فراس الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 15:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يشهد ابناء عراقنا الجريح, حالة من التوهان, نتيجة اصطدامه بالواقع المرير, الذي ما انفك يلاحقه حتى في احلامه..
لقد عانى العراقيون خلال الفترة الماضية الجور السياسي..
ربما ان الامر في اقليم كردستان اخف منه في باقي المحافظات العراقية, ولكنه لا يخلوا من شوائب الماضي ومطامع المستقبل التي تؤرق الناس, وتضعهم في حالة من الشد العصبي, لا يحمد عقباه.
جميع العراقيين اليوم يتطلعون لبناء الدولة العصرية العادلة, التي تأخذ بأيدهم وتخلصهم, من معاناة السنين وتركت الماضي الاليم..
ولكن هناك عقدة مستبدة لم نستطيع تجاوزها برغم عظيم الكبوات التي سقطنا فيها سابقا, تتمثل في تفرق رائينا, واختلاف ساستنا ..
فقد افرز التنوع الديمغرافي في ظل التجربة الديمقراطية الجديدة, ومن منطلق الخلاص من النظم الشمولية الاستبدادية, والتحيز نحو القومية والطائفة, فسيفساء سياسية عراقية جديدة متمثلة بكتل مجلس النواب واعضائها..
التي وضعت فيها الجماهير امالها في عملية انتشالها من الازمة والتحديات نحو تحقيق المستقبل الزاهر والعيش الرغيد ..
ان هذه الكتل الوطنية بما تمثلكه من تخويل شعبي, اليوم هي صاحبة اليد الطولة في القرار السياسي, وهي لذلك مدعوة لتعمل جاهدة لتقديم ما من شانه اصلاح العملية السياسية, وجعلها تسير بشكل مضطرد وحثيث نحو النجاح..
ولعل بعد اجتماع مجلس النواب واختيار رئيسا له من المكون السني, واختياره رئيسا للجمهورية من المكون الكردي, اصبح لزاما على المكون الشيعي متمثلا بالتحالف الوطني ان يلملم اوراقه, ويختار بأسرع وقت رئيسا للوزراء, يحظى بالمقبولية, ويحاول ان يتجاوز اخطاء الماضي..
فحاجتنا اليوم للدماء الجديدة في ظل التوافقات الوطنية كبيرة, ومن شانها ان تعيد الثقة بالقوى السياسية..
فالتحالف الوطني وتصديه بعده الكتلة الاكبر لمنصب رئاسة الوزراء, على عاتقه ان يفعل اواصر المحبة بين اطياف الشعب العراقي, وان يزرع بينه الروح الوطنية بعيدا عن التعصب لا ان يكرس الميل الطائفي ..
فرئيس الوزراء هو حجر الزاوية ومحور العملية السياسية, وانطلاقا من ذلك, تكمن اهمية تقديم التنازلات لفك العقدة وتحديد من يصلح على قيادة السفينة ومواجهة الامواج العالية التي يمكن ان تتحول بالتشنج والاستبداد بالرأي الى تسونامي يهدد العراق والمنطقة, اكثر مما هي مهددة الان.
#فراس_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟