أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإنسان والإسلام والدولة ح1














المزيد.....

الإنسان والإسلام والدولة ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 01:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإنسان والإسلام والدولة

في الرواية الدينية أن الله دعا الإنسان أن يقيم دولة باسمه هذه الدولة يحكمها الدين وأن رأس الهرم فيها وكيل الله في الأرض وأن الدستور الذي يبكون هو نصوص الدين المنزلة ,جوهر الدولة تمثل الصورة الأجمل التي أرتضاها الله للإنسان ,وتستمر الرواية فتقول أن من لا يريد أن يتمتع بحكم الله أما أن يواجه القتل أو يرحل حيث تنتهي سلطة الدولة ,والرواية تتواصل في سرد الحلم الرباني كما تنقله ,كلما كبرت هذه الدولة كلما فرح الله هناك على عرشه المنصوب في عالم لا حدود له ولابد من نهاية ينتهي لها الإنسان عندما تطبق الأرض بجناحيها على حكم الله ليعيش العالم لذة الأنتصار النهائي على نفسه هذه هي الرواية الرسمية .
الرواية الرسمية الحالمة ترسم حلما ما ولكنها لا تترجم حلم الله في أن يرى الأرض وقد عمرها التعارف والتحبب والسلام وأستعمرها الإنسان بالإصلاح الذي يحي ما فيها من سر مكنون ,التناقض بين الرسم الخيالي والترجمة العملية هو نفس الفارق بين اليقين والوهم ,بين الحقيقة والخيال ذلك أن رسم الحلم يعتمد على تخيل الرسام وأمتلاكه أدواته العملية , أما الترجمة فتعني بسط الحلم واقعا ماديا مجسدا له أبعاد وله حضور دون أن يكون مجرد رسم خالي من الروح والحياة .
الرواية التي ساقها الإسلام الرسمي الإسلام الذي يستعير أدواته وتجاربه من الأخر المختلف والموافق دون أن يجرأ أن يستنبط روحية ما عنده إسلام هزيل فارغ من القدرة على التماثل مع المصدرية الأساسية وغير مستجيب لها , فهو أسم مجرد من إسلاميته الحقة التي ما تركت شيء إلا وأودعت به أو له مقدمات الحل إن لم تطرح الحل كاملا مستعينة بالعقل بصمة الله في الإنسان ,الإسلام الرسمي الذي يتعكز وبكسل عقلي على الظاهر والسطحي من الأفكار دون أن يسعى جاهدا للبحث بين الأفكار عن تكامل للصورة وعمق وجودي يصل بين نتائج الإرادة وبين علات الحكم الأساسية ,ليخرج للعالم بشكل مشوه بفضح عن قصورية في الطرح وقصورية في الحل .
من خلال قراءة متأنية ومجردة ومحايدة في النص القرآني الكامل والمتكامل مع بعضه من الربط بين هذا النص وبين الممارسة العملية للرسول محمد صل الله عليه وأله وسلم كتجربة عملية لم نتلمس توجه حقيقي يقود إلى فكرة مميزة دينيا عن الدولة التي وردت في الرواية الرسمية , وحتى النظام الإداري الذي أنشأه النبي لم يكن دولة بالمعنى المعاصر للدولة التي تتطلب أركان خمسه الشعب الواحد والأرض المحددة(الإقليم) والنظام السياسي المستند على فلسفة محددة ودستور منبثق عن عقد أجتماعي سلطة باسطة للدستور ومحتكمة له .
النقاط الأربعة وحتى أنتقال الرسول ص إلى الرفيق الأعلى لم تتبلور وإنما كانت في طريق التكوين الكيفي وليس هناك وحدة حقيقية بين مكونات هذه المجموعة الأجتماعية التي تميزت بتعدد في الأصول منها ما هو أصلي ومنها ما هو وافد ومنها ما هو متنقل داخل وخارج المجموعة , لم يكن هناك هوية مميز لهم سوى أن البعض منهم كان يحمل هوية الإسلام وهي هوية أيضا لم تتبلور بالشكل الكامل كمعنى أو كوجود ,هذا ينطبق أيضا على مسألة الإقليم وهو الأخر لم يتشكل بالوجه المحدد وإنما كان هناك تواجد متداخل للسلطة على بعضه بين سلطة المدينة وسلطة القبيلة وأحيانا لسلطة الأحلاف .
حتى الدستور الذي تصور السياسيون المسلمون أن القرآن الكريم يمثل لهم دستورا كاملا بالحقيقة هذا الزعم متهافت لسببين الأول أن من شروط الدستور أن يكون من ضمن عملية العقد الأجتماعي ومن أساسياته وبالتالي يشترط أن يكون كاملا وبينا ومحددا في حال إبرام العقد الأجتماعي في حين أن الدولة التي يزعم البعض أن الرسول ص أسسها كان فيها القرآن يأت مرتلا ومتدرجا ومجزأ حسب الوقائع على مدى عشرين عاما وبالتالي لم يكن هناك دستور بالمعنى الحقيقي , والنقطة الثانية أن القرآن الكريم في واقعه ليس أكثر من مبادئ كلية عامة وأحيانا تفصيلية حسب ما يطرحه وفق رؤية دينية ولم يحمل في طياته حقوق محددة وألتزامات محددة وضوابط التعامل بين الدولة والمواطن التي يتضمنها أي دستور حقيقي .
هذا الأمر ليس أنتقاصا من القرآن ولا من الفكر الأجتماعي الذي جاء به ولكن المشكلة في التخصيص والتنصيص والتفسير الذي يرافق أي دستور في حالة التنازع بين مواده وبين القواعد القانونية الأخرى , نجد في مجتمع الرسول أن الهرم الرئاسي المتمثل به هو المشرع والحاكم والمفسر والمنفذ وأيضا هو الرقيب على سلطة القانون , هذه الحالة لا تتوافق مع منهج وشكل دولة ولا مع توجهات قيام الدولة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان والإسلام والدولة ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح1
- قرعان أم عبد _ قصة قصيرة
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح2
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح2
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح3
- أبتلاء الرب ح2
- أبتلاء الرب ح1
- البحث عن الطوطم ح1
- البحث عن الطوطم ح2
- تزييف الفكرة
- تشريع الوهم ووهم التشريع
- وهم الدولة الإسلامية ج2
- وهم الدولة الإسلامية ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج2
- الدين والدولة والإنسان ح1


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإنسان والإسلام والدولة ح1