أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - دعاة استقلال كردستان يتسابقون للتوظيف في بغداد














المزيد.....


دعاة استقلال كردستان يتسابقون للتوظيف في بغداد


تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 16:31
المحور: القضية الكردية
    


في عام 1944 ، وبعد ان تأكد محمد علي جناح ان المسلمين في الهند لا يتحملون العيش في الهند بسبب اضطهاد الهندوس لهم ، وعدم القبول بهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات ، كتب الى الزعيم الهندي المعروف المهاتما غاندي يقول ((نحن نصر ونتمسك بأن يكون المسلمون والهندوس أمتين كبيرتين ، وذلك طبقاً لأي تعريف أو معيار للأمة. نحن أمة لمائة مليون مسلم، وعلاوة على هذا نحن أمة ذات أمور متميزة في الثقافة والحضارة واللغة والأدب والفن والهندسة .. والشعور بالقيم والعدل والتاريخ والملكات والطموح ، وباختصار لنا وجهة نظرنا المتميزة عن الحياة ومن الحياة ووفقاً لجميع مبادئ القانون الدولي نحن أمة)).
كان غاندي رجلا عظيما ، ولم يكن منحازا للهندوس ، وكان يؤلمه الاعتداء على المسلمين ، حاول اقناع جناح بالعدول عن فكرته وعدم التسبب في تقسيم شبه القارة الهندية ، اجاب جناح قائلا(( لا تستعجلوا السلطة ، انتظروا وستصبحون الاغلبية في الهند ، انتظروا فقط اربعون سنة وستحكمون كل بلاد الهند القوية )) . لكن جناح لم يتقبل النصيحة ، لانه لم يكن بمقدوره تقبل الظلم لاربعين سنة قادمة . عرض عليه غاندي تسلم منصب رئيس وزراء الهند وتقسيم السلطة ، لكن جناح رفض السلطة في بلاد لا يشعر فيها انها وطنه ، ومن غير ان ينتظر الضوء الاخضر من بريطانيا او من الدول الجارة ، اعلن عن الاستقلال وقيام جمهورية باكستان عام 1947 ، وبذلك نشأت دولة وليدة وتوالت الاعترافات الدولية تباعا . ويذكر التاريخ محمد علي جناح انه كان من طراز الرجال الذين يصنعون الدول .
تذكرت هذا الرجل ، وانا في حيرة من امري ، أرى زعماء وقادة كرد ،يتحدثون في اليوم الف مرة عن حق الكرد في الاستقلال وحقهم في انشاء دولتهم، وما يتعرضون له من تقتيل ومذابح منذ ان الحق وطنهم بالدولة العراقية عنوة . واسمع عنهم المزايدات السياسية ، فاذا تحدث طرف كردي عن سعيه للاستقلال ، يجيبه الطرف الاخر ان السبق له ، وان حزبه رفع شعار تقرير المصير منذ عهد نوح . ولكنهم مع ذلك تستهويهم المناصب والوظائف في الدولة المعتدية ، الدولة التي يفتقرون الى الولاء لها ، ويدركون تمام الادراك انها مصطنعة وغريبة عنهم وعن شعبهم . قبل يومين قلت في مقال لي ، اني لا اشك باخلاص ونضال اي شخص من الاسماء المتداولة للترشيح لمنصب رئيس جمهورية العراق ضمن اعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني . وقلت اني لا احبذ ان يتسلم ايا منهم المنصب ، ولم ابيّن السبب . واقول الان ان السبب هو اني لا ارغب ان يتركوا مواقعهم في كردستان للانشغال بامور دولة ايلة للسقوط وتتهاوى يوما بعد يوم . كنت متلهفا ان اسمع من احدهم انه يرفض الترشيح ،لانه لا يرغب ان يكون لبنة في بناء عراق جديد لن يختلف عن سابقاتها ، كنت اود ان اسمع من احدهم انه يتمنى ان يكون معولا ،لهدم ما تبقى من دولة ظالمة وجائرة، لم يجن منها شعب كردستان غير الماسي دما ودموعا .
الامر لايقتصر على طرف دون اخر من القوى الكردستانية ، ما لم اسمعه من اعضاء الاتحاد الوطني ، لم اسمعه من حركة التغيير ايضا ، ففي اول فرصة ،غمرتها السعادة بحصولها على وظيفة النائب الثاني - نعم الثاني - لرئيس مجلس النواب واعتبرته مكسبا منصفا . لا اتوقع كذلك ان اسمع ما اود سماعه ، من اي من مرشحي قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ، عندما يعرض عليه غدا او بعد غد منصب النائب الثاني لرئيس وزراء العراق . ارى الكل ، الكل في سباق لتولي المسؤوليات والوظائف في بغداد . والكل الكل يسلّم امر استقلال كردستان الى القدر وما تأتي به الايام . لقد اصبحت لبغداد الان في كردستان ،جيشا من المتقاعدين ،النواب والوزراء والمدراء العامين وغيرهم ، هذا الجيش يستلم مرتباته وامتيازاته ، وعناصره اغلبها تمتلك مسؤوليات في قيادة الاطراف الكردية ، ولها رأي واصوات معتبرة في قضية الانفصال عن بغداد .
سؤال اخر يطرح نفسه بقوة في خضم المباراة الماراثونية لاقتطاف الوظائف في بغداد ، وهو كيف تقتنع امريكا او المجتمع الدولي بجدية واحقية الكرد في انشاء دولتهم ؟ او كيف يخشى الاعداء من استفتاء نقوم به لتقرير مصيرنا ولا يهتبروه مجرد تهديد ، ونحن في هذا الحنين والاشتياق لوظائف بغداد ؟
لقد تحدثنا كثيرا عن دكتاتورية المالكي وعنجهيته وتنصله من الاتفاقيات والتوافق الوطني ، ولكن حتى عندما قام بقطع رواتب موظفي الاقليم ، ظلّ المسؤولون الكرد يشغلون مواقعهم في حكومته حتى الايام الاخيرة . وربما كان المعنييون ، عندما نشكو اليهم ، يجيبوننا في قرارة انفسهم : ولكنكم شركاء في حكومته يا سادة .
اقول في خاتمة مقالي ، الدولة يصنعها رجال من طراز محمد علي جناح .



#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب كردي تافه لرئاسة العراق
- الطالباني في كردستان .. مرحبا به ولكن
- تركيا الحديثة او تركيا الاتحادية عضو الاتحاد الاوربي
- الرجل فقد صوابه .. انه يهذي
- دعوا المالكي يسير بهذه الدولة نحو حتفها
- كيري عرّاب المالكي
- رسالتان فاشلتان من المالكي الى جهال الشيعة ، واخرى ناجحة
- مشروع دستور اقليم كردستان بين التعديل والاقرار
- من سيقضي على دجال بلاد الشام .. عيسى بن مريم أم المهدي المنت ...
- عن اي عصر يتحدث السيد العلوي؟
- الكورد الشيعة في قيادة الاتحاد الوطني هل يوجهون بوصلته ؟
- على نفسه ونظامه جنى بشار
- حبل مقتدى قصير
- فاتورة انقرة امام السيد المالكي
- شكرا... لا تردّوا ( تهمة الانفصال ) عنّا
- استكان شاي وناركيلة مع المثقفين العرب العراقيين
- السيد علاوي ... سئمنا توسلاتك
- ولنا كلمة ... ليس ردا على السيد الموسوي انما رفقا بوحدتنا ال ...
- صفقنا لامريكا مرتين
- الطالباني وعباس على منبر هيئة الامم المتحدة


المزيد.....




- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - دعاة استقلال كردستان يتسابقون للتوظيف في بغداد