أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الأضحية بين الإسلام والمسيحية














المزيد.....

الأضحية بين الإسلام والمسيحية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 09:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في رواية أو في قصة الزير سالم,الذي انتقم لمقتل أخيه(كُليب) لم يكن الزير سالم ليقبل أي شخص عادي ليقتله سدادا للثأر من قاتل أخيه, كان يريد رجلا بمستوى أخيه كليب ,كان يعتبر كليبا ملكا ولم يجد رجلا مثله ليأخذه بدم أخيه, ولم يقبل برجلٍ أو اثنين أو ألف أو ألفين أو حتى بمليون رجل من قبيلة(بكر وائل) أو(تغلب) كلها,لأن جميعهم كان يراهم بمستوى أقل من اخيه كليب, حتى الآن نفهم من هذا الكلام أن الفادي أو المخلص يجب أن يكون مستواه رفيعا بمستوى الإنسان الذي يُفدى أو يُضحى له أو من أجله, والله خلق هذا الإنسان وكرّمه ورفع من قيمته, وحتى يفتديه الله كان لا بد لله من أن يجد إنسانا بمستوى هذا الإنسان, وأخيرا وجد يسوع حسب الديانة المسيحية, حتى الآن الكلامُ واضحا, وفي الديانة الإبراهيمية كانت قصة الفداء عبارة عن كبش وهي قصة مختلفة, فحسب مفهوم الديانة المسيحية الكبش حيوان أقل رتبة من الإنسان ولا يجوز أن يكفر هذا الحيوان الذي أولا لا ذنب له وثانيا ليس بمستوى الإنسان,نعم, هذا الحيوان لا يكفر عن خطيئة أبينا آدم, ولنقل عنه خروف أو جمل أو أي شيء آخر مما يفدى به الناس هذه الأيام أنفسهم كتقدمة يقدمونها بين يدي الله, ففي الديانة الإسلامية وهذا هو الشائع, أن الكبش أو الجمل أو الخروف يكفر عن خطيئة المسلم كتقدمة يقدمونها بين يدي الله, وهذا يحصل كل سنة في عيد الأضحى وهو العيد الكبير,ولكن في الديانة المسيحية هنالك نظرة فلسفية أبعد مما نتصور ولكنها قريبة إلى الأذهان لو فكرنا فيها بشكل مبسط وواضح, من هنا تنبع نظرة المسيحية لقصة الفداء على الصليب, فالله الذي أراد أن يخلص الإنسان ويُكفر عنه خطيئة أبيه آدم لم يكن ليقبل بكبش أو بذبح بقرة أو جمل, فهذه في الديانة المسيحية أمة حيوانية أخرى ليس لها أي علاقة بقصة فداء الإنسان والتضحية من أجله, على خلاف النظرة الإسلامية لقصة الفداء, فمثلا في الديانة المسيحية أنا مخطئ ومسيء ومذنب وأريد أن أُضحي من أجل أن أُكفر عن خطيئتي,في الديانة المسيحية الله اختار فاديا ومخلصا وخلّصَ الإنسان من هذه المهمة الصعبة والعسيرة, لأن الإنسان لو عاش طوال عمره وهو يذبح في كل يوم خروفا فلن يستطيع أن يكفر أو يفدي الإنسان, والمسيح بدمه المراق على الصليب اختصر الموضوع جملة وتفصيلا وأنهى هذه المشكلة وتخلص الإنسان من عقدة الذنب, هنا تدخل الله مباشرة وخلص الإنسان من خلال قصة صلب المسيح ونزيف دمه, فالله اختار أبنه لكي يفدي الإنسان به, اختار للفداء مستوى رفيع, إنها تعيدنا إلى قصة الزير سالم وأخذه بالثأر من قتلة أخيه, وعلى فكره لا أحد يعلم بأن قبيلة تغلب كانت معظمها وليس أن الزير سالم (المُهلهِلْ) كان متأثر بالثقافة المسيحية, والله اختار من يذبحه من أجل الفداء, الله الذي تجلى في جسد المسيح اختاره الله لكي يكفر عن خطيئة الإنسان بدل أن يذبح الإنسان كل عام خروف أو جمل ليكفر عن خطيئته, حتى الآن المسألة واضحة وضوح الشمس.

ولكن ما نريد أن نفهمه, هو أن الحيوان بريء من خطيئة الإنسان ولا يكفر عن ذنب الإنسان, فالإنسان مخلوق آخر والحيوان مخلوق آخر.. يا ترى ما هو ذنب الحيوان حتى أذبحه ليكفر عني خطيئتي ويفديني!!, هل للبقرة في عيد الأضحى لها علاقة بذنوبي؟أو الكبش؟ أو الجمل؟ فما ذنب هذا الحيوان البريء سواء أكان خروفا أو ناقة أو جملا أو كبشا أو عنزة أو سخلة أو تيس أو جدي أو بقرة!!!, هذا الحيوان ليس له علاقة بي أنا كإنسان, ومن المستحيل بحسب مفهوم فلسفة الفداء والخلاص في الديانة المسيحية, نعم, من المستحيل أن يقبل الإنسان أو أن يقبل الله به, كان هذا ساري المفعول حتى ظهر المسيح, كان مقبولا منذ إبراهيم الخليل إلى أن ظهر المسيح وتغيرت المعادلة بالكامل, فأراد الله أن يكفر عن الإنسان من خلال ابنه, وأبنه هنا لا يعني أن الله تزوج وأنجب, أبنه ها هنا هو الروح التي حلت في جسد عيسى بن مريم, الذي سماه الله: يسوع,المسيح,عمنوائيل,أي الله معنا,باختصار شديد,المسيحي لا يضحي بالحيوان من أجل ذنوبه لأن الله ضحى من أجله.....إلخ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الشيطان انتصرت على طبيعة الإنسان
- أنا حزين
- التوحيد في الديانة المسيحية
- الرد الأصيل على بطلان تزوير الإنجيل
- تعال يا يسوع
- رئاسة الاسرة
- الدكتور خالد الكلالدة رجل كبير في بلد صغير
- الاستعمار الغربي أفضل من الاستقلال الشرقي2
- أيها الفخاري الأعظم
- إلى روح المرحوم:أيميل حداد,رسول السلام.
- القس إيميل حداد في ذمة الله
- أماكن تواجد داعش
- شكل الصراع الجديد في بلاد الشام
- رؤيتي للمشهد السياسي بين الأردن وداعش
- الإنجيل هو أول وآخر كتاب يقدس الحياة الزوجية
- غني بالمسيح
- عباس محمود العقاد,من قمة رأسه إلى أخمص قدميه
- الإيمان والعمل
- الإنجيل
- نحن نتأثر بالآخر والآخر غير متأثر فينا


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الأضحية بين الإسلام والمسيحية