أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تزييف الفكرة














المزيد.....


تزييف الفكرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 18:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد كشف الواقع الحقيقي عن زيف فكرة الدولة الإسلامية التي تتحكم بها النصوص لا الأهداف في زمن كانت قد شيدت على أساس واهي وكان لا بد من التصحيح والتصريح بذلك ,يومها قال الإمام علي عليه السلام مخاطبا الخوارج (لا بد للناس من أمير بر أو فاجر) قال للناس ولم يقل للمسلمين ,أعلن عن مدنية الإسلام وإنسانيته وفك الرباط الوثيق المادي والمباشر بين الدين والدولة كحقيقة مطلقة لا تقبل النقض والجدال ,حيث أن الأول هو الدين بما يمثل من رغبة السماء بالإصلاح والثانية رغبة الإنسان في الأنتظام والتنظيم وهي من الضروريات الطبيعية التي لا ينفيها الدين ولا يعارضها أصلا غير انه لا يناقضها إن كانت هدفيتها خدمة الإنسان كل الإنسان .
وهذا لا يعني أبدا أنه لا مانع من تولي الفاسد مقاليد الأمور على الناس بل لا بد من وجود نظم جامعة تحتكم لخيار مدني قائم على الأنسب في خيارات الدولة البشرية التي يؤسسها الناس ضمانا للاستمرارية التي تفرضا الضرورة والحاجة وتسليك المتعارضات بين تعدد الحاجات وتعد قيم وصفها أو مقاييس أعتبارها , وليس دولة الله التي لا تسمح الرؤية البشرية الغير ناضجة بتبلورها انتظار للوصول إلى الحاجة إليها فعلا وحتما بعدما أنقضى زمن البعث والوحي وهما شرطان أساسيان لدولة مملكة الله في أرضه .
لذا أن ما تفعله التيارات السياسية الإسلاموية والتي تتخذ من الإسلام شعار غير قابل أصلا للتطبيق في واقع غير مخصص له تحديدا كمجال حيوي مباشر وحتمي ,لأن الدين علاقة روحية مثالية وقيمية بين الله والعقل ,والسياسة هي أداة الإدارة لشبكة علاقات مادية تفصيلية وواقعية تتصل بحاجات الإنسان والنظام والتحكم والسيطرة , هذا التناقض هو سر فشل تحويل الإسلام من دين إرشادي تربوي عقلاني مثالي إلى دولة أو محاولة لترجمته إلى أسس سياسية مادية تفصيلية تتدخل في الشأن العام والخاص تدخل قهري إجباري لأنه يتنافى مع توكيل الإشاءة له للإنسان ذاته (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر), الدين الرسالي أخلاق وقيم مثالية تمكن الإنسان من العمل نحو محددات الأصحية والأحسنية والأنفعية الجماعية لكنها لا تلزمه أن يحوله أي الدين مفردات تتعامل مع كل حالة على حده .
إذن المسألة تتعدى فصل الدين عن السياسة ولا هي محاولة تحييد الدين وتحويله لطقوس تعبدية خارج الحياة وهمومها وإشكالاتها بل هي محاولة رد القراءة إلى منهجها الأصلي الميزان الذي جاء مع القرآن والتحكم والاحتكام به , الدين أساسا هو مجموعة من القيم الإرشادية التعليمية والتنويرية التي تهذب فكر السياسي الفرد القائم علة الهرم الحاكم أو في تفصيلاته كي يقود المجتمع بمحددات الدين وهي الحرية والسلام والعدل والتطور والتفكر والتجديد أي تحول السياسي لإمام زمني لمجتمعه ليقوده بأدوات سياسية مادية ولكن بروح الفضيلة روح إرادة الله بالتعارف والخيرية ,هنا لم يتم الفصل نهائيا وحقيقيا بين الدين والسياسة ولكن تهذيب السياسة بالدين وفصل ما هو بشري عن ما هو خارج أختصاص الإنسان , من دون فهم حالية ان الإسلام كدين ورسالة من الله للعقل وحده كي يعمل هاديا وليس قائدا في الميدان لم يكلفه الله بناء دولة ولكن كلفه تحضير مجتمع وعقلنة الروابط بينه وبين بعض للوصول إلى دولة الإنسان الرشيدة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشريع الوهم ووهم التشريع
- وهم الدولة الإسلامية ج2
- وهم الدولة الإسلامية ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج2
- الدين والدولة والإنسان ح1
- الدين والدولة والإنسان ح2
- الجريمة التاريخية ج1
- الجريمة التاريخية ج2
- حروفك أمنا مريم
- لأطفال الله الذين يغتسلون بمطر من نار
- المدنية خيار الإنسان والسماء
- بشر وأي بشر ؟.
- اللا وعي ومفهوم اللا شعور
- الطبيعة والإنسان الكوني
- الطبيعة والإنسان الكوني
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج3
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج2
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج1
- المدنية السياسية وأساسها الحضاري


المزيد.....




- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - تزييف الفكرة