أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح1














المزيد.....

حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 16:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حقيقة الدين
الدين هذه الكلمة التي تختصر أوسع علاقات وأقدمها وأمتنها وأصدقها بين السماء والأرض لكنها مع قدمها وتعمقها الوجودي في حياة الإنسان وتشعبها وتنوعها بقت مفردة شبه مفتقدة للمعنى الكلي الجوهري الذي لا يختلف عليه اثنان , ليس لأنها تحتمل تعدد المفاهيم أو تعدد الأوجه التي يمكن بها أن نقرأ حقيقة الدين ولكن لما عانته من تأثيرات سيئة على الإنسان من جهة وتأثيرات غاية في السذاجة والتسليم من قبل آخرين ,هنا أصبح من غير المتيقن لدى الكل نتيجة التجربة أن هناك جامع للمعاني يحتوي هذه اللفظة وهذا المفهوم .
الدين بشكل عام ببساطة هو مجموعة القيم والأحكام والمرادات التي تفصح عن تصور الرب عن شكل الحياة ومنهجها المرسوم على قاعدة الأحسن والأكمل تطبيقا لمفهوم التعارف والأستعمار والخلافة البشرية في الأرض. أو بمفهوم أكثر بساطة هو كيف نستجيب للرب في تنفيذ أشاءته الخاصة لتحسين واقع الإنسان نحو الأفضلية ,طبعا هذا التعريف يمكن حصره في مفهوم الدين السماوي أما لو قرأنا الدين ككل وكمفهوم مجرد هو تصوير لواقع العلاقة بين الإنسان والقوة المتحكمة بغيابها بكافة حيثياتها وما تفرضه من نمط يجسد نيل رضاها .
إذن نحن أمام صور مختلفة لتصورنا عن الدين لكن الجامع المشترك بينها يتعلق بالنقاط التالية :.
• هناك طرفان في المعادلة أمر ومأمور سماء وأرض , مسطر ومستجيب .
• هناك علاقة تفاعلية نتيجة للنقطة أعلاه يترجمها الإنسان بالتدين .
• افتراض جاد أن هناك فعل ورد فعل من الطرفين طاعة مقابل فوز وعصيان مقابل خسارة .
• الإنسان هو من يعطي حدود لفعل المسطر توسعا وتضيقا بناء على ما يتناسب مع ما يفهم من الدين .
هذه النقاط الأربعة هي التي ترسم ماهية الدين ومنها تتفرع كل العناوين والتفاصيل من علاقات تبادلية مع السماء أو مع الأرض مع الكل ومع الفرد وبالتالي إذا أردنا أن نفهم أي أصرة من أواصر العلاقات الدينية علينا أن نرجع فيها إلى النقاط أعلاه ومنها مثلا علاقة الدين بالدولة التي هي في الأول والأخر علاقة تنظيمية اجتماعية محكومة بالإلزام والالتزام المتبادل , طبعا نحن نتكلم عن الدولة الحديثة وليست الدولة القديمة التي كان فيها الحاكم على رأس الهرم مالك غير مسئول .
حتى نفهم كيف يمكن للدين أن يكون عنصر فاعل في الحياة العامة ومنها إدارة الدولة والسياسة الإدارية لها لا بد أن نراجع ماهية الدين في كيفية فعل هذا , الدين من خلال النقاط الأربع هو علاقة مباشرة متصلة من السماء إلى الأرض ولكن من خلال وسيط قابل بالقوة أن يفهم هذه الإرادة ويترجمها ,هذا الوسيط لا بد أن يكون على قدر من الوعي بمراد السماء ليس فقط واعيا وقادرا لا وممكن له أن يتطور مع الفهم , أي أن الوسيط وهنا العقل وحده من خلال مصادر التعقل عليه أن يترجم ما تلقى من السماء وما تعلم أن يحول الدين إلى صفوف من المفاهيم أو مصفوفة مفاهيم مقسمة ومتدرجة ومحددة لكل حالة على حده .
العقل الوسيط مجال الدين ومرتعه ومحل الخطاب ومنه ينزل للواقع العملي والعلمي ولا يمكن أن نتصور أن الدين سواء أكان أرضيا أم سماويا قادرا على بسط إرادته مباشرة على الواقع ما لم يكن هناك ترجمة له ترجمة عقلية واعية والدليل ألدليل أن فاقد الوعي والشعور والتعقل لا يمكن أن يكون من له أهلية التعامل الديني إلا بمقدار ما يعني منه ,العقل وحده هو الذي يتعامل مع الدين كمصدر له في فهم كل ما يجري بين الإنسان والإنسان وبينه وبين المجموع من غير أن يعود إلى الرب في كل مرة لأن الدين كمجموع قد تكاملت خطوطه في الواقع .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح2
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح3
- أبتلاء الرب ح2
- أبتلاء الرب ح1
- البحث عن الطوطم ح1
- البحث عن الطوطم ح2
- تزييف الفكرة
- تشريع الوهم ووهم التشريع
- وهم الدولة الإسلامية ج2
- وهم الدولة الإسلامية ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج2
- الدين والدولة والإنسان ح1
- الدين والدولة والإنسان ح2
- الجريمة التاريخية ج1
- الجريمة التاريخية ج2
- حروفك أمنا مريم
- لأطفال الله الذين يغتسلون بمطر من نار
- المدنية خيار الإنسان والسماء


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح1