أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تعميق أزمة الدولة ح1














المزيد.....


تعميق أزمة الدولة ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 19:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعميق أزمة الدولة


الإنسان منذ فجر التأريخ ومن أول يوم أسست في شكل الدولة الأول عاش في أزمة حقيقية بين الرضوخ لقاعدة التعايش والتنازل عن جزء من حريته الشخصية وبين أن يمارس طبيعيته الأولى القائمة على تجسيد وظيفته بدون قيود تمنع تواصله مع الإنسان الأخر ,هذه القيود التي تفرضها حدود الجغرافية السياسية والتاريخ والأنتماء وشروط الدولة ولنا في صفحات التاريخ الكثير من المصاديق والأمثلة .
رضخ الإنسان في جميع مراحل التأريخ بوجه عام لاشتراطات وألتزامات الدولة وحقوقها وواجباتها المقابلة ولم يشذ عن ذلك إلا في حالات نادرة ولأسباب خاصة لكنه على عموم الوصف دخل في كنف الدولة التي كان يتأمل منها أن تستجيب له على الأقل في تأمين الحد الأدنى من إنسانيته وفق قوانين الطبيعة التي تؤمن بالتوازن والديمومة والموائمة بين مختلف الحقوق والواجبات ,في حارت نادرة ونادرة جدا أستجابت الدولة بشكل أو بأخر لها ,ولكن الدولة في حد ذاتها تعيش في أزمة أخرى أزمة التوازن بين الطبقات والتي هي محض نتاج الأنا .
أزمة الدولة في كل المجتمعات أزمة مركبة من مجموعة أزمات تتداخل وتشكل ظاهرة عامة في كل المجتمعات المدنية والدينية لا فرق,وحتى الدولة الحديثة عندما تبني كيانها على شعار المساواة والعدل تواجه معضلة حقيقية في تطبيق هذه الشروط ,فهناك التفاوت الوظيفي وهناك التباين الطبقي وهناك صراع المصالح التي لا تتوافق مع مشروع الدولة القائم على المساواة ,مثلا في أمريكا التي ترفع شعار المساواة لا يمكن أن يزعم أحد لمجرد الزعم أن المساواة متحققة والمجتمع منقسم مصالحيا إلى طبقات وفئات حاكمة ومحكومة أقتصاديا وأجتماعيا وسياسيا وهذا ما لا ينكره عاقل أو منصف .
الأزمة من وجه أخر تبدو أكثر تأثيرا على الإنسانية حينما تفشل الدولة في تلبية حاجة الإنسان الفطرية للخلاص من طوق العبودية ,الإنسان حر في طبيعته ولكن ما أن يتنازل عن جزء مهم منها يعاوده الهاجس الفطري مرة أخرى للتحرر من عبوديته للنظام والخضوع لقانون المجتمع ,هذا الهاجس ليس في الحقيقة إلا إنعكاس للأنا التي كلما تضايقت بالقانون كلما حاولت التفلت عنه , لذا فإن قاعدة كل ممنوع مرغوب هي ترجمة حقيقية لهذه الإشكالية التي تعمق شعور الإنسان أن خضوعه وإن كان بإرادته أو وفق ما وجد عليه المجتمع هو خضوع قهري من جهة يحرص على التكامل مع الأخر به ومن جهة يتلمس حاجته للتخلص منها , وهنا تكثر حالات أنتهاك القانون والخروج عن العرف الأجتماعي إرضاء للأنا وليس فقط ميل انحرافي نتج عن مقدمات غير صحيحة .
أزمة الدول تتلخص بكيفية الجمع بين ميول الإنسان الطبيعية المتناقضة بين الحرية والمدنية الأجتماعية وبين واجب الدولة في بسط السلطة وتعميم القوة الضابطة وتحقيق صورة الوجود الجمعي المتناسق مع ضرورة الدولة ونجاح مشروعها التنظيمي , هذا ونحن نتكلم عن الدولة المثالية الأفتراضية أما الصور الواقعية فإشكالاتها لا تعد ولا تحصى بسبب من عدمن أستواء القاعدة القانونية أو عدم قابلية العقد الأجتماعي الناظم من التوافق مع الطبيعة أو عدم جدية الدولة في تطبيق مبدأ العدالة وفرض العدل والكثير مما يعانيه الإنسان من أختلالات في التوازن النوعي والكيفي بين الصورة الأساس والواقع المعاش .
هذه الأزمة المركبة لم تجد لها حلا مناسبا ولا حتى مقاربات للحل بل زاد من تعميق الأزمة سيطرة القوة على القانون وأصبحت الدولة في أشكال منها وصور تمثل القهر والإستلاب والتعدي على الحق الإنساني الطبيعي , بدل أن تحاور الدولة نخبة المجتمع لتتجاوز الإشكالية سارعت الدولة إلى التضييق على الإنسان وقمع الصوت المنادي بالإصلاح ومحاولة العودة للأسس الطبيعية للدولة ,فتحولت الدولة من جهاز تنظيمي توسطي بين القيادة الهرمية والدستور والعقد الأجتماعي من جهة والشعب من جهة أخرى إلى سلطة شرطية تراع مصالح النظام كقوة مسيطرة وأهملت الواجب التنظيمي التوسطي وأنحازت بالكلية إلى الإنسان المتمرد بأنانيته المفرطة سواء أكان ملكا أو رئيس جمهورية والأمثلة لا تعد من وفرتها .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعميق أزمة الدولة ح2
- الإنسان والإسلام والدولة ح1
- الإنسان والإسلام والدولة ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح1
- قرعان أم عبد _ قصة قصيرة
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح2
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح2
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح3
- أبتلاء الرب ح2
- أبتلاء الرب ح1
- البحث عن الطوطم ح1
- البحث عن الطوطم ح2
- تزييف الفكرة
- تشريع الوهم ووهم التشريع
- وهم الدولة الإسلامية ج2
- وهم الدولة الإسلامية ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تعميق أزمة الدولة ح1