أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإنسان الحاكم والمحكوم ح1














المزيد.....

الإنسان الحاكم والمحكوم ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 22:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


{إن الحكم إلا لله} شعار لا خلاف عليه بين من يؤمن بحكم الله وقدرته على ضبط نمطية ونسقية حياة الإنسان في دائرة الفعل ورد الفعل ولا أظن أن الذي لا يؤمن بالله عندما يرى أن هذا الضابط يعتمد قاعدة الأحسن ولأنفع والأخير قد لا يمانع أن يخضع طوعيا لحكم الله لأنه إذا كان يحتكم للعقل فهو متساوق مع هذه القواعد وإن كان يحتكم للفطرة والطبيعة فمنطق الفطرة والطبيعة ينحاز لها , إذن لا إشكال في تطبيق حكم الله .
لحد هذه النقطة لا جدال مبدئي فيه ولكن تثار أسباب الجدال في النقاط التالية :.
1. ما هو حكم الله وما هي حدوده في التدخل والفعل وهذا أول أسباب الخلاف ؟.
2. من يثبت أن حدود الله هي التي تعلن على الإنسان ويبشر بها وأنها فعلا من هذا المصدر وليس مجرد أفكار ورؤى شخصية ؟.
3. من له الحق أن يكون صاحب الصلاحية في النظارة والمراقبة في التطبيق وكيف يمكن مراقبة الناظر والمطبق ووفق أي معيارية يراد لها ان تسود ؟.
4. من هي الجهة المخولة في فض التنازع بين من يدع المراقبة والنظارة لو تعارضت التطبيقات وتباينت الحلول ؟.
هذه بعض أهم التساؤلات التي يطرحها العقل النقدي وهو يقرأ آية الحكم لله وقبل الدخول في الإجابات والتساؤلات لا بد من فهم معنى ودلالات الحكم في الآية الكريمة , الحكم هو التقرير الذي يريده الله على وجه الخوص مقابل قضية معينة , وهو ذات المعنى الأحتكامي الذي نمارسه في حياتنا اليومية ,القاضي يصدر حكما في قضية سواء أكانت نزاع بين حقوق أو فصل في نتيجة فعل ما , فهو يقرر حلا أو ينشيئ وضع جديد مستندا إلى قاعدة سابقة ملزم أن يحكم بموجبها وإلا عد حكمه تعديا وباطلا.
الله تعالى في الدين أنزل مجموعة من التقريرات تتضمن فصل في المنازعات وإنشاء وقائع جديدة كلها يمكن جمعها تحت عنوان حكم الله تميزا لها عن النصائح والإرشادات التي تسمى فقها أوامر إرشادية إختيارية في التعاطي معها وكلها تدور في القضايا الأخلاقية وفي دائرة المباح الممدوح المحمود عليه , لكن هناك مجموعة قضايا تدور بين الإلزام السلبي بها والإيجابي وهي دائرة الحلال والحرام ومن الطبيعي أن تكون لهذه الأحكام مصدرية سابقة للتشريع أي لها أساس وجودي قبل أن تكون شرعا حكميا أو حكما شرعيا يراد له الإلزام .
السؤال المثار هنا من أين يستقي الرب هذه القاعدة التي يحتكم إليها في أنشاء الحكم وهل هذه القاعدة ملزمة في حالة وجودها أم أختيارية بالنسبة له , قد يكون السؤال فيه تعدي على الذات الإلهية حسب منطوق الديني وفهمه للموضوع ولكن عند العودة للنصوص التي هي حديث وقول وكلام وتقرير الله نجد الجواب مبسوطا في الكثير منها وببلاغة لا تقبل أي تأويل مخالف ,منها مثلا كتب ربكم على نفسه الرحمة , هذه الكتابة واحدة من القواعد التي يحتكم إليها قبل إصدار الأحكام للناس , إنما يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر قاعدة أخرى .
إذن الله تعالى في رسمه للأحكام يستند إلى مجموعة كبيرة من القواعد التي سنها قبل أن يسن الدين وبالتالي هذه القواعد واجبة الحضور عند دراسة ومحاولة الاقتراب من فهمن الرب من مراد الحكم , في دراسة القانون الوضعي هناك مدرسة علمية تدرس روح القانون وتستخرج المبادئ الكلية التي تم بموجبها بناء المنظومة القانونية لأن التعرف على روح القانون يكشف سير واتجاهات إرادة المشرع وما يريد أن يصل له .
إذن التدخل الرباني في فرض الأحكام ينبع من مصدرية حقيقية سابقة وكاملة وتامة تتجه نحو التوافق مع الغائية من الخلق الذي يتوهم الكثير أنها العبادة (ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ولو كانت الغائية هي العبادة بحد ذاتها لبطل خلق من لا يعبد لأن أبطال العلة إبطال للمعلول أيضا , ولكن جعل الله العبادة وسيلة لبلوغ العلة الأكبر وهي الرحمة ( وما خلقهم إلا ليرحمهم ) , التدخل إذا يصب في تحصيل العلة وتنفيذها واقعا , فمن رحمه الله فقد فاز فوزا مبينا ,التدخل في انهاية هو لمصلحة تحصيل الإنسان للفوز بالمفهوم الرباني الذي هو السعادة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح3
- أبتلاء الرب ح2
- أبتلاء الرب ح1
- البحث عن الطوطم ح1
- البحث عن الطوطم ح2
- تزييف الفكرة
- تشريع الوهم ووهم التشريع
- وهم الدولة الإسلامية ج2
- وهم الدولة الإسلامية ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج2
- الدين والدولة والإنسان ح1
- الدين والدولة والإنسان ح2
- الجريمة التاريخية ج1
- الجريمة التاريخية ج2
- حروفك أمنا مريم
- لأطفال الله الذين يغتسلون بمطر من نار
- المدنية خيار الإنسان والسماء
- بشر وأي بشر ؟.
- اللا وعي ومفهوم اللا شعور


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإنسان الحاكم والمحكوم ح1