أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - البحث عن الطوطم ح1














المزيد.....

البحث عن الطوطم ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 22:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البحث عن الطوطم

مشكلة الإنسان مع الرب لا تبدو في طريقها للحل ولا أظن أن في الأفق من يستطيع أن يقنع الناس أن ما يتصورونه في المخيلة البشرية عن ربهم مجرد إنعكاس عن صورية شكل العلاقة الحياتية بينهم وبين حكامهم أو آبائهم أسلافهم لا أكثر ,الرب الذي يعبدونه أو ينكرونه لا يمت لكل عقليات البشر بأي صورة لا إيجابية غارقة في الضبابية ولا سلبية سطحية مثلية يمكن تشبيهها بأي شي , إنه الحقيقة التي لا مطلق قبلها ولا بعدها ولا فوفها مطلق , فمن الأعقل لنا أن ندعه هو يتكلم عن نفسه وكفى وأن لا ندخل من ما يخصنا في ما يخصه ولا خلط ما يخصه فيما يخصنا كي نسلم في النهاية من توهم أننا نفهم الله أكثر مما هو الواقع وهم كبير .
من هذا كلما غرق الإنسان في تخيلاته عن صورة الرب وأقترب أكثر في بحثه الدءوب عن ما لا يلزم شط عن فهم ما يريد الله منه وما لا يريد , لأن هذا القرب القريب يوحي له أنه أصبح القريب والقريب أولى بفهم ما يوجب وبالتالي يعطي لنفسه الحق أن يكون ناطقا مباشرا بين الله والناس وتتحول أمنياته الدفينة ورؤيته المكتنزة في ذهنياته الشعورية هي الهدف الذي يحب ان يكون ,هنا جسد من حيث لا يعلم شخصية الله بشخصيته .
وهم التوحد مع الله والإنابة والوكالة والتمثيل لم تقتصر على فترة محددة بزمانها ولا تتجسد في مكان دون مكان لذا أطلقنا عليها إشكالية الإنسان مع الرب ,قديما عندما لم يكن الدين إلا علاقة أفتراضية مبتدعة تصورية بشريه خالية من روحية الوحي ,نشط رجال المعبد في تمثيل الله بغياب نص سماوي مكتوب وموثوق في النقل وواضح وفكر ناضج يفضح هذه العلاقة مع سطوة شرسة لرجال الدين محاطة بهالة من القداسة الذاتية المفتعلة تحولت فيما بعد هذه الشخصيات إلى رموز ربانية طوطمية لا تنتهي من ممارسة سطوتها حتى بعد رحيلها الأبدي.
لم تنتهي إشكالية الإنسان مع الرب عند الطوطمية برغم أن مفاعيل هذه الإنابة والتوحد بسيطة لأنها محدودة في حالية غير قادرة على التوسع مكانيا وزمانا لأنها في الأصل تتعلق بذوات والذوات جزء من خصيصة شعب أو مكان , هنا كان دور الطوطميات محدود في صياغة رؤية أعمق وأوسع وأكبر في حدود تأثيرات ما تركت على سيرورة الفكر عند الإنسان وبالذات الفكر الديني , وأمكن للإنسان مع تطور ونضج فكرة الرب مع نزول الرسالات وتطور التأويل وتعدد مصادر المعرفة الحسية والتجربة .
لم تنقطع محاولات الإنسان تلبس ثوب الله حتى مع الرسالات المدونة والمكتوبة والتي رافقها وجود بشري حقيقي يبين ويفسر ويتأول ما يريد الله وفق ضوابط الرسالة وتعدى الأمر عند بعض الرسالات أن تحول الأنبياء والرسل إلى ملوك وقادة للهرم الأجتماعي في مسعى من الرب لقطع وقمع ظاهرة التمثيل ,خابت النتيجة وعاد الإنسان يبحث بين طوطميات العقل عن صور للرب .
مع الرسالات ومع النصوص وبإشراف من الرسل أو نوابهم كان الذي يجب أن تنقطع أي محاولة لخرق الصورة الرسالية أو تعديلها ولربما وضع صورة بديلة , من المحتمل أن الإنسان المهووس بالتجسيد والتمثيل لا يجد مبرر عقلي عند الغير أن يطرح فكرته خارج الإطار المتعارف والمتداول أما خشية أو عجز , هنا تفتق ذهنه لأمر أخر أتخذ منحى تعبريا خاليا من التجريد الموضوعي وهو الغوص في النص غوص متعدد الأبعاد مرة للبحث عن طريق قصير للرب ومرة لكيفية التصرف بالنص لمصبحة الفكرة الطوطمية التي يحملها نتيجة فطرته الأول المؤلفة من جزأين السماء الرب مقابل الأرض الإنسان .
لقد تعرضت النصوص في هذه المرحلة لخروق فكرية ومقياسية وبأساليب أكثرها يرجع للقراءة لتنشأ من هذه الحالة مجموعة صور وتصورات مدروسة وممنهجة ووفق نمطية في الأصل لم تغادر عقلية الإنسان الملتصق بذاته أكثر مما ملتصق بموضوع الدين كأنه مسحور بفكرة أنه جزء من عالم الرب وجزء من إرادته هذا الجزء له أحقية استثنائية أنه يمثل ما يريد الله بل جعل البعض أنه عين الله التي تقسم العالم بين مؤمن بها وبين غير مصدق ومن لم يصدق طبيعيا ان يكون خارج رضا الله الذي لم يصرح به بل صاغه المهووس بالتمثيلية والإنابة والحق الرباني .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الطوطم ح2
- تزييف الفكرة
- تشريع الوهم ووهم التشريع
- وهم الدولة الإسلامية ج2
- وهم الدولة الإسلامية ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج2
- الدين والدولة والإنسان ح1
- الدين والدولة والإنسان ح2
- الجريمة التاريخية ج1
- الجريمة التاريخية ج2
- حروفك أمنا مريم
- لأطفال الله الذين يغتسلون بمطر من نار
- المدنية خيار الإنسان والسماء
- بشر وأي بشر ؟.
- اللا وعي ومفهوم اللا شعور
- الطبيعة والإنسان الكوني
- الطبيعة والإنسان الكوني
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج3
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج2


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - البحث عن الطوطم ح1