أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - وهم الدولة الإسلامية ج1














المزيد.....


وهم الدولة الإسلامية ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وهم الدولة الإسلامية

تكلمنا في مرات سابقة عن عجز المجتمع الإسلامي أن يقدم نموذج لتجربة إسلامية في الحكم ولا أبالي إن قلت أم كل التجارب لم تمثل شيئا مهما تجاه ما قدمه الإنسان خارج إطار الدين ,وفي الحال لو أخطأ الإنسان في تصوراته وتطبيقاته التي ينسبها لنفسه فإنه يقول حقيقة وينطق بالصدق أما أننا نخوض تجربة شخصية بشرية وننسبها لله وبعدها نحمل الرب والدين مسئولية أخطائنا فإننا بذلك نشارك في جريمة لا داع أن تقوم أصلا ولا مصلحة لأحد من المتدينين أن تثار لترتد على دينه بمردود عكسي .
التصور الذي يستند عليه دعاة الدولة الإسلامية وهنا نورد مثال معاصر تقريبا حتى لا نوغل في الماضي أكثر يبين المفهوم بما يجلي الغموض عن المراد السياسي من مفهوم الدولة في الإسلام طبعا من وجهة نظر محافظة (قال العلامة ابن القيم في الطرق الحكمية : الله سبحانه أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط ، وهو العدل الذي قامت به الأرض والسموات ، فإذا ظهرت أمارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان فثمَّ شرع الله ودينه ، والله سبحانه أعلم وأحكم وأعدل أن يخص طرق العدل وأماراته وأعلامه بشيء ثم ينفي ما هو أظهر منها وأقوى دلالة وأبين أمارة فلا يجعله منها ولا يحكم عند وجودها وقيامها بموجبها) إذا المطلوب هنا القسط وهو العدل الكامل الذي يرسي دعائمه القانون دون غيره إذا كان منضبطا برؤية كونية إنسانية تتوازن مع الطبيعة وتحافظ على قيمة الإنسان .
ويستمر صاحب النظرية في شرح المقصود الغائي من إقامة الدولة فيسرد تصوراته عنها (بل قد بين سبحانه بما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة العدل بين عباده ، وقيام الناس بالقسط ، فأي طريق استخرج بها العدل والقسط فهي من الدين وليست مخالفة له ، فلا يقال : إن السياسة العادلة مخالفة لما نطق به الشرع ، بل هي موافقة لما جاء به ، بل هي جزء من أجزائه ، ونحن نسميها سياسة تبعا لمصطلحهم ، وإنما هي عدل الله ورسوله ظهر بهذه الأمارات والعلامات) يختصر الرجل كل ضرورات الدولة الإسلامية بالعدل والقسط أي المساواة في التطبيق أما إذا كان الهدف يتحقق بوسيلة أخرى فلا يعد هذا مخالفة شرعية لدين الله بل هي أصلا كما يقول علامات عدل الله.
لم يتطرق أحد على بيان السند التشريعي الحقيقي لقيام الدولة كما يقولون والواصل إلينا منهم مجرد رؤى شخصية تعبر عن قراءات مختلفة للفكرة العمومية وهذا الحال لا يمنح الفكرة شرعية ولا يمنحها قوة الدعم المناسبة لأن تكون حقيقة لا جدال فيها .
في رؤية متقدمة يوضح يعض الباحثين حقيقة مهمة وهي عملية الخلط الى مبررة بين وظيفة الرسول الإبلاغية وبيت تجربة الحكم وشكل الدولة (فالرسول وهو على رأس الدولة في التجربة التاريخية ، كان يقوم بوظائف وأدوار بوصفه رسولا ونبيا ، وليس بوصفه رئيس الدولة عملية الخلط على هذين الصعيدين ، هو الذي أربك الرؤية تجاه مفهوم الدولة في التجربة التاريخية الإسلامية وحتى تتضح رؤيتنا في هذا السياق ، من الضروري أن نحدد وظائف الدولة كمؤسسة وهياكل إدارية بعيدا عن المهام والوظائف الدعوية والدينية والأخلاقية التي كان يقوم بها الرسول بوصفه رسولا ونبيا والقرآن لا يصف دولة ، بل وصف مجتمعا وإذا ما كان القرآن أفقه الفقه والفقيه ، فلا يجوز للأخير أن يتخطاه) .
القول الثاني أكثر صدقا وتصريحا من الرأي الأول ويتعاضدان في نقطة مهمة أنه لا أساس حقيقي يوجب على المسلمين التقيد في صياغة دولة يقودها الدين بل الأحرى أن يتحرر المسلمون من هذا الوهم لينطلقوا مرة أخرى لفهم الدين كونه عامل ترقية عقلية وإرشاد سلوكي يتكامل مع العلم والمعرفة في رفد الحياة البشرية بأسباب الرقي والتطور والإزدهار بدل أن يكون تدخل الدين وتشعب القراءات وتوزع ولاءات المسلمين على كل قراءة محط أستهجان وأختلاف وتنازع يخسر فيه المسلم الكثير من فرصة المحدودة في عالم تتسارع الخطى فيه للغد وما زلنا نتخاصم في أول تجربة ونتائجها المرة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج1
- فصل الدين أو الأنفصال عنه ج2
- الدين والدولة والإنسان ح1
- الدين والدولة والإنسان ح2
- الجريمة التاريخية ج1
- الجريمة التاريخية ج2
- حروفك أمنا مريم
- لأطفال الله الذين يغتسلون بمطر من نار
- المدنية خيار الإنسان والسماء
- بشر وأي بشر ؟.
- اللا وعي ومفهوم اللا شعور
- الطبيعة والإنسان الكوني
- الطبيعة والإنسان الكوني
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج3
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج2
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج1
- المدنية السياسية وأساسها الحضاري
- الدولة الإسلامية والدولة السلفية
- نبي المدافع
- إلى كل من يريد أن يجعل من المالكي مشكلة الوجود الأولى .


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - وهم الدولة الإسلامية ج1