سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1278 - 2005 / 8 / 6 - 09:44
المحور:
حقوق الانسان
وصلنا إلى هناك، إلى مدينة الزبداني، شرطة السير أكثر من المعتاد، سألنا احدهم عن عنوان، وفاجأنا بالسؤال إلى أين انتم ذاهبون؟ وبدقة، لعند مين رايحيين. في وقتها لم نستوعب السؤال بشكل واضح، وأجبناه : لنا صديق هنا. دخلنا في الشارع، وفوجئنا مرة أخرى بأعداد كبيرة من رجال الشرطة، قالوا لنا إن هناك حادث والطريق مقطوع.، وعليكم أن تعودوا أدراجكم، كنا حوالي الثلاثين شخصا، قادمين من دمشق، قلنا لهم حسنا، سنضع السيارات، وتتابع السير على الأقدام.
. سألني الشرطي عن اسمي قلت له: الدكتور الياس حلياني، وأنا قادم لزيارة الدكتور كمال لبواني، ولأول مرة أرى شرطي يخرج القلم ويسجل اسمي، ضحكت واستمريت في المسير حتى وصلت إلى باب البيت، هناك كانت دورية من الأمن السياسي، فرع الريف، واعرف ذلك لأنني سألتهم. استمريت في السير ، لحق بي احد أفراد الدورية،قائلا: ممنوع أكثر من ذلك، وللحقيقة ، كان لطيفا مهذبا، في كلامه معي. اتصلت بالدكتور كمال، وقلت له: أنا على الباب يا كمال، ولا أستطيع الدخول، إذا أمكنك انزل حتى نراك، ولكنه قال: أنا لا أستطيع النزول لأنني انتظر الناس، قلت: كيف تنتظرهم وأنت مطوق، ورفض النزول من المنزل بحجة أن هناك من ينتظرهم، قفلنا راجعين إلى دمشق.
الحكومة السورية وأغنية فيروز تعى ولا تجي:
نريد أن نفهم ماذا تريد الحكومة السورية؟ هل تريد أحزاب ليبرالية علمانية ديمقراطية، تنبذ العنف، وتدعوا إلى التسامح والحوار واللاطائفية؟
أم تريد عصابات الإخوان المسلمين، ترتع وتمرح، كل المساجد على حسابها.كل الفضائيات على حسابها. كل الرقاب مباحة لها.العنف، والدم، والقتل، والبغض، واكره، وتكفير الآخر .
الاجتماع القادم للتجمع الليبرالي العلماني الديمقراطي، لن يكون بالتأكيد داخل الأراضي السورية، بل خارجها، سنختار بقعة، بعيدة عن أعين الأمن ونتجه إليها. قبرص أو مالطا، أو جيبوتي.
لماذا تم منع الاجتماع؟ مع العلم انه منذ أسبوع جرى اجتماع مشابه، ولم تقم السلطة بمنعه.ولن نتهم احد من الذين لم يحضروا بالعمالة، لأن الموعد كان معروفا مسبقا من قبل عدد كبير من الأفراد.
هل كانت درجة التحدي أعلى من اللازم؟
هل اعتبرت السلطة أن الاجتماع هو تحدي لها، ضاربة عرض الحائط، بمصالحها المستقبلية مع هذه النوعية من الأحزاب العلمانية، وباحثة عن نصر قريب؟
نصر على شعبها، نصر على مواطنيها، نصر على ما تبقى من أفراد قلائل يحافظون على توازنهم الفكري اللاعنفي واللاطائفي ، والغيورين من اجل الوطن والوطن فقط.
كم رثيت لهم، أولئك الذين كانوا معتقلين على باب المنزل، كان لسانهم يقول: ابتعدوا، بينما قلبهم ونظراتهم، كانت تقول: ليتكم تدخلوا، ليتكم تُصلحوا الوطن، ليتكم تُنقذونا نحن أيضا.
.مشيت عائدا وأنا احلم بوطن لا يُعتقل عاشقوه في منازلهم، ولا يُعتقل أمنه على أبواب المنازل.
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟