أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف طانطو - تخلف العرب ، نابع من طريقة تفكيرهم العاطفية















المزيد.....

تخلف العرب ، نابع من طريقة تفكيرهم العاطفية


أشرف طانطو

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 14:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تخلف العرب ، نابع من طريقة تفكيرهم العاطفية :


ما أثار سخريتي هذه الأيام على مواقع التواصل الإجتماعي أثناء المواجهة الحمساوية الإسرائيلية، خبر تبرع الأرجنتيني ميسي لاعب برشلونة لإسرائيل بما قيمته مليون دولار تنفيذا لوعد قطعه على نفسه أمام الإسرائيليين، بعد زيارته الأخيرة للأراضي المحتلة رفقة فريقه الكطلوني ، في حالة نأهله لنهائي كأس العالم البرازيل ...

هو خبر كان مصدره أحد المواقع الجزائرية ، المغمورة ، الناطقة بالفرنسية إسمه Le Compétiteur نقلا عن صحيفة "وات سوبيك" whatsupic الأمريكية، هذا الموقع الجزائري نشر الخبر من وحي الخيال بعيدا عن الصحة ، إذ لم يذكر الجهة التي تبرع لها ميسي مكتفياً بمسمى عام و هو " اسرائيل " و من المعروف أنّ من يتبرع فهو يبعث المال لجهة خيرية أو رياضية و لا يبعثها لدولة معروف عنها الثراء نظير قوتها الإقتصادية و المنح التي تحصل عليها من الولايات المتحدة بدعم كبير و توجيه من اللوبي الصهيوني ذو النفوذ الواسع هناك .

وما أثبت كذب هذا الموقع Le Compétiteur ، والذي للأسف أصبح يتاجر بالقضية الفلسطينية و يحاول لفت الإنتباه له وجني الأموال بأخبار تتعلق بالنجوم الكبار الأكثر عشقاً من الجماهير العربية ، هو كريستيانو رونالدو أو بالأحرى صورة لرونالدو كان نشرها اللاعب على حسابه الخاص بالفيسبوك و هو يضع قناعاً مصنوعا من مادة النيوبرين أسود اللون ، وهو عبارة عن منتج لمؤسسة يابانية تحمل إسم MTG مختصة في مواد الصحة و التجميل .
و قام كريستيانو بإعلان تسويقي لهذه الشركة في إطار مشروعها " العناية بصحة و جمال الرياضيين " خلال تواجده في طوكيو .

حيث قام الموقع الجزائري بنشر هذه الصورة لرونالدو وعنونها معلقا : " رونالدو يتنكر كمستوطن اسرائيلي ليمر عبر الحدود إلى غزة ، إحترام " .

المشكلة أو ما أحزنني كثيرا في هذا الخبر هو الطريقة ، الساذجة ، التي تعامل بها عدد كبير من العرب ومنهم المغاربة في نشر هذه المعلومة بلهفة كبيرة ، تنم عن ذاتية كبيرة في معالجة الأمور بعيدا عن الموضوعية والعقلانية. إذ كيلت العديد من الشتائم والسب لميسي وإتهامه بالعمالة والخيانة وغيرها من العبارات القدحية.

ويمكن أن نفسر إنتشار هذه المعلومة، المزيفة ، التي إنتشرت كالنار في الهشيم على صفحات الفايسبوك العربية بشيئين مهمين أو ثلاثة :

1) المواطن العربي ، إنسان لا زال يتعاطى مع الأمور من زاوية دينية تقابلية : حلال حرام مسلم كافر عربي يهودي...، إلى حد التطرف، وكل ردود أفعاله عاطفية إنفعالية بعيدة عن رجاحة العقل والموضوعية. إذ بدأ يسب شخصا لا هو عربي ولا هو مسلم ، بمعنى ليست لديه نقط مشتركة مع القضية الأمة القضية الفلسطينية بإستثناء الجانب الإنساني وإختيار التعاطف من غيره.

2) والأهم ، أن عدد كبير من الأفراد العرب يفتقدون للأدوات التحليلية والنقدية التي تؤهلهم للتعامل مع الأخبار سواء المرئية أو السمعية أو المكتوبة بكثير من الإحترافية وبأسلوب منهجي يحلل الأمور من زاوية ثقافية وقانونية وعرفية ، بمعنى لو كان من نشر ، من الفايسبوكيين ، هذا الخبر الخاطئ يدرك بأن مبدأ وفلسفة تبرع النجوم والأغنياء هو إرسال الأموال للفقراء والمحتاجين عن طريق الجمعيات ذات الطابع الإنساني وأنه لا ترسل التبرعات للدول ككيانات ذاتية سياسية ، ضف لهذا أن إسرائيل دولة غنية جدا وقوية ولن ترضى بإستقبال المعونات من اللاعبين وغيرهم من الأشخاص الذاتيين على الأقل بشكل علني .


3) الإنتشار السريع لمثل هذه الأخبار ، يعزى أيضا لخلط الأمور أثناء مناقشتها، بغلبة أو طغيان الرؤية الدينية الرمزية على ما هو سياسي تحليلي موضوعي ، ناهيك عن غياب ثقافة وفكر متنور يقتنع ويؤمن بضرورية التفريق بين ما هو رياضي وما هو سياسي ، وإغفال أن الرياضة بعيدة كل البعد عن التحاملات العرقية والمنازعات الطائفية الدينية فهي فلسفة عالمية تروم التقارب بين شعوب المعمور وخلق سلام على الأقل يدوم لدقائق أثناء دوران المنافسات الرياضية والكروية بصفة خاصة.


صراحة أتمنى صادقا ، أن أستفيق يوما وأجد الوطن العربي سار كل مواطنيه أناس عقلانيون منطقيون لا يخضعون لأي بروباغندا دينية أو ديماغوجية عاطفية ، وحينها فقط سنسلك طريق ودرب التقدم والحداثة بمفهوما العقلاني الجوهري وليس بقشورها المتمثلة في اللباس والتقليد الأعمى للاخر الغرب.

فسبب تخلفنا هو إستمرار العقلية الشرقية ، الجاثمة على عقولنا والمغيبة لأدوات النقد والتحليل الحداثي التقدمي.
عقلية رجعية إستغلها الغرب أو المخابرات الأمريكوصهونية جيدا ،لتدريب متأسلمين عرب إرهابيين من الدواعش وغيرهم للقيام بحرب بالوكالة تهدف تدمير الأوطان العربية وإستغلال ثرواتها ، عن طريق مشروع شرق أوسط جديد قوامه دويلات عربية مجزئة غارقة في حروب طائفية وقودها محلي ديني بين السنة والشيعة.


أخيرا وللمعلومة والتوضيح أكثر بخصوص عدم صحة تبرع ميسي لإسرائيل ، حري بالذكر أن الأرجنتيتي لاعب البارسا صرح البارحة مفندا ونافيا كل تلك الإشاعات والأكاذيب حيث قال بالحرف الواحد " لا أتبرع لإسرائيل فهي دولة غنية، أموالي فقط أقدمها للمستشفيات والمدارس والفقراء".

كما أن ميسي أعلن عن رفع قضية ضد الموقع أمام المحاكم، للحصول على تعويض من الأضرار التي تعرض لها بسبب تلك الشائعة التي قد تتسبب في شعبيته عالميا.
وأكد الموقع الجزائري على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "رفع المهاجم ليونيل ميسي بتوجيه من وكيل أعماله دعوى قضائية على موقع Le Competiteur، على خلفية نشرنا خبر تبرعه بمليون دولار لصالح اسرائيل. لن نتوقف ولن نوفر جهدًا في إيصال أخبارنا للقراء.

ملحوظة الهدف من مقالي هذا ، ليس دعما لميسي أو تطبيعا مع إسرائيل أبدا فأنا شخص قومي لدرجة كبيرة جدا ، بل نقدا للعقلية المتخلفة التي يتعامل بها المواطن العربي في مناحي الحياة والتي تعتبر السبب الحقيقي للأزمة العربية وما تعيشه هذه البلدان من تخلف وتقهقر على جمبع المستويات.
يا أمة إستغلت جهلها الأمم.



#أشرف_طانطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقلية‬-;- الشرقية، عقلية قاتلة، ومن الصعب أن ترى الأ ...
- الشعب يريد مشاريع إجتماعية ، فوفروا قففكم وصداقاتكم الرمضاني ...
- الإفطار جائز بالنسبة للاعبين المحترفين
- كأس العالم ، البرازيل ، بين الرهانات التنظيمية والإحتقانات ا ...
- العهدة الرابعة : العسكر، الديمقراطية والشعب الجزائري :
- دم المصريين برقابكم ايها الاخوان، فأحقنوه :


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف طانطو - تخلف العرب ، نابع من طريقة تفكيرهم العاطفية