أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صلاح بدرالدين - الجذور الثقافية لاضطهاد مسيحيي الموصل














المزيد.....

الجذور الثقافية لاضطهاد مسيحيي الموصل


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 08:56
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    




ماحصل لمسيحيي الموصل من وضعهم بالتهديد وقوة السلاح أمام أحد ثلاث اختيارات أحلاها في غاية المرارة ( الأسلمة - دفع الجزية - الرحيل ) ماهو الا فصل من محنة مسيحيي الشرق الإسلامي عموما فاذا كانت – داعش – أكثر وضوحا في الكشف عن مافي صدور الأصوليين من جماعات الإسلام السياسي واستنادا الى فهمهما وتفسيراتها الخاصة تجاه أتباع الديانات والعقائد الأخرى من غير المسلمين أو " أهل الذمة " بحسب ثقافتها الظلامية المتخلفة فان الجماعات الإسلامية السياسية الأخرى وفي بلدان ومناطق أخرى بالعالم الإسلامي تمارس الموقف ذاته من حيث المبدأ والمنهج ولكن بطرق أقل فجاجة وأكثر حذرا .
اتخذ اضطهاد المسيحيين كأصحاب ديانة بشكل عام أو منتمين بجزء كبير منهم الى أصول أثنية مختلفة عن قوميات المنطقة من عرب وكرد وترك وفرس في ظل حكم البعث بسوريا والعراق شكلا خاصا وفريدا فمن جهة كان لهم حرية العبادة وبناء الكنائس والنشاطات الخيرية والكشفية في اطار كونهم " مسيحيون عرب " مفروض عليهم الموالاة للنظام والتواصل مع مؤسسات الدولة عبر أعضاء ووجهاء ورجال دين بارزين منتظمين في صفوف الحزب الحاكم ومؤسسات الدولة كما كان مطلوبا منهم بحكم تجاورهم وتشاركهم العيش المشترك في الكثير من المناطق مع الكرد أن يكونوا جزء من مشاريع السلطات في مخططات التعريب والتبعيث ولايكونوا الى جانب الكرد المضطهدين المحرومين من الحقوق وتعرضوا الى الإبادة مثل المسيحيين كما تعرضت مناطقهم الى التغيير الديموغرافي وخطط التعريب في العصر الحديث بل في مواجهتهم ان أمكن على الصعيد السياسي وقد قامت أجهزة دولة البعث باثارة أحداث الماضي وخصوصا مجازر حكومات العثمانيين والطورانيين الأتراك ضد الأرمن على مرحلتين وكذلك السريان ( سيفو ) واتهام الكرد كقومية وشعب بتحمل المسؤولية وليس كحالات فردية بحتة عبر كتاب ومثقفين مسيحيين مغالين بهدف الاستعداء والانتقام بين المكون المسيحي وجيرانهم وشركائهم ومواطنيهم الكرد الذين لديهم أيضا مسيحيين يعيشون بين ظهرانيهم ويتكلمون لغتهم الى جانب لغتهم الأم ومن جهة أخرى كانت السياسة البعثية الرسمية ضد أية نزعة قومية مسالمة مشروعة في صفوف المسيحيين لأنهم – عرب – بحسب المنطق السائد خاصة اذا علمنا أن الغالبية الساحقة من مسيحيي العراق ( والبعض من مسيحيي سوريا ) تنتمي الى المكون الكلداني الذي يجهر بانتمائه القومي الخاص به مع نسبة آشورية قومية منتشرة ولو بأعداد أقل هذا بالإضافة الى نمو جنين الدعوة الى الأصول الآرامية القديمة التي تجمع كل المسيحيين ماعدا الأرمن ( كلدان – سريان – آشور ) وتلاقي اقبالا من لدن النخب الثقافية والسياسية .
الحملة – الداعشية – الأخيرة ضد المسيحيين بالموصل تحمل في طياتها الثقافية الصفة البعثو – إسلامية اذا علمنا أن الخليفة وأعوانه بمن فيهم الوالي المعين وغالبية القادة الميدانيين اما من أعضاء حزب البعث العراقي أو كانوا ضباطا بجيش المقبور صدام حسين وهم جميعا من أتباع نهج مؤسس ومنظر البعث المتأسلم لمصلحة السياسة – ميشيل عفلق – الذي انتهج طريق الجمع بين العروبة والإسلام ( اما بأسلمة العروبة أو قومنة الإسلام ) في معظم مؤلفاته وكتاباته وترك كتابا ومثقفين في المشرق والمغرب مازالوا سائرين على نهجه في هذا المجال وبينهم مثقفوا الاخوان المسلمين في سوريا والعراق والأردن وفلسطين تحديدا لذلك فان موقف – داعش – الفاحش من المسيحيين عموما وفي الموصل تحديدا ينطلق من آيديولوجية مركبة ( اسلاموية أصولية وقوموية متزمتة ) وهذا مايفسر تلك القسوة المفرطة في الموقف الذي يسري على الأقوام والديانات الأخرى من كرد وغيرهم اذا وجدت – داعش – الى ذلك سبيلا وكل الدلائل تشير أن كرد الموصل من مسلمين وأزيديين وشبك وكذلك الصابئة المندائية والمسلمين الشيعة سيلاقون نفس مصير المسيحيين وقد أثرت مسألة البعثو – إسلامية وخطورتها في مقالة قبل نحو شهر كما لامس أحد الكتاب السوريين المعروف بافتقاره الى الجرأة الأدبية في توضيح الأمور الموضوع مجزءا قبل أيام علما أن القضية تحتاج الى نقاش عميق وتحليل موضوعي في غاية الوضوح والشفافية .
كما أرى أن تصدي القوى الأمنية في إقليم كردستان للهجمة الداعشية وقيام قوات البيشمه ركة بحماية المسيحيين واستقبال حكومة الإقليم للنازحين المسيحيين وتوفير الأمن والأمان لهم ليس واجبا وظيفيا إنسانيا فحسب بل أعمق من ذلك بكثير ينم عن التراث السياسي والثقافي التاريخي لأهل كردستان وحركتهم الوطنية الديموقراطية العلمانية في قضايا فهم التعددية وقبول الآخر القومي والديني والتعايش السلمي والعيش المشترك خاصة وأن مشروع دستور الإقليم يعتبر شعب كردستان من ( الكرد والتركمان و- الآراميين الكلدان والسريان والآشور – والأرمن والعرب ) ويمنح الجميع الحقوق القومية والثقافية المتساوية وحق الشراكة في السلطة عبر البرلمان والحكومة والإدارة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استخلاصات على طريق معالجة الأزمة
- ونحن في حيرة من أمركم ياأصحاب – الائتلاف -
- على الكرد النأي بالنفس عن الفتنة السنية – الشيعية
- في مئوية اتفاقية سايكس – بيكو
- لايعيد التاريخ نفسه ولكن المواقف يعاد انتاجها
- نعم للاستمرار في مواجهة إرهاب دولة الأسد أولا
- لاتجعلوا من حبة داعش قبة الثورة
- مجلس الاخوان يبايع - داعش -
- في أزمة الثورة ومأزق المعارضة
- في غزوة - داعش - وأخواتها
- قول في – مؤتمرات – الهواة
- عود على بدء : مالعمل ؟
- لماذاحشود النازحين أمام سفارة النظام في بيروت ؟
- عن الثورة والنظام والكرد
- كرد سوريا والصحوة المرتقبة ( 4 )
- محاولة في اعادة تعريف - المعارضة - السورية
- حول استقلالية القرار الوطني السوري
- إشكالية القيادة في الثورة السورية
- كرد سوريا والصحوة المرتقبة ( 3 )
- كرد سوريا والصحوة المرتقبة ( 2 )


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صلاح بدرالدين - الجذور الثقافية لاضطهاد مسيحيي الموصل