أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - غسان سالم - الاقليات مصير مجهول! انتهاكات مستمرة ضد الاقليات على هامش صراع الكبار














المزيد.....

الاقليات مصير مجهول! انتهاكات مستمرة ضد الاقليات على هامش صراع الكبار


غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 13:33
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


من خلال عملي كناشط مدني في منظمة تعنى بحقوق الانسان، شكلت مع زملائي في المنظمة غرفة عمليات لجمع المعلومات وتحليلها، ورصد الانتهاكات الحاصلة نتيجة تطور الاحداث المتسارعة بعد سقوط مدينة الموصل، التي يقطنها مليوني مواطن وبينهم العديد من الأقليات.
وكان همنا الاول كيفية تقديم مساعدات إغاثية للنازحين الذين تركوا المدينة خوفا على حياتهم، من قبل المتطرفين او من الاعمال العسكرية المحتملة من طرف الحكومة ، التي عادة ما تقوم بقصف عشوائي لا يميز المواطنين من المسلحين.
ومن خلال علاقاتنا الواسعة مع منظمات دولية ومحلية تعنى بحقوق الانسان وصحفيين من مؤسسات أجنبية ومحلية، تحول مكتبنا الى محطة دائمة لنشاطهم ومراسليهم كل يؤدي عمله من خلال التسهيلات التي نقدمها لهم.
وقد تشكل الانطباع من خلال الشهادات التي كانت تقدم أمامي او من خلال الاتصالات الهاتفية مع مواطنين من داخل مدينة الموصل بان الموصليين قدموا شهادات متضاربة حول الاحداث الاخيرة في مدينتهم، بعضهم كان يعبر عن مشاعر الارتياح لتطور الاحداث الاخيرة، وهذا الارتياح كي اكون دقيقا ليس بسبب سيطرة المتطرفين على مدينتهم لكن لخروج قوات الجيش التي اصبحت مع مرور الوقت كاهلا ثقيلا عليهم، لم استغرب من اجاباتهم فالوضع في العراق مشحون طائفيا. والدولة بمؤسساتها فقدت صفتها الجامعة لجميع العراقيين.
وفي زيارة لواحدة من المؤسسات الدولية والتي ترصد حالات الانتهاكات الواقعة اثناء حدوث الأزمات والصراعات (وكانت مندوبة المنظمة سيدة متمرسة في عملها، وعملت فترات طويلة في مناطق النزاعات، ومنها سوريا، وليبيا والصومال وغيرها من البلدان) تكرر سؤال دائم علينا وعلى من تلتقيهم (هل هناك مواطنون من الأقليات وخاصة الدينية ما يزالون يقطنون في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو داعش؟) وكان الجواب من اغلب مقدمي الشهادات نعم وخاصة من الأخوة المسيحيين! وبعد اكثر من زيارة وحديث قالت «لدي خبرة من خلال عملي بسياسات هذه المجموعات انهم بعد فترة وجيزة سيستهدفون الأقليات وسيكون هدفهم القضاء على وجودهم في المناطق التي يسيطرون عليها او التي يستطيعون الوصول اليها، وخاصة الأقليات الدينية او المسلمين المخالفين لهم في المذهب!) وتحقق بالفعل ماذكرته.
ان لهذه المجموعات المتطرفة تسلسل واضح في الممارسات تتكرر في كل منطقة يسيطرون عليها، ولا يمكن استبعاد ما يحدث او حدث في مدينة الموصل عن بقية المناطق التي سيطروا عليها في بلدان اخرى، ومن الغباء اختزال ما جرى بعد العاشر من حزيران بانه صراع سني شيعي على السلطة، ونحن (الأقليات بعيدون عنه) كما يحلو للبعض تصويره! نعم نحن لسنا جزءا من هذا الصراع، لكننا بالتأكيد سنكون احد ضحاياه، وهذا ما يحصل بالفعل.
وها هي اغلب المنظمات الدولية تؤكد ان الأقليات في خطر محدق، ووجودها في العراق مهدد وخاصة في محافظة نينوى، وهناك مطالبات جادة لوضع حلول ناجعة لحماية الأقليات في نينوى، نعم سيطرت قوات البيشمركة على اغلب مناطق الأقليات واستطاعوا توفير الأمن لهم خاصة في سهل نينوى الواقع شرقي مدينة الموصل ومناطق غرب دجلة من منطقة فيشخابور وحتى قضاء سنجار جنوبا باتجاه قضاء بعاج المسيطر عليه من قبل مسلحي (دولة الخلافة!) لكن يتخلل هذا الانتشار مناطق رخوة عسكريا يتم استهدافها بين الحين والآخر وخاصة لقرى الشبك المحاذية لمدينة الموصل، او في سنجار حيث يتكرر القصف بالهاونات للمجمعات السكنية المجاورة لمناطق سيطرة داعش، كما ان حالات الخطف مستمرة في تلك المناطق وخاصة المحاذية للحدود السورية او في الجنوب من القضاء.
ان ما يحصل للأقليات يهدد وجودهم على ارضهم التاريخية في محافظة نينوى، وهذا الوضع يدفعهم الى الهجرة خارج العراق، حيث تزداد الرغبة عندهم للبحث عن ملاذ امن في بلدان الغربة، مما سيؤدي حتما الى خلو العراق من سكانه الاصليين، ان بقى هنالك بلد اسمه (عراق).
نعم هناك رغبة واسعة عند اغلب أبناء الأقليات (اؤكد ليس جميعهم) بالانضمام الى اقليم كردستان او دولته المنشودة، لكن من يضمن ان هذا الانضمام سيكون هادئا ولن يتخلله صراع جديد يلوح في الأفق بين بغداد واربيل، وخاصة ان اغلب مناطقهم محاذية لمنطقة الصراع القادم المحتمل، من يضمن انه سيبقى صراعا سياسيا ولن يكون للبارود الصوت الاعلى فيه؟
من المؤكد ان الاقليات تتعرض الى انتهاكات مستمرة على هامش الصراع الدموي في العراق، صراع الكبار الذي انعكس بشكل كبير على هذه المجتمعات الصغيرة، هذا الصراع يقودهم نحو مصير مجهول بعد سنين طويلة من التهميش والمضايقات.

* المنسق العام لرابطة التاخي والتضامن الايزيدية



#غسان_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين وزارتنا..؟
- خوف اكبر في الذكرى الخامسة لكارثة سنجار
- في نينوى الجليد يذوب
- ارتفاع -سوق التنجيم- في بداية كل عام..!
- قراءة غير مهتمة بادعاءات الاطراف في قضية الهاشمي
- ميلاد بلا أجراس
- طلبة شنكال مصرون على التفوق
- ثمة هاجس بالريبة والخوف في بلدتي..!
- كل شيء
- أوقفوا تصدير (شهادات لا قيمة لها..!!)
- قراءة في كتاب (الحرب والتغيير في السياسة العالمية)
- نأمل أن لا تكون (ثمار زينة)
- قراءة في كتاب (بؤس الديمقراطية - اشكاليات)
- الصورة ولعنة الإبداع.. بين إشكالية اللحظة والموقف الإنساني
- (العالم مسطح) دعوة لدخول القرن الواحد والعشرين
- اذهب وصوت
- قراءة في كتاب(التوتاليتارية)
- مرشحون (زينة!!)
- قراءة في كتاب (الأكراد وبناء الأمة)*
- لماذا السرية؟


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - غسان سالم - الاقليات مصير مجهول! انتهاكات مستمرة ضد الاقليات على هامش صراع الكبار