ابراهيم حمي
الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 21:56
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
قد أتفق مع من يقول إن الحقيقة ثورية بطبعيها، هذا إذا كانت فعلا الحقيقة المقصودة هنا هي الحقيقة الحقيقية المطلقة، أوالسرمادية باللغة الماركسية، مع العلم أن الماركسية نفسها تقول بأن لا وجود لحقيقة
سرمادية.
ومع العلم أيضا أن الماركسية نفسها كعلم إجتماع وكمذهب إقتصادي تؤمن كذلك بوحدة الإختلاف و وحدة الأضداد، والتنافس والصراع الذي تعتبره هو المحرك للتاريخ.
ومن المؤسف جدا أن النقاش العام الدائر ببن المكونات اليسارية مؤخرا لا يستحضر تلك المبادئ التي تتوخى البحث والتحري وحتى الإجتهاد من أجل تلك الحقيقية الثورية المنشودة التي هي الغاية والهدف الحقيقي لاي نقاش جاد و هادف .
إن النقاش الدائر بين الرفاق يغلب عليه نوع من التشدد والتعصب للإطار السياسي وحتى الخطوط الحمراء والأنا التي تضخمت في أذهان المناضلين، نتيجة التطرف العقائدي لامتلاك تلك الحقيقة الزائفة وليس الثورية التي يعتقد كل إطار أنه يمتلكها لوحده.
لا أدري كيف غاب أو تغيب على أذهان جل الرفاق أن اليسارية تعني قبل هذا وذاك الانتماء والقناعة بالمنظومة الفلسفية التي تدعو لإستعمال "الاشتراكية العلمية" كوسيلة ومعيارا للتحليل، هذه المنظومة المتعددة بالتجارب والمسارات والمدارس والاتجاهات الكثيرة والمتنوعة، والتي علينا جميعا أن نستنبط منها تلك الحقيقة الثورية التي أصبحت بالنسبة لعصرنا وظروفنا وشروطنا حلما بعيد المنال، ما دمنا نناقش خارج الاستفادة من التجارب ومن المسارات المتعددة والمتنوعة التي هي المرجعية الوحيدة المعتادة لليسار الحقيقي الذي يؤمن بالسيرورة النضالية حتى الوصول والاحراز على جزء من تلك الحقيقة الثورية، والتي يظهر من خلال كل المؤشرات أننا لسنا الجيل الأخير الذي سيحقق ويعيش ذاك الجزء من الحقيقة ونتائجها الثورية، وإنما نحن من الأكيد أننا إذا تحملنا مسؤوليتنا كيسارين وساهم كل واحد منا أين كان موقعه بالنقاش والاجتهاد النظري والعملي أيضا سنكون مهدنا الطريق والشروط للثورة الحقيقية، وللحقيقة الثورية أيضاّ.
#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟