أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - القدس: عاصمةُ (ظُلمِ) الفلسطينيين عزيز العصا














المزيد.....


القدس: عاصمةُ (ظُلمِ) الفلسطينيين عزيز العصا


عزيز العصا

الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 19:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


القدس: عاصمةُ (ظُلمِ) الفلسطينيين
عزيز العصا
[email protected]
بعيداً عن الغوص في التاريخ، وتجرع مرارته، وبنظرة إلى واقع القدس نجد أنها موشحة بسواد "التهويد" الذي أصبح يطال كل شئ: الساكن والمتحرك، لا بل الحضارة التي عمرتها عبر العصور. أما الإنسان؛ فحدث ولا حرج، فالهدف الذي يتم تنفيذه الآن، يركز على (إفراغ) القدس من أصحابها الفلسطينيين؛ مسلمين ومسيحيين، بعدة أساليب، آخرها عملية إقصائهم عن مقدساتهم وأماكن عبادتهم.
فالقدس في الجمعة الثانية من رمضان/ 1435هـ (11/7/2014م) اتشحت بسواد الجوْر والظلم؛ فشوارعها التي كانت، في مثل هذا الوقت، تعج بمئات الآلاف من المصلّين الفلسطينيين، أصبحت (كئيبة) من ندرة من يسيرون عليها، فقد حُرِم كل من هو تحت عمر "50" عاماً من أداء فريضة الصلاة فيها، أي أن المسموح لهم من الفلسطينيين بدخول (عاصمتهم الروحية والمدنية) يقل عن الـ 5% من مجموعهم في الضفة الغربية، ولضمان تنفيذ هذا الإجراء، قام الاحتلال بما يلي:
1) فرض القيود على المصلين، بدءاً من المعابر والحواجز العسكرية الثابتة، على مداخل المدينة المقدسة. أما في داخل القدس؛ فقد تم وضع الحواجز والمتاريس الشرطية في جميع الطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك، وانتشرت (بكثافة) عناصر الوحدات الخاصة التابعة للقطاعات العسكرية المختلفة من جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، راجلة ومحمولة وخيالة، حتى أن المنطقة بدت ساحة حرب حقيقية.
2) لم يكتفِ الاحتلال بذلك؛ بل قام بإغلاق العديد من بوابات المسجد الأقصى، وسيطر على كل من يدخل إليه و/أو يخرج منه، في أجواء من الذعر والرعب. حتى فِرَق الإسعاف والإنقاذ والمعالجة، منعها من الدخول لتأخذ دورها بين المصلين في هذه الأجواء الرمضانية-الصيفية الملتهبة. وقد شاهدت مجموعة منهم، وقد بدى عليهم الإعياء، لحرمانهم من الدخول بحجة الزي (الكشّافي) الذي يرتدونه، وما عليه من شعارات، وما لديهم من مواد وأدوت وأجهزة ومعدات خاصة بعملهم.
3) في هذه الأجواء؛ انخفض عدد المصلّين إلى ما دون الـ (5%) من العدد الطبيعي في مثل هذه الظروف والأوقات.
بينما كنت (مشدوهاً) من المشهد، وأفتش عن تفسيرٍ، حتى لو كان ساذجاً، لما يقوم به الاحتلال بحق شعبنا المتوجه، لعبادة ربّ السماوات والأرض، ورب مُوسى وَهارُونَ، وجدت الإجابة في مقال لـ "جدعون ليفي" (كاتب اسرائيلي) في صحيفة القدس لذلك اليوم، بعنوان: ما زرعته اسرائيل من ظلم تحصده الآن. وفي هذا المقال، الذي كتبه في أجواء هجومهم على غزة، يلفت "ليفي" نظر قيادته السياسة والعسكرية إلى أنهم "ظَلَمة" وأن ظلمهم وبطشهم قد تجاوز كل الحدود، ويضرب لذلك أمثلة متعددة، منها:
1) ما قام به (جيش) الاحتلال خلال الشهر الأخير؛ بأن ألقى جيشه رهبته على الضفة كلها بعملية بحث واعتقالات، طالت نحو (500) مدني فلسطيني، بينهم أعضاء من المجلس التشريعي وعشرات ممن أفرج عنهم بصفقات. ثم يهيّج حملة تحريض عنصرية، تفضي بإحراق فتى فلسطيني وهو حي.
2) خروج (اسرائيل) في حملة عقاب مضادة لمحاولة إنشاء حكومة وحدة فلسطينية، كان العالم مستعداً للاعتراف بها. بعد أن نكثت بالتزامها الافراج عن سجناء.
3) استمرار غزة في العيش أبدا في ظل (نزوات) اسرائيل؛ فإن شاءت أرخت الطوق قليلاً, وإن شاءت عززته حتى الألم. ثم يطرح "ليفي" سلسلة متتابعة من الأسئلة/ التساؤلات: أيستمر أكبر قفص في العالم على كونه قفصا؟ أيبقى مئات آلاف سكانها مقطوعين أبدا؟ أيُمنع التصدير من غزة ويحدد صيد السمك؟ وعلى أي شيء بالضبط يعيش مليون ونصف مليون من البشر؟ هل يستطيع أحد أن يقول لماذا يستمر الحصار ولو الجزئي لغزة دون أن يُطرح مستقبلها (البتة) للنقاش؟
أما بخصوص القدس، وما يجري فيها فإنني، كفلسطيني أكتوي بالاحتلال صباح مساء، أضيف إلى ما قاله "ليفي": إن ما ذُكِرَ أعلاه من حال القدس وأحواله يكاد يساوي (صفراً) مقارنة بما يمارسه الاحتلال، في القدس، من ظلمٍ "مرتعه وخيم"؛ فالأرض تهود بلاطة-بلاطة (ما فوقها وما تحتها)، وأهلها (يُهجّرون) بطرق مختلفة: الترهيب، التخويف، الإفقار، المنع من البناء (لا بالترميم ولا بالتجديد)، حتى أنهم لم يعودوا يأمنون على حياتهم ولا على حياة أطفالهم؛ فالشوارع والأزقة والحارات تحولت إلى (فخاخٍ-قاتلة) على أيدي المستوطنين؛ الذين استباحوا مساكن المقدسيين، وطردوهم منها شر طرد، عبر العقود السبعة الأخيرة من عمر الاحتلال. أما أماكن العبادة؛ فلم يعد ممكن الوصول إليها بسهولة ويسر، بل عبر بوابات الجنود وتحت بنادقهم المشرعة، دوماً، في وجه شعبنا.
أي أن ما يجري على الأرض الفلسطينية، من استباحة لحياة الإنسان وحريته وكرامته، لم تخلُ منه بقعة في هذا الوطن، فإلى جانب ما جرى من نتائج الحرب على غزة؛ التي حصدت مئات الشهداء وآلاف الجرحى، ومئات الآلاف من المشردين، فإن القدس، بجغرافيتها (المستباحة) وديموغرافيتها (الكئيبة-الحزينة)، لم تعد العاصمة الروحية للأمة فقط وإنما، أيضاً، هي عاصمةٌ للظلم الواقع على شعبنا، والوجع الذي ينتابنا على مدار الساعة.
هذا الواقع الذي يجيب "جدعون ليفي" على أسئلته المذكورة أعلاه، بقوله: أيقبل الفلسطينيون ذلك بتسليم وطاعة وسكون نفس ويبقى الأمن يسود في اسرائيل؟ هل يحدث كل ذلك وتقبل غزة ذلك بالتسليم؟ إن كل من كان يظن ذلك (ضلّ) في أوهامٍ خطيرة ندفع الآن جميعاً ثمنها.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 15/07/2014م



#عزيز_العصا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن و-إسرائيل- والجغرافيا
- أحمد غنيم في روايته -الشيخ ريحان-: يُطرز لوحة للقدس بأزمنتها ...
- العراق القادم: الغلبة فيه.. لمن؟! بقلم: عزيز العصا
- نسب أديب حسين في مجموعتها القصصية -أوراقُ مطرٍ مُسافرٍ-.. تُ ...
- جورج حزبون: ذاكرة وطن وقضية بقلم: عزيز العصا
- أحمد عبد الرحمن في كتابه -عشت في زمن عرفات-: من الذي أضاع ال ...
- مسرحية -المستوطنة السعيدة- لكاتبها أحمد رفيق عوض: مَشاهِد من ...
- عبد الله البديري: كاتبٌ مقدسي.. ترك فينا ورحل قراءة: عزيز ...
- إياد شماسنة في روايته -امرأة اسمها العاصمة-: يتنقل بنا من عب ...
- جائزة نوبل للتعليم.. تكشف مكنونات فلسطين... -محمود داود سلام ...
- كتاب -نصب تذكاري- لمؤلِّفيْه أبو عباية والبيروتي: قصص بطولةٍ ...
- محمد أبو شلباية: فارسٌ ترجَّلَ.. فبقي صَهيلُ مؤلفاته
- بؤس الثقافة في المؤسسة الفلسطينية لمؤلِّفه د. فيصل درّاج: أف ...
- -أوراق متطايرة- (1)-الفلسطينيون في المنفى لكاتبها د. محمد فر ...
- جماعة الباب الادبية تعقد لقاءً أدبياً-تربوياً في مقر -جامعة ...
- رواية -البيت الثالث- لكاتبها صالح أبو لبن: وثيقةٌ تؤرخ للصرا ...
- قراءة -مختلفة- ل -عزيز العصا- في رواية: امرأة عائدة من الموت ...
- التاريخ السري لفارس الغبار للشاعر إياد شماسنة: ديوانٌ.. لا ي ...
- مَلحَمةُ -كَفْر توُتْ-: وَثيقَةٌ تَارِيخِيَّةٌ.. بِنَكْهَةٍ ...
- مراوغة الجدران.. للكاتبة -نَسَب حُسَيْن- صورٌ حيّة لحبٍ -لا ...


المزيد.....




- إلهام شاهين تعيش الطفولة مع -آخر العنقود- في عائلتها
- الشرع يوضح موعد أول انتخابات رئاسية في سوريا ورده على من طال ...
- فرنسا تستعد لمحاكمة طبيب متهم بالاعتداء جنسياً على أطفال تحت ...
- الحكم على جندي بريطاني سابق بالسجن 14 عامًا بتهمة تسريب معلو ...
- بوتين يقيل نائب وزير العدل من منصبه
- سموتريتش: لا يمكن إنهاء المعركة قبل تدمير حماس بالكامل واتفا ...
- حاكم المصرف المركزي: هكذا تبخر 21 مليار دولار في سوريا!
- ترامب: حققنا تقدما كبيرا في مسألة حل الصراع بين روسيا وأوكرا ...
- القضاء المصري يقضي بسجن بريطاني 3 سنوات
- روسيا.. تطهير أكثر من 350 كيلومترا من سواحل البحر الأسود بعد ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - القدس: عاصمةُ (ظُلمِ) الفلسطينيين عزيز العصا