصليب.

يسألني صديق: الحياة اصعب من ذلك بكثير كيف ارعي غيري و انا احتاج من يرعاني ؟ كيف اصل الي استحضار نور الله و حضوره و انا في قاع الخطية و التخبط ؟

وله أقول إنك عندما تخرج من دائرة ذاتك لترعى غيرك ستجد أنك تعطى قوة لك ولرعاية غيرك. قل لنفسك إنك قادر على أن ترعى غيرك ولا يعوزك شيء من الخير. لا تقل إنك محتاج ولكن قل لنفسك إنك "شبعان" وابدأ مسيرة الشبع بالله. نور الله حاضر وكل ما في الأمر هو أنك تضغط على الكوبس الداخلي عندك كي يشرق لك المسيح القائم من الأموات في قلبك ولا تنشغل بأي خطيئة. مهما فعلت من الخطايا عُد دائما إلى "حضن المسيح" واسترح هناك ودون تأنيب لذاتك ودون عتاب لأحد أو لنفسك. توقف عن لوم الكهنة. توقف عن لوم نفسك. توقف عن لوم الناس. ابدأ فقط في أن تسأل: كيف أتمتع بإلهي؟ من أين أبدأ؟ وذاك إذن هو السؤال يا صديقي.

نحن نجتذب إلينا كل ما يشغل بالنا؛ إن كانت المرارة تسيطر علينا فحياتنا ستكون مستنقع مرارة. هناك فارق كبير بين الذهنية النقدية والروح النقدية. الذهنية النقدية تعمل النقد جاهدة على ملازمة الموضوعية ما استطاعت، وبهذا يزداد الإيمان لمعانًا وتصقله إشراقًا، وأما الروح النقدية فهي روح مريرة سلبية لا ترى في الناس سوى المساوىء، وهذي أنا ضدها لأني أخشى على نفسي من المرارة التي تقتل النفس بالبطيء ولكني بالتأكيد أفرح بكل بادرة تدعم المنحى النقدي الموضوعي من زاوية فكرية. أريد أن أحكم، أن أحلل، أن أفحص وأن أنظر وأبحث عن قيمة الأشياء... هذا اسمه التفكير النقدي، وهو فريضة على كل صاحب عقل. هذا التفكير تفصله شعرة عن مساحة أخرى تجاوره في عالم الروح وهي "الروح الانتقادية" فنحكم في الأشخاص، ونصدر أحكام عليهم، هذا عالمي، وهذه غير محتشمة، وهذا يطلب السلطة، وهذا غير روحاني إلخ.. روح الانتقاد هذه مرفوضة لأنه بسببها يتفجّر ينبوع مرارة في النفس وبحجة أننا نقدر أن نقيم الفكر وأنه ليس شخص فوق النقد وكل هذا.. ولكن النتيجة أننا نتحول لأشخاص انتقاديين ونعيب في إداريات الكنيسة وسلوك الأب فلان وعيوب الأب علان.. هذا مرفوض بحسب الإنجيل لأنه سلوك نجس وينّجس الآخرين معنا (عبرانيين 12/ 15). نعم، روح الانتقاد تنجسنا في حين العقل النقدي يرفع شأننا كمفكرين. الانتصار على الروح النقدية هو جهاد ضد الذات. فيما مضى كنت أسمع عيوب قسس وعيوب أباء كهنة وأدخل في النقاش والكلام معهم.. الحل أن لا تأخذ أو تعطي في مثل هذ المناقشات.. أن تجعل حواسك الداخلية تصمت.. أن تصل بالفعل إلى الصمت الداخلي.. وعندما يتحدث شخص أمامك في مثل هذه الموضوعات تبتسم وإذا تمادى تطلب منه أن تتكلموا في موضوع آخر.. وأن تحاول أن تذكر الجميع بالخير وعندما تتذكر عيوبهم تقول لنفسك: ما أنا كمان عندي عيوب وبلاوي سودا.

وربما نحن نقبل الآخرين ولكن بشرط أن يتغيروا وأن يعدلوا من تصرفاتهم. نريد أن نساعدهم ولكننا نتشارط عليهم وبهذا فهم يعجزون عن التغيير. فكيف أقبلهم كما هم وبما هم عليه؟ في رأيي لو نحن نقبل الآخرين فيجب أن يكون قبول صادق لكيانهم، وهنا يجب الفصل بين الأفعال والشخص نفسه، ومن يشعر أنه محبوب لذاته فبالتأكيد سيسشعر بهذا الحب فينا. إذا أنا جعلت أمام عيني الإنسانة التي أحب بكل ما هي فيه وبصرف النظر عن أي عيوب عندها وأمتدح لها ما فيها من جمال وأبين أني ألتفت لأشياء كثيرة جميلة فيها فهذا المديح سوف يغني حياتها وترتفع هي به وتسعى من جانبها لعمل الأفضل وأن تكون الأفضل. المديح بلسم شافي يشفي نقائص كثيرة في نفس من يسمعه، ولا يجب أبدًا أن نبخل به على من نحب. سأحرص من جانبي على أن يكون هدفي كل يوم هو أن أبتسم في وجه المرأة التي أحب ابتسامة تزيد وجهي ووجهها نضارة وسأقول لها بالتفصيل عن كل الأشياء التي أحبها فيها. نعم، أنا أرى هذه الأشياء وربما هي تراها لكنها بحاجة لأن تسمع هذا من فمي أنا وسأقول: باركها يا إلهي وكم أشكرك لأنها أعظم عطية في حياتي وكم تعلمني أشياء جميلة من خلالها فساعدني كي أظهر حبك الصادق لها بكل شكل مستطاع.

أقبل ذاتي بما أنا عليه الآن:

يلجأ بابا وماما إلى لفت نظرها إلى وزنها المتزايد، تارة بطرق لبقة وتارة بعبارات صريحة فكانت تهرب دائمًا منهم وتنخرط في بكاء حار وتمارس العادة السرية ثم ينتابها شعور قاتل بالذنب أنها بذاك الجسد الذي يكرهه أبويها ترتكب الخطيئة في مجتمع ترتفع قرون استشعاره ويربطها دائمًا بـ "الجسد"؛ وكلما رغبت أمها في حضنها، مجرد حضن، لم تشأ لأي إنسان أن يلمس هذا الجسد فكانت تدفع أمها بعنف عنها، والأم في كل هذا في حيرة شديدة فهي التي أعطت ابنتها الحنان وأفضل تعليم وحافظت عليها من "نسمة الهوا الطاير" فكانت حبيسة المنزل وحبيسة وحدتها الشخصية وكأن الامتناع عن الطعام هو الذي سيقلل من وزنها وهي التي تعيش في سجن داخل سجن بسجن أكبر هو أنوثتها التي كرهتها وتمنت لو أن يقبلها الناس ولا يعيبون عليها في شيء في مجتمع يكفنها دائمًا بثقافة العيب وما يليق بالبنت وما لا يليق فصارت مقتولة النفس، مقتولة الإرادة، مقتولة البدن، وتسرع فورًا إلى غرفتها وتجهش بالبكاء.

لو أنا بصيت على وزني وبدأت أشكي وأتأفف فهذا سوف يجعلني أزداد أكثر في الوزن وأتراجع للوراء. لازم أبص على نفسي زي ما أنا وأحب نفسي زي ما أنا ولا أنقد نفسي بالمرة. أرفض أي محاولة لنقد ذاتك. لا تسمح لأن تكون قريب من ناس يميلون بطبعهم للانتقاد والسلبية. بُص لنفسك ونادي على نفسك بإسم كأنك تقول مثلا: يا إبراهيم، أنت رائع ووسيم وجميل إلخ. أعلن لنفسك أنك تحب نفسك وخلي ودانك تسمع الكلام ده منك أنت. لازم تقدر نفسك زي ما أنت. ابدأ في تصور نفسك في الحالة الصحية التي تريد أن تكون عليها، في كامل اللياقة، في وافر الصحة، وفي سعادة غامرة. معظم مشاكل الوزن أسبابها نفسية كأن تكون محبط أو متوجع من أمر معين فلازم الداخل يبقى مستريح عشان تحقق الأهداف ومش تبدأ تعمل رجيم جامد وتفرح أنك خسيت كام كيلو في فترة قصيرة فهذا صعب على الجسم ولكن ليكن الهدف هو أنت تكون سليم من كله وأن تكون راضي عن نفسك بوزن وبدون وزن، راضي عن نفسك وحابب نفسك بصدق وتتخلص من الاكتئاب والغم والغضب لأن الأمور دي هي الأساس.

ذلك الطفل بداخلي، أحبسه، أقمعه، أهينه، وأشرع في انتقادي لنفسي فخنقت الإبداع داخلي لأني كثير التأنيب لنفسي. إلهي، رُد لي ذلك الطفل، وصوت الطفل، داخل نفسي حتى أكون على سجيتي أمامك، حتى أسمع صوتك، حتى يكون الحدس عندي نشيطًا لاستقبال إعلاناتك، حتى أتجرد من انتقادي لنفسي ولمن هم حولي وأن أغمر هذا الطفل داخلي بفيض نعمتك وحبك الحنون، وأنا واثق إني إذا حافظت على الطفل داخلي ورعيته فسوف يأتي الخلق والإبداع والابتكار.

ولا ألومها أيضًا… في مدرسة الحب تعلمت أن الرجل، كامل الرجولة، لا يتحدث مع المرأة إطلاقًا عن أي شيء في ماضيها ولا يسألها بالمرة فيه.. وإن شاءت هي الحديث هي فيه فهذا اختيارها وعندها عليه أن يسمع باشفاق واحتواء.. لكن الاستجحاش هو أن يحاسبها.. لما فلان باسك في الماضي، حسيتي بـ إيه؟ نعم يا روحي؟ حست باللي بتحس بيه! هي بني آدمة.. لكن مادامت تحبك الان اخرس ولا تناقشها في أي شيء يخص ماضيها. انتهى.

يسأل أحد الأصدقاء: أنا أواجه هذه المشكلة منذ سنوات . أي طموح أو أي شئ أرغب فى عمله يؤنبنى ضميرى عليه كأنه ضد إرادة الله. رغم أنى فهمت الكثير ولكنى تربيت على ضمير مذنب، ضمير يرى فى التقشف والنسك أعلى مراتب الإتحاد بالله. لا أعيش في نسك والرب أوضح لي أن طريقى ليس فى النسك المفرط مثل الرهبان بل فى الإستمتاع بعطاياه مع الشكر دائماً. ولكنه ضميري المذنب هو ما يعوقني دائماً عن أي حلم أو طموح حتى وإن كان لعب رياضة أو تعلم الموسيقى أو عمل مشروع خاص. أعرف بعقلي أن كل هذا رائع وجميل وإستثمار للوزنات ولكن ضميري يراه دائماً يصب في الذات ولمجدى الشخصى وليس لمجد الله. أحتاج صلاتك فى هذا الموضوع ونصيحتك لو أمكن.

وله أقول: الله يريد للإنسان أن ينتعش ويحيا ويثمر ويبدع في كل مجال لا أن يقتل إبداعه، وهنا يأتي دورك في الإصرار وأنت تعلن لنفسك: سأنطلق بكل طاقاتي وما أعطاني الله لتمجيد الله بكل إمكانياتي. الله ممجد فيك وكلما ظهر بهاؤه أكثر فيك كلما عرفه الناس وحبه أكثر وعليك أن تنتصر على الشك والارتياب والخوف من ذاتك فالله ساكن فيك أنت بروحه وأنت متحد به ويريد لمجده هو أن يُرى عليك.

لا يجب أن يكون هناك شيء تقوم به لأجل الله بدافع الخوف أو الرهبة منه فالإنسان الخائف كثير التعثر لأن عيناه على مواطن الضعف والعيوب فيرتبك بهذا وذاك وهذا يعطله ويرجع به للوراء. وعكس الخوف هو السلوك المطمئن بدافع الحب إذ الخطى هنا واثقة منتظمة تفعل كل شيء بيقين وثبات وكلها اشيتاق لما هو صواب لأن الصواب، أي الحق، قد صار كل حياتها فتحب الحب لأن الحق هو المحبة وهو الذي يطرح عن النفس تلقائيًا أي شيء عكسه فلا يجتمع الحق وعكسه ولا المحبة وعكسها في قلب واحد.

أحس بالذنب في الصلاة:

سؤال: طيب انا بصلى احيانا بالروح اوى اوى وانا قاعده احسن بكتير وانا واقفه وبسرح وانا واقفه وبضطر اخلص بسرعه عشان بتبقى رجلى وجعتنى اوى ده غلط ؟؟ دايما علمونا زمااااااااااااااااااااااان الله يسامحهم فى الكنيسه ان لو انتى واقفه قصاد المدير بتاعك ف الشغل ولا مدير مدرستك هتقفى وانتى بتكلميه ولبسك يكون محترم وحشمه فمبالك الله لازم نف ونلبس مش عريان عشان نكلمه لانه اكتر بكتير من مجرد مدير

جوابي: من هنا ورايح ممنوع الوقفة في الصلاة. ربنا مش دكتاتور. ما يهمه ليس قيامك أو قعودك، لبسك ملابس أو عدم لبسك ملابس وإنما ما يهمه هو شفافيتك وتجردك من ذاتك لتكوني له بالكامل. الله روح والروح يختلف عن مدير المدرسة المتسلط الدكتاتور. ما يهم أمام الله الروح هو أن نستريح نحن فيه باسترخاء تام وثقة تامة دون أي شك. لا عليك ممن استخدموا أساليب التخويف معك وتحدثي مع الله بكامل الحرية متى شئت وفي أي مكان شئت وبأي كيفية تشائين. ممنوع الوقوف في الصلاة ولكن استرخاء تام واستقبال تام لروح الله جواك. الله أبوك.. ولكنه يختلف عن أي أب عرفه التاريخ البشري.

قال لها: أوكيه، ابقي صلي وانتي نايمة وعلى السرير بقى عشان تبقي مستريحة ومش لازم تتعبي نفسك وتصلي كل يوم وكمان كفايا دقيقة واحدة في الصلاة مادام ربنا عارف اللي في قلبك وربنا موجود في كل مكان فـ مش لازم تتعبي نفسك وتروحي الكنيسة في الظروف الزفت دي. وبعدين تعالي هنا.. مش ربنا قال اسهروا وصلوا؟ وكان بيقول لتلاميذه أنتم مش قادرين تسهروا ساعة واحدة معايا.. هما ناموا عشان تعبوا. عايزة تصلي يبقى تقفي تصلي وتخلصي القانون بتاعك حتى لو تعبانة.

جوابي له: هل تعرف أنك فريسي بامتياز؟ بالتأكيد أنت فريسي وتتكلم بروح فريسية ولو أن هذه المسيحية لنفرت منها أشد النفور. أنت فاهم كل شيء غلط! الكنيسة اللي علمتك المسيحية علمتك غلط وشوهت أفكارك.. ما كل هذا التشويه؟!! أولاً: الصلاة في المسيحية ليست فرض. ونعم الصلاة يمكن أن تتم وأنت نايم ع السرير أو في الكبانيه. ويمكن أن تكون الصلاة دقيقة واحدة ويمكن أن تكون بدون كلام بالمرة. أنت تقتطع من الإنجيل بما يوافق روحك الفريسية حتى تتمتع بذهنية الوصاية وجعل الآخرين يعيشون في إحساس كئيب مقيت بالذنب.

بييجي لك احساس بالبعد عن ربنا وعدم الرضا عن نفسك مع ان مفيش حاجه معينه تخليك تفتكري انه زعلان منك؟ والإحساس ده مش قادرة تتخلص منه وحتى وانتي بتخدمي؟ مش حاسه انه قابل خدمتك؟ بقالك فتره كبيرة جدااا مش بتعترفي؟ يا ممكن يكون ده سبب احساسى بالذنب ؟
الإحساس ده سببه نفسي أكتر مما هو روحاني. أحيانا لا نرضى عن أنفسنا بما فيه الكفاية ونشعر دائما بالتقصير وهذا شعور ينتاب غالبية النساء بالذات فتشعر أنها لم تقم بالواجب بما هو أفضل ولكن هناك تقصير. لما ييجي لك الشعور ده تبقي عارفة أصله وتعرفي أنه حالة نفسية موقتة ونواجهها بالحقيقة وهي أنك مش بعيدة عن ربنا وربنا راضي تماما عنك بجميع الأحوال وهنا واجب أن أعترف بفمي فأعلن حقيقة ربنا في حياتي وأؤكدها لنفسي وأشكره لأنه يحبني في جميع ظروف حياتي وأن الأمر لا يرجع لأدائي ولكن يرجع بالأحرى للحقيقة الراسخة وهي ان حبه لي لا يتبدل. لتكن مشاعري كاذبة ومحبة الله صادقة ثابتة دائمة بصرف النظر عن أحوالي النفسية والجسمانية والصحية.

أمارس العادة السرية وأحس بالذنب بشكل قاتل:

يسألني صديقي: أنا كنت سألت خادم ليه لما بعمل العادة السرية كل مرة ضميري كان بيأنبني ولما بشتم مش بيئانبني قالي لئن الشهوة مش مكتملة فهل ده صح ؟

جوابي: ضميرك يؤنبك عند عمل العادة السرية لأن الجنس في ذهنك من المحرمات الشنيعة، يقع في إطار "التابو"، وبما أنك شرقي ولك تكوين ديني زي حالاتي فتسودك ذهنية "التابو" والتي تنظر الحرام في معظم الأشياء.. وعندما تشتم فالكل حولك وحولي يشتمون فلذلك عقلنا الباطن يستسيغ ما يستسغه الناس من حولنا. لو أننا نشأنا في مجتمعات منفتحة دون قيود دينية لكانت نظرتنا للجنس مختلفة. الأمر يرجع تماما للكيفية التي تبرمج بها المخ عندك. من المتوقع أنك دايمًا مهتم أن تتخلص من العادة السرية اكثر من اهتمامك إنك تبطل شتيمة، فالشيطان بيزن عليك أكتر كل ما تقع في العادة و يؤكد ليك إنك مهما حاولت مش هتبطلها؛ يعني يوقعك في حالة يأس علشان تبقى من جوة نفسك أسير ليها و يوضحلك أن دي أهم حاجة في خطاياك وبالتالي تنسى مع الوقت الخطايا التانية اللي بقيت عادية جدا ذي الشتيمة و الحلفان و الكدب و الادانة و ..... لكن الخطايا كلها واحد عند الله.

وهنا صاحب السؤال يسأل السؤال تقريبا على هذا النحو: هل هناك صغائر وكبائر من الخطايا في المسيحية؟ ولماذ يشعر هو بشعور قاتل بالذنب تجاه خطيئة ولا يشعر بنفس المقدار من الشعور تجاه خطيئة أخرى من نوع آخر؟ شفت السؤال ذكي وهو سؤال أنا سبق وطرحته على نفسي.. لماذا لا أشعر أنا إبراهيم بالذنب مثلا عندما أغضب على أحد وأبرر انفعالاتي؟ لماذا لا أشعر نفس الشعور؟ لو شفنا صورة واحدة عريانة نبص الناحية التانية فورًا.. . طب ما المانع نعمل نفس الشيء مع المرارة، الاحتداد، إلخ؟ سؤال وجيه.. تفسيري الشخصي له هو: المخ لا يزال بحاجة لأن يعرف أن الخطايا واحد في نظر الله وليس هناك كبائر أو صغائر وأمام قداسة الله نعرف أننا أوساخ من جميع الجوانب ونحتاج إلى أن نذهب له باستمرار حتى ما ينضفنا مثلما تفعل الأم مع رضيعها.

ولكن ماذا يمكن لشخص أن يفعلهُ إذا وجد نفسهُ في جو بلا أمان ؟!.. هل لن يستطيع قبول ذاته ؟!.. وهل هذا الضغط المتواصل عليه ليكون مقبولاً يجعلهُ في بعض الأحيان يمثل ما ينبغي أن يكونه والذي يريده الناس مع أن واقعه غير ذلك ؟!..

كم أفرح عندما يقبلني الناس كما أنا وبما أنا عليه فأستشعر في هذا بقبس من محبة أبي السماوي لي وأرغب عندها في الارتقاء وعمل الأفضل... هل تحبني كما أنا أم كما ينبغي أن أكون؟ وهذا يصدق كسؤال في حال المتزوجين كذلك. وكلنا بحاجة للقبول، سواء كنا في بداية النمو أو في أوج المجد.. هل نضع شروط على الآخرين؟ جو الأمان سوف يساعدني في تكويني ونموي واكتمال شخصيتي، وهذا الأمان يظهر في قبول الناس لي كما أنا لا كما يريدون لي أن أكون.

أنا في المسيحية منذ عام 1987 ولاحظت أن أكبر مشكلة في المسيحيين أن كل واحد فيهم عايز يبقى "سوبرمان" ولكن ولا واحد فيهم عايز يبقى "مان" بس.. ماحدش راضي يبقى مجرد إنسان ويقبل إنسانيته وإنه من حيث هو/ هي إنسان فممكن يضعف ويعثر ويغلط وعينه تزوغ ويقع وبعد ما يقع يفز يقوم يرجع يركب على ضهر الحصان من جديد ويواصل المسيرة برأس مرفوعة.. لما يكتب لي شاب على أنه وقع في خطيئة باكون عارف أن الخطيئة مش حقد أو مرارة أو كبرياء ولكن .. وكالعادة.. تطلع الخطيئة هي "العادة السرية" وكأن "سفر الخطايا" لا تتصدره خطايا سوى خطايا الجنس وخطايا الجنس هي كل الخطايا.. كل هذه الأمور تؤدي في النهاية لمجتمعات تعاني من الشيزوفرونيا الدينية وانعدم الغفران ومافيش حد مسامح حد ولا مسامح حتى نفسه ولا قابل أن ربنا يسامحه.. دي مشكلة أهل الكنائس. يغيب عن بالنا أن الخطايا عند الله جميعها تتساوى لأنها خروج عن القصد الإلهي، والله لا يكيل بمكيالين. إما القلب يسير بصدق وبشوق وفق قصده أو يسير حسب هواه، وعندها ينقلب على عقبيه خاسرًا ولا يضر الله شيئا. ولا يوجد في المسيحية إنسان عادي؛ فإما إني أحب بكل القلب أو لا. ولو أني أحب بكل القلب فحب الله في قلبي سيلفظ الخطيئة خارجًا ويجعلها بشعة في نظري.

الكنيسة التي تحضرها قد تكون بها أفكار "قديمة" كأن يقولون لك إن الاحتلام نجاسة ولا يجب أن تتناول مادمت احتلمت في الليلة الفائتة.. وقد يكون بها أب كاهن "نرفوز" مزاجه حامي حبتين.. وقد يكون بها بعض الجمود.. والعيوب.. برغم كل هذا.. هذه الكنيسة هي أمك، ولك يقول الرب: يا فلان، هذه هي أمك. أحبب أمك واعتني بها وابني كنيستي ولا تتذمر ولا تكثر الانتقاد أو السخرية أو الشكوى.. عندما تترك الكنيسة لسبب أو لآخر، هذا غباء.. لمن تترك الكنيسة؟ للثعالب وجنود إبليس؟ بل اعمل مع الجميع يدًا بيد.. هذا بيت الله الحي ولا توجد كنيسة كاملة على وجه الأرض.. ومتى صمدت فأنت حقًا أخي وأختي، وسأعمل معك يدًا بيد. لا تنشغل بنقد الكهنة. لا تنشغل بنقد الأساقفة. لا أعرف إنسان انشغل بنقد هؤلاء إلا وحرمه الله مشاهدته لأن النفس المريرة لا ترى شيء ولا تعاين شيء سوى أحقادها وضغائنها. ندافع عن حقنا في النقد وعن أي نقد ندافع؟ نقد النصوص؟ نقد مقطوعة أدبية لشكسبير؟ نقد الأشخاص بخلاف ذلك لأنه ينمّ عن روح انتقادية تأكل النفس من الداخل كالحامض الذي يفتك بغشاء المريء وأعتى الأوعية الفولاذية. الروح الانتقادية كيس سم نسمح بوجوده داخلنا انتصارًا منا لعزتنا بأنفسنا ونحن أول من يدفع الثمن لأن النار تحرق حامله والمرارة والروح الانتقادية تفتك بصاحبها وتبيده.

على فكرة، عندي وصفة سحرية للتوقف عن العادة السرية. . .
قال لي صديق إن نصائحي له بخصوص العادة السرية جعلته يتوقف عنها تماما ولم يمارسها منذ أن تحدثت إليه في آخر مرة وذلك لأني قلت له جملتين فقط لا أكثر! في حين أن "أبونا" كان يقول له نصائح من نوعية "ارشم الصليب" و"الصلاة السهمية" و"ماتعملش إثارة لنفسك" و"لما ييجي فكر اطرده" وكل هذا الكلام النظري وخاصة في حالة شاب مُثار هايج جنسيًا ولن يفكر في الصليب وليس عنده تركيز من الأساس لأنه في مكان تاني وإذا صلى فلن يكون أكثر من البغبغان، فأنا قلت له:
تحدّث إلى نفسك وليكن عندك اقتناع من الداخل بشكل عملي. قول لنفسك: هو فيه إيه جديد عايز أبص عليه؟ هُما هُما وأنا شفتهم وعارفهم.. خلاص إيه الجديد بقى؟! لابد أن تكون مقتنع من جواك أنه لا شيء جديد وأنت عارف وحافظ اللي أنت عايز تشوفه والشكل هو هو عند الستات في هذه المنطقة ومابيتغيرش فتتعب نفسك ليه؟!
نقطة أخيرة: قد يقولون لك إن الله يلعنك عشان أنت بتعمل العادة السرية وهذا غير صحيح فالله لا يغضب عليك بل يعرف طبيعتك وينتظر منك أن تعود له بالكامل فتحب على مستواه دون استهلاك لطاقاتك وقواك دون فائدة.

سؤال: بخدم فى مدارس الاحد واجتماع اعدادى وبعد هذا الهبوط والانحدار فكرت كتير اسيب الخدمة لانى مليان اوساخ ونجاسة فازاى اعلم الاطفال وانا اصلا مليان نجاسة وخطية بس مستمر لغاية الان ومش عارف اعمل ايه هل اترك الخدمة ام استمر ؟؟

جوابي: العادة السرية طبيعية. مرحلة وستعبر وتوقف عن لوم نفسك. لو كل واحد مارس العادة السرية توقف عن الخدمة ستفلس الكنائس وجميع مدارس الأحد وهذا غير منطقي. اقطع الطريق على ما يقوم بتغذية العادة السرية ولكن لو حدث ومارستها فهذه ليست نهاية العالم ولا تلوم نفسك قاتلاً إياها. أنت كائن جنسي وعندك غرائز تتحرك وكل ما يحدث في جسمك طبيعي جدًا. أنت تخطيء في أمور أكبر من العادة السرية ومع ذلك لا تعطيها هذا الكم من الهلع وهذا ناتج عن التربية النفسية عبر السنين، ولكن الله لا يكيل بمكيالين. أنت بشر وضعيف ولديك احتياجات والله يقدر ذلك. هو صنعك وصنع هرموناتك وكما قال المرنم: يعرف جَبلتنا. لو فيه شاب يريد التخلص من أفكار جنسية تستولي عليه فالحل ليس مقاومتها ولكن أن يملأ حياته بما يستولي عليها، وهذه الأفكار تسقط عنه عندما يملأ حياته بأشياء يحبها، بأفكار حلوة ستسقط هذه الأفكار الغير مرغوب فيها لكن الحل ليس أن يقول الشاب أنا خاطيء.. أنا زاني وسائر هذا الكلام السقيم

يسأل سامر: شعورى دايما انى بحارب ضد حاجة معينه زى الشهوة مثلا بيخلينى دايما مكتئب و تحت stress عالى جدا مش عارف ليه...ازاى اقدر اخلى الموضوع يتحول بسلاسة؟

وجوابي له هو: ما تحاربش حاجة بالمرة لأن كل ما تحارب كل ما الموضوع هايزيد. ابتسم وغيَّر نمط الحياة. فلو أنت بـ تحافظ على أفكارك وكل ده وبرضو جت لك أفكار جنسية فـ مش غلط وده طبيعي ما هو أنت برضو مش طوبة ولازم تكون عندك غرائز وميول للبنات. المهم أن لا يستولي الموضوع على تفكيرك، ودي أهم نقطة.

لن أحاكم نفسي على ممارسة العادة السرية، وأرفض تماما الشعور بالخزي والعار لأنه يجرني للوراء سنين وسنين. فإذا حدث وممارست العادة السرية ورغم أني كنت أود أني لا أفعل ذلك سأقول: أتي إليك يا إلهي وأرتمي في حضنك الحنون الآن وكلي ثقة ويقين في غفرانك وأنه لا شيء من الدينونة على الذين هم في المسيح يسوع. ثم سأحرص على تنقية ذهني باستمرار. لن أشاهد مشاهد حميمية في أفلام أو أستسلم للسرحان والاسترسال بأفكاري ولو هاجمني فكر الشهوة الجنسية سأعلن: أنا بنتك يا رب، أحتمي فيك وحبك ماليني وأشعر باكتمال تام فيك وحبك يا إلهي يذيب أي شهوة تعاكس عمل مشيئتك في حياتي. أنا خاضعة لك وأتحد بك في الصليب وأسلمك كل غرائزي وأشواقي ومشاعري بكل ما فيها من حرارة حتى ما يمتليء كل هذا بحضورك وملء وجودك. أنا مقبولة في الحبيب ربي الذي أحبني ويحبني الآن وحبه لا يتوقف على أفعالي ولكن حبه نابع من طبعه الأزلي وهو الحب. أنت بنت لك ولا شيء يفصلني عن المسيح مهما كان ومهما صار. أمين.

لو أنت بتروح للمواقع الجنسية أو للأفلام التي تضرم الشهوة عندك فأنت تحرك عندك أشياء مش مفروض تحركها بالمرة. يتم إفراز أدرينالين وهرمونات أخرى يضطر مخك لإفرازها لأنك أنت اللي أثرت نفسك بالفاضي مع أن هذا ليس وقت الجنس ولا يحزنون. كل شيء له وقت. ومادام هذا ليس وقته فاحفظ ذهنك.. عبارة احفظ قلبك تعني احفظ ذهنك.. ماذا ترى عيني؟ ما نوعية الأفكار التي تتوارد لذهني؟ ماذا أشاهد ع النت؟ وفي التلفزيون؟ على فكرة، لا يوجد عندي شخصيا تلفزيون. تخلصت منه لأنه غالبية ما يأتي منه قبيح وسفيه وكيف أشاهد أفلام عربية والرجل الجحش يضرب زوجته؟ وذهني يخزن الصور دي؟ وكيف أشاهد أفلام أوروبية وترتسم الصور الجنسية في ذهني مرة تلو مرة؟ وحتى لو سبق وشاهدت هذه الأمور لا تستعجل على نفسك وتقول كيف لا تزول عندي هذه الأفكار مع أني قررت التوبة لأن عشان أي عادة تتكون بتاخد لها ما لا يقل عن 3 أسابيع واللي أنت بنيته في شهور وسنين في مخك مش هايروح كدة في يوم وليلة.. ولكن ما نوعية الأفكار التي تأتي لذهنك؟ والجماعة اللي بيحطوا لنا صور جثثث وأخبار كئيبة؟ الذهن هو قدس أقداسك فلا تشوهه بأي شيء سلبي.

ألوم الآخرين

نرى في الناس تصرفات قد لا تعجبنا وربما تتعبنا نفسيًا. البعض منهم له أشواك والبعض الآخر مخالبه طويلة والبعض الآخر يستفزنا بالغيرة أو الحقد أو عدم نقاء الروح عمومًا. يا ساتر! لكن خلينا نحسبا سوا.. لو أنت زرعت خساية (خسة) وما طلعتش بالشكل اللي يرضيك، هل بتلوم الخساية؟ ولاّ بتبتدي تشوف الأسباب؟ أكيد بتقول مع شفيق جلال: أمونة، بعت لها جواب، أمونة إيه الأسباب :-) صح؟ عُمرك ما بتلوم الخساية. لما الناس يتعبونا بنلوم الناس. بس لو عرفنا ناخد بالنا منهم هما كمان هايكبروا زي الخساية دي واللي كانت محتاجة شوية رعاية، شوية نفس زي النفس اللي في الملوخية. اللوم عمره ما كان له تأثير إيجابي بالمرة، ولا محاولة إنك تقنع الناس وتلح عليهم هايجيب فايدة. مافيش لوم. مافيش عتاب. مافيش ليه ومش عارف إيه ولكن فيه "تَفَهُم". لو أنت تفهمت وأظهرت أنك تتفهم هاتقدر تحب والموقف هايتغير. الطفلة قالت لأمها: ماما، ابقي افتكري ترويني عشان أن الخساية بتاعتك. ردت الأم عليها: أيوة يا بنتي، وأنا كمان الخساية بتاعتك. من فضلك ما تنسيش ترويني كمان.

كيف يكون قد ظهر مجد الله في حياتي أو أني أمجده وأنا إنسان سلبي لا يرى سوى السيء والعيوب في الناس ولا أرى الخير الذي يصنعه في الكون مع أن الكتاب قال إن مجده ملء كل الأرض؟ وهل مجده ملء حياتي؟ هل يرى الناس هذا المجد؟ أم أن المجد تعويذة أدمنت تكرارها في صلوات وعقائد محفوظة؟ إن تمجّد الله في حياتي فمعناه أنه سيكون الأكثر ظهورًا وتصور معي وتأمل معنى هذا حيث تكون لك إشراقة خاصة وابتسامة خاصة وملامح خاصة تنفرد أنت بها عن باقي الناس. أنت فلانة، فلان، الله يسكنك، قومي استنيري، ومجده يشرق فيك ويُرى عليك.

تدافع عن حقك في النقد؟ هل تضمن لي نقد دون مرارة؟ دون حقد؟ دون حزازية؟ دون ما يعطلني عن التمتع بملء الروح؟ ستتحدث عن ما يعجبك وما لا يعجبك ثم تذهب لتصلي فتشعر أن صلاتك بلا طعم وبداخلك غضب. هذا الغضب من زرع إبليس. لا تكن غبي. كف عن نقد الكهنة والأساقفة. اترك الناس كي ما يكونوا بشرًا وليكن كل شغلك الشاغل هو في أن تتقدم في النعمة والامتلاء بالروح وأن تكون كالنخلة مزهرًا مثمرًا شامخًا تعكس مجد وجلال المسيح.

قد أنقد أفكار وعادات وسلوكيات ولكني أنقد نفسي واشمل نفسي مع من أنقده إذ أنا من هذا المجتمع والأفات التي أنقدها هي أفاتي. أتحدث عن العرب لأني عربي وواحد من العرب. في أميركا لا أجلس وأنقد الأميركان. النقد صفة مذمومة. نقد الكهنة والأساقفة يفترض أني أعلى منهم درجة وأملك الحق لأن أتحدث بالسوء في عيوبهم والحكمة تقول إن نذكر في الناس خيار خيارهم وأن نذكر الجميع بالخير ونشفق على الناس في ضعفهم لأن هذا الضعف هو نحن أو بتعبير الشاعر الفرنسي رامبو "أنا هو الآخر"... أنا هو الكاهن الضعيف.. أنا هو المومس التي تبيع.. أنا هو كل ما لا يعجبني في الآخرين.. وهل فعل المسيح إلا ذلك؟ أنظر إلى هذا المخلص يحمل أسقام الناس في جسمه وبدنه وكيانه ولسان حاله يقول: أنتم أنا وأنا أحس بكم ومعا سنسير برفق نحو الأفضل. ومن جهة نقد ربي المسيح لـ "الآخر" فإننا نلاحظ أنه لم ينقد الزانية ولا الحرامي ولكن كان ينقد وفي ظروف حصرية محددة.. كم مرة جاءت الويلات الثمانية بالإنجيل؟ مرة واحدة! وقالها المسيح وهو يبكي. إذا أردت أن تنقد ولو لمرة فابكي مع الناس في ضعفهم ولا تتحدث أبدًا من برجك العاجي.

ربنا احيانا بيتعمد يحطنا مع ناس مش ناضجة وشخصيتها مش مريحة عشان يعلمنا المحبة الغير مشروطة. مين اللي خلق شخصيتها كدة؟ مش هو برضو؟ مش كل الناس هاتبقى شبهنا وبمستوانا. قد إيه بيفيدنا كتير لما نتشد ونتسع من جهة لأخرى بدل ما احنا عايزين الناس تكون بمقاسنا احنا ورافضين تصميم ربنا.. فيقوم ربنا يشدنا ويمطنا من هنا ومن هنا.. زي الجزمة الجديدة بتكون ضيقة في الأول بس مع شوية شد من هنا شوية شد من هناك الجزمة توسع وتبقى مريحة.. بس لازم نمتد.. نتمدد.. وأحيانا الناس الغير ناضجة هي اللي بتخلينا نوسع شوية وبدل ما نكون محبكينها في إطار عالمنا الخاص اللي رسمناه لأنفسنا. المحبة الغير مشروطة مش هانتعلمها في كتاب أو في وعظة ولكن بالطريقة اللي ربنا عايزها، وأحيانا طريقته بتبقى مفاجأة لينا. الموضوع ده بيحصل معايا. أنا مدقق وعايز الأمور تسير بطريقة معينة وهي كدة ولازم تبقى كدة.. يقوم ربنا يقول: لا مش لازم تبقى كدة. إنتة اللي لازم تتسع وقلبك لابد له أن يكبر وتحتوي كل هؤلاء كما أحتويهم أنا.

يسأل أحدنا: حتي لو الناس دي بتتعبني وتشتتني؟ وسيدة تشكوى بلوعة: بس الواحد بتصعب عليه نفسه من الناس دى وكمان وخصوصا اما يبقوا قريبين منا

والحل عندها هو أن ننعزل قليلاً.. قدر لحيظة.. حتى نستجمع قوانا ونسلك معهم بالروح لا بالجسد. قد يكونوا متعبين ولكن روح الله بداخلك له سلطان عليهم وعلى الحيات والعقارب.
البعض منا يظن أن الإنسان مسئول تمام المسئولية لأن الله يخلق الانسان حرا وبحرية الانسان هو ذاته اى الانسان يكتسب له شخصية ذات طباع وعيوب معينة. يغيب عن بالنا أنه فيه إنسان عنده حساسية مفرطة ولأسباب صحية.. مين اللي خلقه كدة؟ وحالات أشكال وألوان ممكن أعطيك نماذج لها.. ناس عصابيين.. موتورين.. واحدة عندها بايبولار ولا تمنع يد لامس! كل دول موجودين وكل دول خلقهم ربك.


أعذب نفسي مع أن الله قال لي لا شيء عليّ من الدينونة الآن!

سؤال: أنا زوجة وأم وقد ارتكبت خطيئة لا أظنها تُغتفر، ومن المؤكد أن الله سوف يفتقد ذنوبي في "عيالي" وهذا هو تأديب الرب. العذاب يخنق نفسي وكلما سمعت الوعاظ أو قرأت الكتاب المقدس شعرت بتأنيب الضمير القاسي.. فماذا أفعل؟

جوابي: أولاً، لابد أن تسيطري على أفكارك. الذهن يتلاعب بأفكارنا ويشتغل علينا "صلّح" وكل فكرة تاخدنا لفة ولكن نحن الذين يجب أن نعود ونعرف كيفية عمل المخ ونسيطر على أفكارنا فنميز بين الحق والوهم. الحق هو الله والوهم هو ظنوننا. الله الحق هو إله المحبة، ومحبته أكبر من أي خطيئة تكوني قد ارتكتبتيها في حياتك يا أختاه. فلو قلت أن خطيئتك من الشناعة بشكل لا يمكن أن يغفره لا الله ولا نفسك، فأنت بهذا تجعلين الشيطان أكبر من الله، وهنا الجرم أكبر من أي فعل فعلتيه في الماضي. وهل يا أختي هناك ما هو أشنع بما فعلوه بـ ابن الله على الصليب؟ اللي تف واللي نف واللي ضرب واللي جلد.. واللي عذّب المسيح عذاب ما بعده عذاب وفي الآخر دقوا المسامير في يديه.. هل هناك خطيئة أشنع مما فعلوه؟ أقول لك يا أختي إن حتى هذه الخطايا على شناعتها فقد غفرها الله على الفور لأن المسيح قال: يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"، والآب لا يرد للمسيح طلب. هل خطيئتك يا أختي أشنع مما فعله الجناة بالمسيح على الصليب؟ أقول لك كلا! والدور عليك أنت بأن تستقبلي هذا الغفران وتصدقي الله وليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذب، وكل مشاعر وظنون يحاربك بها إبليس كاذبة. لا تسمعي لأي واعظ إلا لمن يغرقك بنعمة الله ومحبته وغفرانه ولا تقرئين الكتاب المقدس من الآن فصاعدًا بهواك بل بعيون المسيح المصلوب، وبدون المصلوب لا تقربين من الكتاب المقدس والمصلوب يفتديك من حرب الأفكار والظنون. لا عقاب ولا دينونة عليك من الان فصاعدًا لأنك في المسيح المصلوب، ومن شجرة حياته ترتوين.

فى فكرة غير واضحة بالنسبة لى حتى يومنا هذا - فى حاجة مثلا اسمها " ما يزرعه الانسان اياه يحصد" هل غفران الله يمحو نتيجتها او عقابها؟ و انا مش باتكلم عن التأديب - لأن التأديب هدفه الاصلاح و بمجرد تحقيق الهدف خلاص - لكن انا اقصد طالما انسان تاب و الله غفر هل من المفترض ان يتوقع الانسان جزاء ما اقترف على الأرض؟ و انا مش باتكلم على نتايج الخطية المباشرة يعنى ان زوجى عرف انى خنته فخسرته للأبد او مديرى عرف انى كدبت فرفدنى - هل الله يعاقب؟ يعنى يتعمل فى حاجة مقابل الغلطة اللى عملتها - ضربت امى مثلا تقوم بنتى تضربنى - الفكرة دى غامضة بالنسبة لى تماما و بتعذبنى و محدش عمره فهم قصدى لما بسأل السؤال ده .

لو الإنسان تاب فلا إدانة ولا دينونة. خلاص تاب. التوبة تتكفل بكل شيء وتمحو عنه ما حدث من قبل. ما اقترف على الأرض، أيًا كان حجمه وأيا كان نوعه، خلاص.. اتمحى بأستيكة.. هو قال كدة.. يطرحها في بحر النسيان. ومن جهة سؤالك، هل الله يعاقب؟ جوابي: لا، الله لا يعاقب. ما يحدث هو "عواقب" تعقب أفعالنا وتنتج عنها فالفعل يا دينا يحمل العقاب في ذاته، والخير هو أيضا جزاء ذاته. ومن جهة أن شيء "يقعد لي" فهذه أفكار الكارما الهندوسية وأرفضها لأن ما أفعله ينتج عنه عواقبه في وقتها.. ولكن لا يأتي الإفتقاد بعدها بشهور أو سنين مثلا بأن تيجي بنتي تضربني. أتمنى أني أكون فهمت قصدك وخدي راحتك تناقشيني.. النقاط اللي بتطرحيها دي مهمة.

وعن الرحمة والذبيحة في الحب والزواج أرى أنه عندما يتزوج شخصان وتحدث مشاكل ليس من العقل إطلاقًا إلقاء اللوم على اختياراتهما بحجة أنهما انساقا وراء الأهواء. الزواج معقد والإنسان كائن معقد مركب وصعب أن تقول إنك ترى كل شيء في الشخص قبل الزواج، فما بالك بمجتمع رعويّ أبويّ مثل مجتمعنا العربي الشرقي! وثانيًا، عندما تسمع عن واحدة يهينها زوجها ويضربها وتستخدم آيات الإنجيل لإجبارها على البقاء في الذل فأنت عار على الإنسانية ولا يمكن أن تكون محل ثقتي أو ثقة شخص متألم. بيت الله كان دائمًا ملاذ المتألمين والمجروحين ولكن عندما يتحول إلى مكان لجلد المتألمين وإجبارهم على الذل بحجة أن هذا صليبهم فهذه الكنيسة فاشلة وغيابها أفضل.



#إبراهيم_عرفات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاء التاريخي بين الأب خوان أرياس والأديب باولو كويلو
- ما معنى قول المسيحي للمسلم أن التوراة والإنجيل وحي الله؟
- عايزة أحس ب حضن ربنا
- الله لا يقتص منك- ربنا ما بيخلصش حقه منك.. ده مش قراقوش مثلا ...
- صرخة امرأة
- لماذا لستُ ملحدًا؟
- لماذا تنصًّرت؟ لماذا اعتنقت المسيحية؟
- خطوات عملية لتبشير المسلمين
- لو ده الدين الإسلامي أنا خارجة منه
- زى ما أنت كافر عندي أنا كافر عندك.. ومافيش حد أحسن من حد
- هل قتل الله ابنه في المسيحية؟
- الإنجيل من التحريف إلى الدعاء والصلاة به
- قلب الأم والمسيح
- تظاهرات المسلمين واهتزازات عرش الرحمن: فائدة النقد
- عطشت نفسي إلى الصفاء، إليك يا إلهي
- أطير من نفسيّ إليك يا ربيّ
- في محراب الحب ناجيتك ربيّ
- الإسلام.. المسيحية: أيهما أولى بالعقل من الآخر؟
- واقعنا العربي المنكوب وسبل التعافي
- الكتاب المقدس رفيق رحلتي من الإسلام للمسيحية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم عرفات - ألوم ربي.. ألوم نفسي.. ألوم زوجتي