أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - شاكر الناصري - حرب الإعلام وإعلام الحرب!














المزيد.....


حرب الإعلام وإعلام الحرب!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 00:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


يشتكي قسم كبير من العراقيين من تغطية وسائل الاعلام العربية والغربية – صحف وقنوات فضائية ومواقع انترنيت... الخ، ويتهمونها بالتظليل والتعتيم وتضخيم الحقائق والمعطيات التي تفرزها احداث العراق، وأن تغطيتها لما يحدث بعيدة عن الحياد والمهنية التي تتطلبها مهمة الصحافة والاعلام عموماً، وانها تقف مع الارهابيين ومعظم الجماعات المسلحة التي تهدد وحدة العراق وتمكنت خلال الأيام الماضية من اجتياح مساحات واسعة من الاراضي العراقية، وتروج لمزاعمهم حول "الثورة" التي اطلقوها بعد اجتياح الموصل! وإنَّ هذه القنوات تعمل بنفس طائفي صريح ولا تتوقف عن اتهام الجيش العراقي بأنه جيش المالكي! والحكومة بأنها حكومة شيعية خالصة همشت أهل السنة!

المتتبع للقنوات الفضائية العربية ووسائل الإعلام الاخرى سيجد انها تخوض حربأ إعلامية على درجة كبيرة من الخطورة، وتمكنت في مفاصل معينة من تحقيق ما تعجز آلة الحرب والقوى المتحاربة على الأرض من تحقيقه، وإنَّ شكوى العراقيين من عدم حيادية هذه القنوات هي شكوى واقعية وجدية، فكل ما تبثه هذه القنوات بخصوص العراق - وبحكم تبعيتها لدول معينة وتحولها الى أدوات للترويج لسياسات هذه الدول- يثير زوابع الانقسام الطائفي ويشدد من وتيرة الكراهية المتصاعدة ويثبط العزائم ويصور الجماعات الارهابية وكأنها جماعات فاتحة ومحررة وتمتلك مشروعاً مقبولاً، إنسانياُ وسياسياً في العراق، رغم كل ما ترتكبه من مجازر قتل وإعدامات جماعية وتدمير للبنية الثقافية والحضارية وتشريد العراقيين من ديارهم، وكذلك إثارتها الشكوك حول ما يصدر عن السلطة العراقية من اخبار وبيانات تتعلق بحربها ضد الإرهاب وتكذيبها.

ولكن هل يمتلك العراق قوة رد أو ردع إعلامية قادرة على مواجهة الزخم الاعلامي العربي والغربي الذي يحظى بقدرة الإنتشار والوصول مدعوما بقوة التحليل وبراعة تقديم الخبر والتواجد في مكان الحدث والإستعانة بلغة الصورة والكامرة لما لهما من تأثير، نفسي ومعنوي، شديد الوطأة على المشاهد والمتلقي الذي يتحرق من اجل معرفة حقيقة ما يحدث في جبهات الحرب المتسعة ولا يجد أمامه سوى بدائل إعلامية ضحلة ولا ترتقي الى مستوى الحدث؟

قطعا، إن العراق لا يمتلك هذه القدرة، إنّ كان من ناحية الامكانيات أو من ناحية كفاءة الأداء الإعلامي في وقت الحرب. ولعل الاسباب كثيرة ومعروفة، وان ما حدث في العراق خلال السنوات الماضية من صراعات سياسية بين مراكز القوى والتحشيد والتجييش الطائفي والقومي ترك اثره الواضح على مسارات العمل الإعلامي ووسائله وانقسامها وفقا لدرجة الولاء والتمويل، فاصبحنا امام عدد لا يحصى من الصحف ومواقع الانترنيت والقنوات الفضائية ومحطات الإذاعة، وان الاستقلالية الإعلامية التي تزعمها بعض الوسائل الإعلامية تثير الشكوك في مصداقيتها ومهنيتها.

كشفت الأيام الماضية عن ضعف كبير في الأداء الإعلامي الحكومي وتدني وبدائية مستوى وسائل الإعلام الرسمي أو تلك الداعمة له، ولم يتمكن من خوض الحرب الإعلامية ومواجهة الإعلام الآخر. لقد أستغرقت وسائل الإعلام الحكومية وقتاً طويلاً لاستيعاب ما حدث وامتصاص صدمته، ولكن ردة فعلها كانت مرتبكة ولا تتناسب مع خطورة الوقائع التي تحدث على الأرض. التجييش وحشد الهمم وإشاعة أجواء العسكرة كانت ردات الفعل الأولى التي شاهدناها عبر وسائل الاعلام الحكومية أو تلك التي ترتبط باحزاب السلطة المنضوية تحت أطار التحالف الوطني، فارتدى الجميع الملابس العسكرية وحمل العديد من الاعلاميين اسلحتهم اثناء تقديم برامجهم عبر تلك القنوات! وإن معظم هذه القنوات لا تتوقف عن بث الأخبار الكاذبة حول الإنتصارات الموهومة التي تدعي انها تحققت في مناطق الحرب – تحرير تكريت والوقوف على حدود الموصول وتلعفر على سبيل المثال.

اصبح المُشاهد والمُتلقي العراقي مرغماً على استذكار ممارسات الجهاز الاعلامي الضخم للنظام السابق، إنّ كان عبر بث الاغاني الحماسية أو مهرجانات الشعر الشعبي والعمودي التي تمجد الموت والتضحية او من خلال استضافة من يسمون انفسهم بالخبراء والمحللين السياسيين والعسكريين الذين يكررون ما تبثه السلطة عبر بيانتها او الدفاع عنها من منطلقات طائفية وحزبية.

ولعلنا لا نأتي بجديد اذا ما قلنا إنَّ الإعلام هو أداة من ادوات الحرب المعاصرة التي يتم استخدامها بقوة وفاعلية بالاستفادة من مجمل التطورات المتسارعة والمذهلة التي يشهدها قطاعات الإتصالات والمعلومات في العالم وتأثيرها المتزايد على الرأي العام وخلق أوضاع جديدة، ولذلك فإنَّ الإعلام الذي يشتكي العراقيون منه خاض حربه منطلقاً من مصالح وأهداف وستراتيجيات محددة وتحول الى أداة فاعلة في الحرب المتواصلة في العراق، في حين اصبح الإعلام الرسمي في العراق، إعلام حرب مهمته التجييش والعسكرة وشد الهمم والفرق بين هذا وذاك شاسع وكبير.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: من داعش الى دولة الخلافة!!!!
- انهيار الدولة الشبحية!
- لاشيء سيحدث خارج أسوار القُشلة!
- الأحزاب في العراق: بين الدكتاتورية والرفض الشعبي
- لننقذ أرواح أبنائنا الجنود، لنوقف نزيف الدم
- التغيير السياسي في العراق: حقيقة أم وهم
- 8 شباط 1963 يوم أسود في تاريخ العراق
- أزمة الأنبار: مفترق طرق
- الدولة والعشيرة في العراق*
- عن العطل والتعليم والمدارس الخاصة في العراق
- نحن واليابان: آمالنا وآمالهم
- أمريكا وإيران: مَن يروّض مَن؟
- تبريرك بائس يا دولة الرئيس!
- لماذا تخشى حكومة المالكي تظاهرات الغد؟
- السلطات العراقية تستلب حق التظاهر
- إن أردنا ان نكون: لا شيء خارج النقد والمراجعة
- بيان وزارة الداخلية : لننتظر أيام المحنة القادمة
- المالكي ذَب البراءة
- الرسالة التي تبعثها تظاهرات الناصرية
- صرخة ضد حكم الأحزاب الإسلامية في العراق


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - شاكر الناصري - حرب الإعلام وإعلام الحرب!