أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - هل أخطأت نادية ياسين أن تصيب الهدف في خلق الحدث ؟















المزيد.....

هل أخطأت نادية ياسين أن تصيب الهدف في خلق الحدث ؟


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1279 - 2005 / 8 / 7 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


اننا وفي حالة تحقيقنا للدولة الديموقراطية القائمة على اساس دستور ديموقراطي يضمن لكل مواطن الحق في التمتع بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية لا نختلف في ضرورة تمتع كل مواطن بحقه في التعبير عن رايه حول مجمل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية، كما اننا لا نختلف في ضرورة تمكين المواطن، اي مواطن ومهما كان بسيطا، من المساهمة واختيار من يمثله تمثيلا حقيقيا في المؤسسات التمثيلية المحلية والوطنية، وفي اطار ديموقراطية حقيقية من الشعب والى الشعب. ولكن عندما يتعلق الامر بتنظيم مؤدلج للدين الاسلامين، يسعى بتجييشه للمواطنين البسطاء ونمذجتهم وتربيتهم على ترديد مقولات معينة كانها القرآن فان هذا التنظيم:
- لا يقتنع بحقوق الانسان، ولا يناضل من اجل تمتيع الناس بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية، ولا بمرجعية تلك الحقوق، ولا ينخرط في النضال من اجل تحقيقها ولا يطالب بها الا في حالة رغبته في الاستفادة من ذلك النضال لحاجة في نفس يعقوب كما يقولون.
- لا يقتنع بالديموقراطية وبمضمونها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمدني والسياسي، بل يسعى الى محاربتها باعتبارها بدعة غربية. وفي مقابل النضال من اجل الديموقراطية نجد ان التنظيم المؤدلج للدين الاسلامي يسعى الى اقامة "دولة الخلافة" وفي القرن الواحد والعشرين وفي حالة احتداد الخناق على هذا التنظيم، ومن منطلق الممارسة البورجوازية الصغرى الرثة وبطريقة انتهازية مفضوحة لا يمانع من المطالبة بتوفير المناخ الديموقراطي لا من اجل تحقيق الديموقراطية الفعلية، بل من اجل ان يستغل ذلك المناخ لتعميق اشاعة أدلجة الدين الاسلامي وتكثيف عملية تجييش المواطنين البسطاء الذين يتنمذجون في المظاهر تعبيرا عن انخراطهم في ذلك التجييش.
- لا يقتنع بدولة الحق والقانون القائمة على اساس دستور ديموقراطي متلائم مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية، وتعمل على ملاءمة جميع القوانين المحلية مع الدستور ومع تلك المواثيق الدولية وتحرص على الفصل بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والسلطة التشريعية حتى تقوم كل سلطة بدورها وفي اطار اختصاصها وتعمل على محاربة كل اشكال الفساد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمدني والسياسي، وتقاضي كل من ثبث في حقه ممارسة ذلك الفساد مهما كانت مسؤوليته وكيفما كان نفوذه.
- لا يحترم الدين الاسلامي بلجوءه الى تأويل نصوصه المختلفة حتى يصير بذلك التأويل معبرا عن المصالح الطبقية للتنظيم المؤدلج للدين الاسلامي ليمارس بذلك تضليل الناس البسطاء الذين لا يمتلكون القدرة على التمييز بين حقيقة الدين الاسلامي وبين أدلجة الدين الاسلامي فتتكرس المغالطة الكبرى في حق الدين الاسلامي.
- يدفع في اتجاه تحويل تقديس الدين الاسلامي الى تقديس ادلجة الدين الاسلامي التي تصير بمثابة نصوص دينية مقدسة كما يدفع في اتجاه تحويل تقديس الله تعالى الى تقديس زعيم او زعماء التنظيم المؤدلج للدين الاسلامي مع ادعاء التجنيد لحماية الدين الاسلامي، في الوقت الذي لا يتجندون فيه الا مصالحهم الطبقية ليتحول بذلك مؤدلجوا الدين الاسلامي وسطاء بين الله وبين البشر، في الوقت الذي يعاني فيه الناس من الظلم والقهر وبشاعة الإستغلال، واستمرار انتشار الامية في صفوفهم وكان تلك الوساطة تزيل عنهم تلك المعاناة عندما يقبلون بالانخراط في التنظيم المؤدلج للدين الاسلامي الذي يصير معبودا من قبلهم فيصدق على ذلك التنظيم ما ورد في القران الكريم"ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى" ليصير المسلمون بذلك عابدين للتنظيم ولزعيم التنظيم ولله، فيصدق عليهم ما جاء في القران انتقادا لليهود والمسحيين "ان الله ثالث ثلاثة" والسيدة نادية ياسين، وباعتبارها منتمية لتنظيم مؤدلج للدين ومن قادته وابنة زعيمه ومرشده، لابد ان تلتزم بضوابط ذلك التنظيم الايديولوجية والتنظيمية والسياسية. وهي في تصريحاتها الاخيرة مارست قمة الانتهازية من اجل خلق الحدث الذي يجعل تنظيمها المؤدلج للدين حاضرا في الذاكرة الشعبية وفي الممارسة الاعلامية والسياسية اليومية. وبانتهازيتها تلك تكون قد اخطأت الطريق وصنعت حدثا لا يستفيد منه الشعب الا المزيد من القمع والقهر مستغلة في ذلك التردي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي الذي يعاني منه المغاربة جميعا.
- فالوضعية المتردية في المغرب لا ينكرها احد بما في ذلك السلطات العليا، وهذه الوضعية لا تعالج بالمزايدات الكلامية على التنظيمات الحزبية القائمة، وخاصة التنظيمات الديموقراطية والتقدمية واليسـارية. والمزايدة اليمينة المتطرفة لا يمكن وصفها الا بالانتهازية المفضوحة وقد كان على السيدة نادية ياسين ومن باب الشجاعة التي تقتضيها المرحلة ان تعمل على :
1-تقديم الاعتذار الى الشعب المغربي عن استغراق تنظيمها لادلجة الدين الاسلامي التي ليست الا تحريفا للدين الاسلامي وان تعلن وأمام الملأ عن تخلي تنظيمها عن هكذا ادلجة للدين الاسلامي وعن قيام تنظيمها المؤدلج للدين بحل نفسه.
2-تاسيس تنظيم سياسي واضح على اساس ايديولجية واضحة لا علاقة لها بادلجة الدين الاسلامي، وبتصور تنظيمي ينسجم مع تلك الايديولوجية، وببرنامج سياسي واضح كما تعمل جميع الاحزاب السياسية القائمة وحينها لا نملك الا نحترم السيدة نادية ياسين.
3-الانخراط في النضال الديموقراطي الواسع ومن منطلق الاقتناع بالديموقراطية الحقيقية وبعيدا عن استغلال الدين باسم الديموقراطية حتى يبقى ما لله لله وما لقيصر لقيصر.
4- اعلان موقفها وموقف تنظيمها السياسي الذي يحترم عقيدة السياسيين ولا يستغلها من مختلف القضايا التي تشغل بال الشعب المغربي مثل قضية البطالة، قضية الديموقراطية، القضية الدستورية، القضية الوطنية، القضايا القومية والانسانية حتى تساهم في النقاش القائم حول هذه القضايا المطروحة.
5-ايجاد تحالفات من اجل العمل المشترك لتحقيق البرنامج المشترك الذي يهدف الى تحقيق الديموقراطية بمضمونها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
والسيدة نادية ياسين ومن منطلق تعودها على استغلال الدين الاسلامي ووصايتها على الدين الاسلامي فهل يمكن ان تقبل بالتحول الى حزب سياسي ديموقراطي؟ ان السيدة نادية ياسين بمزايدتها على الاحزاب السياسية الديموقراطية والتقدمية واليسارية ومن موقع يمينيتها المتطرفة وانتهازيتها الفجة انما تسعى الى التسريع باقامة دولتها الدينية الاكثر استبدادا والاكثر ظلامية حتى تشرع فيما تسميه بـ "تطليق الشريعة الاسلامية التي تحول الساحات المقابلة للمساجد الى اماكن للجلد والرجم وقطع الرؤوس والايدي والارجل وغير ذلك بما له علاقة بـ "الحدود" حتى يزداد الناس خضوعا وامثثالا وانضباطا وتجييشا وراء السيدة نادية ياسين ووراء دولتها "الدينية" التي تسميها بـ "الجمهورية" التي لا تعني في العمق الا قيام دولة السيدة نادية ياسين التي ستذيق المغاربة جميعا جحيم "تطبيق الشريعة الاسلامية" وستجعل المغاربة يعيشون خارج العصر فيحرمون من مختلف الحقوق باعتبراها بدعة من الكفار ومن الديموقراطية باعتبراها بدعة غربية وتفرض عليهم كافة الكوارث الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية على انها قدر من عند الله وليست ممارسة سياسية تنتجها دولة السيدة نادية ياسين وكل من خالف ما تمارسه دولة السيدة نادية ناسين فهو كافر وملحد يجب قطع راسه.
فهل تصير السيدة نادية ياسين رئيسة للدولة الدينية المتطرفة "دولة قطع الرقاب والارزاق ودولة انتاج الاستبداد وفرض التطرف على كل المغاربة"؟
ان السيدة نادية ياسين تعرف جيدا ان النضال الديموقراطي وحده الكفيل بتمكين الشعب المغربي من تقرير مصيره بنفسه، ولكنها الانتهازية التي دفعتها الى استغلال الدين، هي التي دفعتها الى قول ما قالت، وما يمكن ان تقول، وتعلم جيدا ان المغاربة في حاجة الى ان تقوم الاحزاب السياسية بالعمل على انضاج شروط قيام ديموقراطية حقيقية من الشعب والى الشعب وان ايمان الشعب المغربي بالدين الاسلامي حاصل واكيد وبدون وجود الحركات الدينية المتطرفة التي تقودها الشريحة البورجوازية الصغرى الرثة التي تعجز عن انتاج ايديولوجيتها الخاصة، فتلجأ الى أدلجة الدين الاسلامي لتصطاد المخالفين من المغاربة الى تنظيماتها الدينية المتطرفة التي تدعي انها تنشر الاسلام وكاننا في بداية ظهور الدين الاسلامي وكأن الوحي لازال ينزل، ونحن نحكم ان ذلك انتهى بنزول قول الله تعالى " اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" على رسول الله محمد بن عبد الله في حجة الوداع . فهل يعود التاريخ الى الوراء؟
ان التاريخ لا يرجع الى الوراء، وان التطور لا يتوقف ولا يتراجع الا بفعل العمليات الانتحارية ونشر الفكر الظلامي في نسيج المجتمع المغربي، وبالعمل على نمذجة المجتمع. والتاريخ يتقدم الى الامام والديموقراطية لابد آيتة، واستبداد مؤدلجي الدين الاسلامي لابد ان يتبخر امام حرص المغاربة الاوفياء على النضال من اجل الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية. وفي النضال الديموقراطي "فليتنافس المتنافسون".



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تتكرس المغالطة ضرب لندن ليس كوجها ضد الحكومة البريطان ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن تحلم الجماهير الشعبية ا ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن تحلم الجماهير الشعبية ا ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن تحلم الجماهيرالشعبية ال ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ...
- نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا ارهاب- الجزء الخامس- ...
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب ...
- الموضوع : هل هو انتقام من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي؟
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب ...
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب
- لا عدالة و لا تنمية في خطاب العدالة و التنمية
- هل يوجد في الإسلام أوصياء على دينه ...؟ !!!
- الكونفدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية وا ...
- أثر اهتمامات الشباب على الأفراد والجماعات
- الإرهاب ....... الأسباب ........ المظاهر .......... سبل التج ...
- الاحزاب السياسية و المنظمات الجماهيرية أي واقع ؟ .. واية آفا ...
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ...
- الإسلام / الماركسية علاقة الالتقاء و الاختلاف
- القول المصحوب بالفعل عمق الإيمان الإسلامي إلى حكيمة الشاوي ا ...


المزيد.....




- بيستوريوس: لا يجوز أن نكون في موقف المتفرج تجاه ما يحدث في س ...
- أردوغان يعلن -مصالحة تاريخية- بين الصومال وإثيوبيا
- الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين ...
- قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
- -CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه ...
- مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م ...
- العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
- موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
- قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
- رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - هل أخطأت نادية ياسين أن تصيب الهدف في خلق الحدث ؟