|
هل داعش صناعة استعمارية،ام جماعة تتبني صحيح الفكر الديني الاسلامي؟؟؟
ياقو بلو
الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 13:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل داعش صناعة استعمارية،ام جماعة تتبنى صحيح الفكر الديني الاسلامي؟؟؟ ياقو بلو
-1- يصعب جدا ان يجد الانسان المحايد حدا للحديث عن جماعات الاسلام السياسي الارهابية التي تشغل الملايين اليوم للدور الذي تلعبه هذه الجماعات في صناعة الموت والدمار حيث حلت،وحيث تواجدت،وسوف اتناول في حديثي جماعة ما يسمى بـ"دولة العراق وسوريا الاسلامية" المعروفة اختصارا بـ"داعش". -2- ظهرت هذه الجماعة اولا في سوريا،وقدرت ان تستميل اليها الكثيرين،وتزيد من قدراتها القتالية الى حد انها نجحت في تحقيق موطأ قدم لها في الكثير من المواقع حتى وصل بها الامر الى ان تنجح في الاستيلاء على مدن كبيرة كاملة في العراق وسوريا،كما الموصل التي يبلغ تعداد سكانها الملايين،والرقة في سوريا. -3- قيل في اصل نشأة "داعش" اكثر مما قاله مالك في الخمرة،فقد نسبها البعض الى النظام الحاكم في سوريا لاسباب كثر الكلام فيها،والبعض الاخر عدها صناعة ايرانية كسكين في خاصرة التنظيمات الاسلامية السنية،الا ان الوقائع على الارض لا تتفق وهذا الادعاء،اما اولئك الذين يستقتلون في سبيل تبرئة الاسلام من الجرائم التي تقترفها "داعش" فهؤلاء نسبوها الى اسرائيل وامريكا،وهؤلاء هم الفصيلين الشيعي والسني،ويتفق معهم مجاملة الكثير من المسيحيين وبقية ابناء الديانات غير الاسلامية،والكثير من الملحدين والعلمانيين واليساريين واللادينيين وغيرهم. -4- تتشكل "داعش" من جماعات من اعراق وبلدان كثيرة،القاسم المشترك بينها هو الدين الاسلامي بمذاهبه السنية حصرا،وهدفهم الاممي الاسمى والاخير هو اعادة دولة الخلافة الاسلامية بحسب المنظور التاريخي المتفق وشكل خلافة الدولة العثمانية على الارجح. -5- يعلل من يعتقد بخروج "داعش" وبقية جماعات الاسلام السياسي من رحم اسرائيل،او على الاقل من رحم القوى التي لاسرائيل نفوذ فيها،بكون هذه الجماعات لم تنفذ ولو عملية عسكرية واحدة في اسرائيل،او انها لم تشكل يوما تهديدا ولو بسيطا للمصالح الاسرائيلية،ومصالح هذه القوى التي تنتشر في المنطقة العربية،هذا ناهيكم عما تقوم به اسرائيل من تجاوزات على مقدسات المسلمين. ان وجهة النظر هذه،وكما قلنا،يتبناها الكثيرون جدا،وردود الجماعات الاسلامية على هذه التهمة الخطيرة جدا دائما ضبابية لا تقدر ان تتبين فيها الحق من الباطل،وهذا ما يلصق بهم التهمة اكثر،شخصيا اعتقد:ان هذه الجماعات غير قادرة على الوصول الى اي هدف اسرائيلي لشدة الاحتياطات الامنية التي تتخذها اسرائيل اضافة الى الشعور الامني للمواطن الاسرائيلي نفسه،لان المسألة في اسرائيل هي مسألة بقاء او فناء. -6- القتال الطائفي في سوريا،والوضع السياسي في العراق،وكثرة المتبرعين بسخاء قل نظيره على مر الزمن للجماعات الارهابية،وتأثير الفكر السلفي الذي عبر حدود السعودية وبقية الدول الاسلامية الى جميع البقاع التي يتواجد فيها المسلمين،كل هذه كانت الاسباب الرئيسية وراء تشكيل جماعات الاسلام السياسي الارهابية كما اعتقد شخصيا. المتطوع الشيشاني،او الافغاني،او التونسي،او السعودي-او اي كانت جنسيته- للقتال في صفوف "داعش" او "جبهة النصرة" او "جيش محمد" وغيرها من الاسماء،ليس مجرد مرتزق،او منتوج امريكي او اسرائيلي كما يحاول ان يقنعنا البعض،فالذي يترك وطنه وعائلته ويقدم على تفجير نفسه،او القتال الى حد الموت من اجل قضية،من المستحيل ان يكون المال هو مبتغاه،وهذا يعني انه علينا ان نبحث في القضية التي ينادي بها هؤلاء لكي نعرف بالضبط من اي رحم خرجوا. -7- يرد في القرآن على الاقل عشرة نصوص تأمر المسلم بقتال من لا يقبل الاسلام دينا له،وتبيح للمسلم الاستيلاء على ماله وارضه وذراريه في حالة كونه ليس من اهل الكتاب فهؤلاء قد خيروا بأحدى ثلاث:1- قبول الاسلام.2- القتال.3- دفع الجزية.هذا ناهيك عن عشرات اخرى تسفه معتقدات غير المسلم مما يجعل المسلم ينظر اليهم نظرة دونية،كما ان هناك على الاقل عشرة احاديث صحيحة وردت في كل كتب الحديث،وتقرها جميع المذاهب الاسلامية،وبضمنها الجعفرية هي الاخرى تحث على قتل المخالف،وتقدم اغراءات جنسية يصعب جدا مقاومتها. اما مؤلفات السلف الصالح الذي يمجده المسلم،فهذه لا فقط تدعوا الى قتل غير المسلم صراحة،انما تدعوا الى قتل المسلم المخالف في طريقة الاخذ بالعقيدة الاسلامية نفسها،ولعل اشهر هؤلاء هم هم ابن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب من المتأخرين،اضف الى كل هؤلاء ما يروج اليوم بين المسلمين من فكر في مساجد وجوامع الكثير من الدول الاسلامية،ولعل السعودية في مقدمتها. مطالعة سريعة لكتب السيرة والمغازي التي بين ايدينا تجعلنا نقرأ كثيرا عن اعمال القتل وقطع الرؤوس،والنهب والسلب للمخالف في العقيدة قام بها نبي الاسلام شخصيا وكل من تلاه من خلفاء ممن يتفاخر بعهدهم المسلم. -8- نستخلص من كل ما ورد في اعلاه:ان "داعش" او اية جماعة ارهابية اخرى،لم تضف الى اسلام اليوم عرفا جديدا لم يعمل به فيما سبق،ولا مارست فعلا لم يكن معروفا منذ النشأة الاولى للاسلام بالمطلق،فالاعراف التي تتبعها داعش،والافعال التي تمارسها نجد لها سندا قانونيا شرعيا،ان لم يكن في القرآن ففي سيرة نبي الاسلام،وان لم يكن في هذا وذاك،فأننا نجده في كتب كبار الائمة التي يمجدها المسلمون. -9- لكل الاسياب التي اوردتها،اقول:ان "داعش" وغيرها من المنظمات الاسلامية الارهابية هي صناعة اسلامية صرفة،وساهم في الترويج لهذه الصناعة الفاسدة هو التاريخ الارهابي المسكوت عنه كل هذه القرون الطويلة. -10- هل لاسرائيل وبقية القوى الامبريالية يد في وقوف التنظيمات الاسلامية الارهابية على قدميها؟ للاجابة على هذا السؤال بحيادية وصدق اقول:الاستعمار هو الاستعمار في كل زمان ومكان،فهذا كما نتفق جميعا،يحاول ان يحقق منافع اقتصادية واستراتيجية على حساب الشعوب المستعمرة،وبما ان اسرائيل كيان غير مقبول في محيطه،لذا بات من منطق العقل ان يظل هذا المحيط ملتهيا بمشاكله الداخلية،فمثلا نحن موقنون تماما من امكانية حل المشكلة الفلسطينية منذ زمن بعيد،ولكن هذا الحل لا يوفر الظروف الامنة لاسرائيل كما يوفرها المحيط الضعيف المتشرذم الذي يأكل بعضه بعضا. اما القوى الامبريالية،فأن التشرذم والغرق في المشاكل الداخلية توفر لها على الاقل فرصة ترويج منتوجاتها،لانه من الصعب جدا على هكذا مجتمعات ان ترتقي يوما الى مستوى انتاج احتياجاتها من المأكل والملبس واللوازم الحياتية الاخرى،هذا ناهيكم عن كون مثل المجتمعات سوقا لاستهلاك السلاح والعتاد،اضافة الى كل هذا،فأن هذه الجماعات تقدم خدمات جليلة لاسرائيل ولبقية القوى الامبريالية كونها توفر عليهم الجهد والمبالغ الطائلة لمكافحة الارهاب،فمصير هذه الجماعات هو الاصطدام ببعضها،ان لم يكن اليوم،فغدا حتما.
ملاحظة مهمة جدا: تحت يدي كل النصوص القرأنية،والاحاديث المنسوبة الى نبي الاسلام التي تأمر بالقتال،الا اني ارتأيت عدم ادراجها خشية الاطالة.
#ياقو_بلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
واخيرا انقرضت الكائنات الجميلة والنجسة في الموصل
-
ذات لقاء تمنيناه سعدي المالح وانا
-
آني لي ان في يوم الامهات
-
الزوجة مجرد مومس في قانون الاحوال الشخصية الجعفري
-
نص رسالة وردتني على بريدي الشخصي
-
هكذا قالت لي امرأة من هذا الزمان
-
الحب يتفاضل في تفاصيل العراء
-
هذه بعد القسم،بداية اول الحكاية
-
إنهم اكثر صلفا من الشياطين
-
الحلم الذي يا ليته كان
-
الغرباء يرحلون الى قبورهم بصمت
-
رغم الموت،نشرب قهوة الصباح
-
شهادة العائد من المنفى الى بغداد
-
هل يلجأ الاسلاميون في مصر يوم التمرد العظيم الى فعل ما فعل ج
...
-
كنت ما اجملك يا جدتي شموني
-
اليك انت دون كل حبيباتي المليون
-
من وحي ربيع ثورات العرب
-
اتدرون لو كان الله يدري او لا يدري؟!؟!
-
وبعض النصر ما قتل
-
من دفتر مذكرات امرأة آشورية
المزيد.....
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|