أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - بدعة التسابيح وموضة التسبيح














المزيد.....

بدعة التسابيح وموضة التسبيح


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 22:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدعة التسابيح وموضة التسبيح .
لا شك في أن التسبيح بذكر الله والاستغفار له ، والصلاة والسلام على رسوله الكريم ، هو نوع من أنواع العبادة ، وربما هو أسماها على الإطلاق ، لما فيه من وقوف أمام عرش الرحمان الرحيم لمناجاته بوصف جماله ومجده سبحانه ، وسجود القلب أمام بهائه وجلاله ، واعتراف الفم بروعته وكماله تعالى ، والهتاف لشخصه العظيم بالمديح والتمجيد ، والتي لاشك أن الإكثار منها -تشبهاً بالملائكة المقدسين المسبحين له وبالعشي وَالإِبْكَارِ - هو من أعظم أسباب طمأنة القلوب وراحتها وزوال وحشتها وحيرتها ، وسكون الأرواح إلى خالقها والأنس به سبحانه وتعالى ، مصداقا لقوله البليغ : أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ، وقوله : "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ " ‏غافر ، وقوله سبحانه : " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً " نوح ..
وليس للتسبيح كغذاء لنمو للروح ، وموسيقى للقلوب المسبية بالحب الإلهى ، مدى محدودا ، ولا للصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم حدودا معينة ، بل المشروع أن الإكثار منها الزيادة فيها تطمئن القلوب الحيرى وتهدء الخواطر الموسوسة..
لكن آفة الغلو في الدين التي ابتليت بها الكثير من الجماعات المتطرفة في الأمم العربية والاسلامية ، والتي كانت هي سبب تقهقرها وهلاكها ، والتي جاءت الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية محذرة مما يترتب عنها من أضرار بالغة ، كما في قوله تعالى : (قل يا أهل لكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل) ، حولت التسبيح بذكر الله والإستغفار له ، - لدى متأسلمي المجتمع العربي عامة والمغربي على الخصوص ، وبالضبط بزوغ الربيع العربي – إلى موضة للظهور ، وبدعة للتباهي ، يُتهافت على ممارستها في غير أوقاتها وخارج أماكنتها و مناسباتها ، تشبها منهم بملات شيعية ايران والعراق ولبنان ومتديني الأتراك ، الذين يدمنون على استعمال التسابيح بصفة ملفتة ، حيث اتفق لي مرارا -وكذا لغيري - أنني شاهدت مناظر عديدة لمسؤولين متأسلمين ، والسبحات متدليات من أيدهم ، وأناملهم تحرك حباتها ، خلال اجتماعات المؤسسات الحكومية الرسمية أو في لقاءات المنظمات الحزبية والنقابية ، وأثناء مناظرات والنوادي الثقافية ، والرياضية ، لكن عقولهم منشغلة بملاهي الحياة وأفواههم منهمكة في هموم السياسة والاقتصاد ، وكل ما يصيب المرء من تعب وملل وانهيار يسير به نحو الآفاق المعتمة ، تظاهرا بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين ، مشاهد فاضحة في الكثير من تفاصيلها ، رغم ما فيها من المستخفة بالعقول ، واالمستهترة بالدين ، والمستهزءة بالمتعبدين الصالحين واهانة المتصوفة الصادقين ، تطالعنا بها وسائل الإعلام ، وذلك سعيا وراء النجومية والترويج لنمط مذهبي عقائدي يوحي للعامة ويوهمهم "أنهم ملتزمون" أكثر من غيرهم ، وهم يعلمون علم اليقين أن التسبيح بذكر الله بتوصيفه السالف الذكر ، لا يستقيم الا في الأماكن التي يكون فيها المسبح مطمئنا باله ، خاشعا قلبه بتسابيح الله وتلاوة اذكاره وتدبره ملكوته ، كما كان يفعل السلف الصالح في ممارسة التسبيح الحق الذي يدفع للتفكير في عظمة الله سبحانه ، وما تتلطبه من تركيز وحظور الوجدان ، وبعد عن الخوض في كل ما يشغل البال ، ويثني عن ذكره سبحانه ويخرج الذكر عن المشروع ..
ولايسعني في الختام إلا أن أذكر كل الذين يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين ، بمقولة جبران خليل جبران البليغة : "أيها المراؤون توقفوا عن الدفاع عن الله بقتل الانسان ، ودافعوا عن الانسان كي يتمكن من التعرف الى الله"
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا في مثل هذا فليتنافس المتنافسون .
- لماذا تأهلت لنهائيات كأس العالم الدول التي ترأسها النساء فقط ...
- هل بعث الله لمصر من يصلح لها أمر دينها ودنياها
- سلامة الإنسان في سلامة بيئته .
- وبضدها تتميز الأشياء !!
- الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء !
- على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخ ...
- هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟
- المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس ينظم حفلا بيئيا بجنان ...
- هل هي عنصرية صرفة أم هي مجرد ذوق عام ، أو ثقافة اجتماعيّة تق ...
- برتوكولات المواكب الحكومية
- تهنئة مصر بانتصارها
- إعدادية بنكيران ماض ٍعريق وحاضر كئيب !
- الجدودية ثرية بالمعاني.
- المراة عندهم ، والمرأة عندنا !!
- الصحراء المغربية ودور الجمعيات المدنية
- شعوب لا تقرأ !!!
- ظاهرة نكران الجميل !!
- بلاد تستوطنك ، كما يستوطن العطر أكمام الزهور !
- أيهم أكثر نضالية ، عمالهم أم عمالنا ؟؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - بدعة التسابيح وموضة التسبيح