أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - أحمد خيري مشاري - ختان الأطفال.. مخاطرة لا مبرر لها..!!















المزيد.....

ختان الأطفال.. مخاطرة لا مبرر لها..!!


أحمد خيري مشاري

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 16:35
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


تعتبر عملية ختان الذكور من أقدم العمليات الجراحية وأوسعها إنتشاراً في العالم، وتعود بدايات إجراء الختان إلى ما قبل الميلاد مع أدلة على إجراء هذه العملية لدى الشعوب الساميّة والفراعنة، حيث يعود أقدم دليلٍ على إجراء الختان إلى عام 2300 قبل الميلاد لدى الحضارة الفرعونية، حيث كان يمارس لعدة أسبابٍ دينية، وعرقية، وبهدف النظافة الشخصية في أزمنة لم يكن فيها أيّ وجودٍ لوسائل النظافة الشخصية أو الجنسية كالمياه والصابون ووسائل التعقيم الأخرى.
موضوع ختان الذكور ليس قطعيّاً كما يعتقد البعض، بل هناك الكثير من الجدل الذي يدور حوله وحول إن كان فعلاً يجب أن يتّخذ في كلّ الحالات كخيارٍ سليم ومنطقي وغير مشكوكٍ بصحته.
إن الختان عملية مؤلمة تجرِّد مليون طفل سنوياً من نسيج سليم وفعال وظيفياً، بينما يجب أن يتم إنفاق نقود الرعاية الصحية هذه على الخدمات الطبية الضرورية الأخرى.
هذه تسعة أسباب توضح لماذا ربما يجدر إعادة النظر بإجراء ختان الأطفال:
أولاً: لأنه لا يوجد أي سبب طبي لإجراء الختان بشكل روتيني للأطفال الذكور:
لا توجد أي مؤسسة طبية في أنحاء العالم تنصح بإجراء الختان روتينياً لحديثي الولادة، كما إن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال خلال سنواتها الخمس والسبعين لم تنصح أبداً بإجراء ختان الأطفال .
ثانياً: لأن القلفة نسيج سليم وظيفياً وليست عيباً ولادياً:
إن القلفة هي جزء طبيعي، حساس وفعال وظيفياً من الجسم. في الأطفال الذكور، ترتبط القلفة الى رأس القضيب (الصماخ)، لتحميه من البول، البراز والتهيج، كما تبقي الملوثات بعيدة عن مدخل المجرى البولي، إن للقلفة كذلك دور مهم للوصول للنشوة الجنسية، تبعاً لنهاياتها العصبية المتخصصة المثيرة للنشوة الجنسية ووظائفها الطبيعية المزلقة .
ثالثاً: لأن طفلك لم يوافق على أن يتم ختانه:
إن الختان يغير الأعضاء التناسلية للطفل الذكر بشكل دائم، وذلك بإزالة نسيج صحي، يقوم بدور الحماية وفعال وظيفياً من القضيب وتعريض الطفل الى ألم ومخاطر طبية لا ضرورة لها دون فائدة طبية.
رابعاً: لأن إزالة جزء من قضيب الطفل هو أمر مؤلم، خطير ومؤذي:
كلنا نعلم أن الأطفال حساسون للألم، العديد من عمليات الختان تجرى دون تخدير، وحتى عند تطبيق إجراءات تخفيف الألم، فإن الألم لا ينقص لذلك يوصف الختان بأنه يسبب تأثيرات بعيدة الأمد على السلوك العصبي، هذه التغيرات تحفز نوعين متمايزين من السلوك يتسم بزيادة القلق عند الطفل، تغيير حساسية الألم عنده، إضطرابات الشدة، إضطرابات نقص الإنتباه وفرط النشاط ما يؤدي الى ضعف المهارات الإجتماعية ونماذج من سلوك التدمير الذاتي, وهنا يجب منع التجارب السلبية المبكرة والمعالجة الفعالة للألم عند حديثي الولادة .
أظهرت بعض الدراسات أن إرتباط الرض الذي يتعرض له الذكر أثناء عملية الختان مع زيادة استخدام الأدوية المقوية جنسياً الخاصة بعدم القدرة على الانتصاب وسرعة القذف.
خامساً: لأنّ هناك قائمة طويلة من المضاعفات المحتملة للعملية:
كأي عملية جراحية، هناك العديد من المضاعفات للختان، تتضمن الإلتهاب، النزف غير الطبيعي والذي قد يكون قاتلاً في المرضى ذوي إضطرابات التخثر، إزالة الكثير من الجلد، تنخر الحشفة، قطع الحشفة والذي يتطلب تداخلاً جراحياً فورياً، كيسات جلدية، التصاقات القضيب، القضيب المدفون، ناسور إحليلي جلدي، إلتهاب الصماخ (فتحة القضيب)، تضيق الصماخ، خسارة كامل أو جزء من الصماخ البولي (فتحة السبيل البولي في القضيب)، مشاكل بولية والكثير الكثير وقد تصل الى الموت!
جميع تلك المضاعفات حدثت وتحدث بنسبٍ معينة لدى إجراء عمليات الختان، وجميع عمليات الختان تؤدي الى خسارة القلفة ووظائفها، وتترك ندبة على القضيب وتنقص من حساسيته .
سادساً: تقول الإحصائيات أن العالم يتجه نحو ختانٍ أقل للمواليد:
إن معدل الختان في الولايات المتحدة الآن أقل من 40% (وأقل من ذلك في بعض المناطق من البلاد)، بعد أن كانت 81% في العام 1981، أكثر من 60% من الأطفال الذكور في الولايات المتحدة يتركون المشفى دون أن يتم ختانهم، والمزيد من الآباء يدركون أن الختان غير ضروري بل خاطئ .
أغلب الدول المتقدمة طبياً لا تجُري الختان على الأطفال الذكور، حيث إن الناس في أوروبا، آسيا وأميركا اللاتينية غالباً يفزعون لدى سماع أن مشافي وأطباء أميركا يزيلون جزءاً من قضيب الطفل الذكر بعيد ولادته .75% تقريباً من الرجال في العالم لم يخضعوا للختان و يبقون سليمين خلال حياتهم.
سابعاً: هناك بدائل بسيطة ومتوفرة تقدّم نفس الوقاية التي قد يقدمها الختان:
وهذه البدائل هي: العناية بالنظافة الشخصية، وإستعمال الواقي الذكري عند الجماع!
فالقضيب الطبيعي والسليم لا يحتاج الى عناية خاصة، لا يتعدى الأمر غسله بعناية خلال الاستحمام .
ثامناً: يجب إعادة التفكير بالأهمية الوقائية التي يقدمها الختان:
عبر السنين، تم إثبات أن الإدعاء بأن الختان يمنع أمراضاً عديدة هو مبالغ به، أغلب الرجال في الولايات المتحدة تم إجراء الختان لهم، لكن معدلات الأمراض المنقولة جنسياً هي مماثلة أو أكثر منها في الدول حيث الختان أمر نادر، إن نسبة الختان في أميركا كانت بحدود 80% في السبعينات والثمانينات، بينما كانت أقل من 10% في أوروبا، لكن النتيجة كانت إنتشار فيروس الإيدز بنسبة 0.6% في أميركا لتحل بالمرتبة 64 على مستوى العالم، بينما كانت النسبة أقل من ذلك في دول أوروبا لتحل هذه الدول في المرتبة 75 وما بعد !
علينا ألا ننسى أن الواقي الذكري أكثر فعالية بنسبة 95% في منع انتقال فيروس الأيدز، كما أنه أقل كلفة وبلا آثارٍ ومضاعفات جانبية.
أما لو أردنا مناقشة أمر خفض الإصابة بسرطان القضيب، فيكفي أن نذكر أن نسبة إنتشار سرطان القضيب هي تقارب 1 لكل 100,000 رجل! وهي بالتأكيد نسبة لا تتطلب إجراء هذا العمل الجراحي الراض والمؤلم للطفل لخفضها.
تاسعاً: لأن الأطفال يجب أن تتم حمايتهم من التعديل الدائم على أجسادهم دون موافقتهم وذلك باسم الثقافة، الدين، المنفعة أو تفضيلات الأبوين:
تحت مبادئ أخلاقيات العلوم الحيوية المقبولة، يمكن للوالدين الموافقة على جراحة بالنيابة عن الطفل فقط إن كان ذلك ضرورياً لحماية حياة الطفل أو صحته، والختان الروتيني لا يندرج تحت هذا البند لأنه بدل أن يعالج الأمراض فإنه يعرّض الطفل إلى المزيد منها بحجة وقايته مما يمكن الوقاية منه بطرقٍ أخرى، ويتم ذلك عن طريق إزالة عضو سليم من الجسد إزالة غير قابلةٍ للعكس.
وأخيراً أن ما يجدر ذكره أنّنا ننصح بشدّة –في حال إختار الأبوان إجراء الختان لطفلهما- ألا يجرى إلا تحت إشرافٍ وتعقيمٍ طبيّ مناسب، فكما سبق ذكره أنّ المضاعفات المحتملة العديدة تجعل من الختان عملية جراحية خطيرة ولا يجب التعامل معها بإستخفاف أو الإعتماد على (المطهر) أو أيّ شخصٍ غير مؤهل طبياً، والمغامرة بتعرض طفلكم لأحد هذه المضاعفات التي كثيرٌ منها له آثار مدمرة تمنع الطفل من الحصول على حياةٍ طبيعية وتسبب آثاراً نفسية سلبية كما ان كثيراً منها غير قابلة للعكس.



#أحمد_خيري_مشاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - أحمد خيري مشاري - ختان الأطفال.. مخاطرة لا مبرر لها..!!