|
لولا داعش لسقطت عروش
اسماعيل جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 09:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لولا داعش لسقطت عروش جاءت داعش منقذا مفاجىءً لسياسي البيت الاخضر وبيوت الجادرية والحارثية والقادسية وغيرها من البيوتات المقامة حولها المتاريس والثكنات العسكرية والحمايات وهي موزعة على مناطق واسعة محاطة بالكتل الكونكريتية العالية لتكون سدا منيعا اضافة الى انتشار الكاميرات واجهزة الاتصال المختلفة ، حسبهم تحميهم من الهجمات المسلحة المتوقعة " يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " الغاية من هذه المقدمة السربعة والمقتضبة ، هو تذكير ساستنا الذين يتصارعون على المغانم والصفقات والكراسي وكل واحد منهم تجده عنترة بن شداد يزأر في جلسات البرلمان الخاوية يريد كسب الكثير لأن الذي يملكه لايكفي سد نفقات حزبه وفضائياته وصحفه واذاعاته بالرغم من ان رواتب المنتسبين لجميع هذه الاحزاب السياسية الطائفية من خزينة الدولة التي تشكل عبئا ثقيلا اضافيا اضافة الى استحواذهم على البنايات والبيوت واللاراضي والساحات والبساتين التي تعود ملكيتها الى الدولة ، ناهيك عما تشكله هذه الاحزاب وميليشياتها من مخاطر جمة التي اسست الى نهج عدواني خطير على الدولة وعلى المواطن الذي يبحث دائما عن السلم والامان ، ولكن يبدو السلم الاهلي والامان مفقودان منذ أكثر من عقد ونيف لسيطرة احزاب طائفية لها اليد الطولى في بناء حكومة هشة فاقدة ابسط مقومات الحكومة ، ما عُقِدتْ جلسة البرلمان الا ومعها يولد الضجيج والصراخ الذي يسمعه سابع جار وحتى وصل الامر بهم الى العراك بالايدي وبالاحذية عدا السباب والشتائم والطعن واللعن والتنابز وهذا لايدل ابداً على ثقافة عالية ولا على انسجام وتوافق بين الكتل الكبيرة منها والصغيرة " لأن ما بني على باطل فهو باطل " والطائفية باطل ، الميليشيات باطل ، المحاصصة باطل ، هذا لي وذاك لك باطل ، انحسار الوزارة على طيف واحد من الموظفين باطل ، التهميش والاقصاء باطل ، الابتعاد عن ثقافة الحوار والشعور بالمواطنة باطل ، الديمقراطية والمدنية شعارات لايؤمن بها الساسة باطل ، عدم الاستماع لمطالب الغير باطل .وووو ، هذه الامثلة وغيرها ليست بعيدة عن الشارع العراقي الذي تحمَّل الكثير نتيجة صراعاتهم وراح مئات الالاف من الشهداء والمعوقين وخلف جيشا من الارامل واليتامى والعاطلين سواء نتيجة التفخيخات والاغتيالات والتصفيات الجسدية واخير وليس آخراً ظهور ما يسمى بتنظيم الدولة اللااسلامية في العراق والشام وقد سبقها تنظيم الزرقاوي والقاعدة وطلبان وكذلك الميليشيات السنية التي تنتمي الى تلك التنظيمات الارهابية حتى صارت حاضنة معروفة ليس بالسر بل بالعلن وعلى رؤوس الاشهاد ، هنا ومن خلال دوامة العنف اليومي الذي شكل مدا مضاداً ومناوئا وتيارا رافضا لجميع انواع الهيمنات السياسية الحاكمة والتي لم تنتج ما يصلح ذات البين ويقرب في وجهات النظر ، فكان الشعب العراقي بجميع اطيافه ينتظر ظهور مصلح أو منقذ يأخذ على عاتقه تغيير جميع هذه النماذج التي لاتحظى بمقبولية بالرغم من فوزهم بالانتخابات التي صرفت عليها المليارات من اجل شراء الاصوات ،وضرب العملية السياسية التي ولدت منذ لحظاتها الاولى مشلولة وصارت شبحا مخيفا وقنبلة موقوتة فهذا المنقذ أو المصلح لايأتي الا ومعه مجموعة تؤمن بما يأمر وتنفذ ما يريد من اجل الخلاص من هذه الدوامة القاتلة والمدمرة للعراقيين ولحضارتهم ومستقبلهم وتعيد اللحمة وتعيد بناء النسيج الاجتماعي بهدف يجمعهم هو العراق ووحدة اراضيه وابعاده عن الحرب الطائفية ومنزلقاتها الخطيرة ، فلولا مجيء داعش الموت والارهاب لكانت الأولى اقرب ولكن داعش وَحَدَ العراقيين وكانت هي المنقذ لسياسي العراق الفاشلين ولبرلمانييه الطامعين بالمناصب والجيوب وبالعقود وبفسادهم المالي والاداري وضعف القانون وتمسكهم بالسلطة لأخر رمق وكأن اميريكا حينما اسقطت صدام وحزبه الفاشي وجاءت بهؤلاء كأنما هم من حرر العراق فلهم الحق في حكم العراق على الطريقة السعودية او الملكية ... يجب ان ترعووا والا سيل الزبى سينال عروشكم وعرائشكم الضليلة ولاتنسوا الحبال التي طالت رقبة صدام حتما لها يوما ستنال رقابكم واياديكم الملطخة بدماء العراقيين ، فالموصل الحدباء وام الربيعين وصلاح الدين واجزاء من ديالى وكركوك التي اسحوذ عليها الاخوة الكرد الشركاء في العملية السياسية لن تغب عن تفكير العراقيين بعدما اختطفها الداعشيون بمؤامرة لم نعرف عنها اي شيء سوى انها " مؤامرة " ومن اشترك وشارك ومن له اليد والتخطيط والتنفيذ ؟ فقط نعرف خيانة القيادات المسؤولة ولكن الملابسات لم نقترب منها وهي ملفات سرية وغيرها لايعلمها الا الله وفي وزارة الداخلية والدفاع والمالكي وهي اسرار مخبأة تحت الارض وبحاويات محكمة لايستطيع احد الوصول اليها والعلم عند الله ماهو حجمها ومن هم المشتركون فيها ؟ وكم استلموا من الاموال ؟لك الله يا عراق ولنا الصبر على تحملنا اخطاء قادة العراق. اسماعيل جاسم
#اسماعيل_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مطابخ السياسيين تعمل بزيت اجساد العراقيين
-
البغدادية تلعب على اكثر من حبلين
-
مقتل محمد بديوي بين التسييس والتأسيس
-
الى أين نحن ذاهبون ؟
-
بين - المالكي والنجيفي - بلوى ابتلينا
-
الاحتفال ب 8 آذار يوم المرأة العالمي في العراق ربيع دائم
-
من العبد الذليل الى الله الى الباب العالي الموقر / دامت بركا
...
-
الابعاد السياسية والاخلاقية لمبادرة قناة البغدادية الفضائية
-
8 شباط الاسود 1963 ارهاب وفاشية دائمة
-
تراجيديا المنتقم بفضاء المثقف
-
لماذا لا تتضامنوا مع مع القوات الامنيةالعراقية؟
-
مهلاً
-
عام على تاسيس قاعة فؤاد التكرلي
-
قاعة فؤاد التكرلي رؤىً جمالية وشهادة صادقة
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|