|
لماذا رفضت حماس المبادرة المصرية
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 14:44
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لماذا رفضت حماس المبادرة المصرية كور متيوك رفض حماس للمبادرة المصرية لاعادة الوضع بين اسرائيل وحماس الى ما قبل الحرب فاجات الكثيرين لان حماس لا تملك قوة يمكن بواسطتها إن تهزم اسرائيل او تجبرها على القيام بما لا تريد ، فطيلة فترة الغارات و الصواريخ المتبادلة بين الجانبين منذ ما يقارب الاسبوعين قتل ما يقارب مائتين و الفي جريح فلسطيني بينما الخسائر الاسرائيلية البشرية تحسب على اصابع اليد ، فلماذا يصر الحماس على استمرار الحرب بدلاً من وقفها ؟ . من البدء حماس كانت تعلم إن اسرائيل تنوي شن حرب الى قطاع غزة وبدلاً من إن تفوت لها الفرصة قامت بتشجيعها حتى تهجم على قطاع غزة بتبرير حماس لخطف الشبان الاسرائيليين ، في فترة الرئيس مرسي قبل حماس بالمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار من قبل الجانبين ودخلت التهدئة حيز التنفيذ منذ ذاك الوقت حتى إنفجار الوضع مجدداً في عهد السيسي ، وقتها حماس كانت تشعر بانها محاطة ومدعومة اقليمياً وخاصة الدعم المصري القطري ، لكن الامور لم تعد كما هي ، وما قامت به حماس بالتدخل في الشؤون الداخلية المصرية امر غير مقبول و لا يوجد دولة في العالم يمكن إن يقبل بهكذا وضع او تدخل في شؤونها حتى لو كانوا اشقاء عرب كما ظل حماس تكرر إن مصر دولة شقيقة إلا إن حماس تجاوزت الخطوط المسموح به ، كما إن الانتماء العروبي و الشعور المشترك بما يعاني منه فلسطين لم تعد كما في السابق فلقد حدثت العديد من الثورات و التغيرات على مستوى كامل المنطقة العربية و الشرق الاوسطية وتلك التغييرات ادت الى الكثير من التحالفات الجديدة التي لم تستوعب معها شعارات العروبة التي ظل القادة العرب يرفعونها في العقود السابقة ويتوحدون في مواجهة اسرائيل باعتباره عدوهم الاول كما يعتقدون ، الدول العربية إكتشفت إن هذا الربط العروبي اصبحت عائقاً امام تحقيق الكثير من مصالحها دولياً . إن حماس بمحاولته اللعب على تناقضات الخلافات العربية العربية فهي بذلك لا تضر تلك الدول بل تضر القضية و الشعب الفلسطيني ، يجب على حماس و الفصائل الفلسطينية إن تتعامل مع اي حكومة في مصر بغض النظر عن الانتماء الايدلوجي لتلك الحكومة إو إن كان الاطاحة بمرسي انقلاباً او ثورة فهي ليس من اختصاصات حركة حماس باعتبارها حركة تحررية تعمل من اجل الاستقلال . اسرائيل بعد لحظات فقط من اعلان المبادرة المصرية لتهدئة الوضع في غزة اعلنت موافقتها عليها ، حيث كان ينبغي إن توقف اسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة بينما يتوقف حماس عن اطلاق الصواريخ تجاه المدن الاسرائيلية في حال موافقة الطرفين على المبادرة ، لكن حماس رفضت المبادرة متحججة إنها لم تضطلع على المبادرة المصرية وانها سمعت بها من خلال وسائل الاعلام ، وما جعلت حماس تتخذ مثل تلك الخطوة التي منحت اسرائيل الدعم لتوسيع عملياتها العسكرية في قطاع الغزة و الذي بدوره يؤدي الى مزيد من المعاناة لدى الشعب الفلسطيني ، هي موقف كل من تركيا وقطر ، حيث تتحدث المبادرة القطرية عن فتح معبر رفح بشكل نهائي وإنشاء ميناء تكون منفذاً لقطاع غزة من الحصار ، وهذا الدعم يبرر موقف حماس من رفض المبادرة المصرية باعتبار إن تركيا وقطر يعتبران حليفان لحركة حماس وربما حماس تعتقد إن المبادرة القطرية افضل لها من المبادرة المصرية . كما إن حماس ربما بايعاز من تركيا وقطر ارادت إحراج السيسي واعتباره يعمل ضد القضية الفلسطينية وانه متحالف مع اسرائيل إلا إن مثل تلك التوقعات غير سليمة لان مصر تتمتع بدعم دولي وعربي وخاصة من اغلب دول مجلس التعاون الخليجي ، و الذي يحاول قطر الخروج من جلبابهم . إن المبادرة القطرية تم حياكتها وكان حماس هي التي تسيطر على الموقف من الناحية العسكرية و الدبلوماسية ، وجاءت مليئة بالعديد من الشروط فتح معبر رفح بصورة دائمة وعلى مدار الاربعة و العشرين ساعة وهذا لا يمكن إن يقبل بها مصر باي شكل من الاشكال ، ونصت المبادرة ايضاً على إن يقوم اسرائيل باطلاق سراح جميع السجناء الذين تم اعتقالهم عقب اختفاء الشبان الثلاثة ، إن تسمح اسرائيل ببناء ميناء في غزة ، تفتح اسرائيل جميع المعابر الحدودية بينها وبين قطاع غزة بشكل كامل ، كما نصت المبادرة على إن تكون واشنطن ضامنة للاتفاق و إن يرجع الجانبين اليها في حال انتهاك الاتفاق من قبل احد الطرفين ، و لايمكن للولايات المتحدة إن تكون ضامنة لاتفاق بين اسرائيل وحماس لان هذا سيعني اعترافها بحركة حماس ، من الغريب إن المبادرة القطرية نصت على إن تكون تركيا شريكاً في جهود التهدئة ، يبدوا إن قطر وتركيا كانا يعتقدان إن توتر العلاقات المصرية الامريكية يمكن إن يجعل الادارة الامريكية ترفض المبادرة المصرية ، مهما كان درجة الخلاف بين مصر وامريكا الا إن الاخير تدرك إن مصر لاعب مهم في منطقة الشرق الاوسط لا يمكن إن يتم تبديلها بقطر وتركيا ، كما إن مصر اقرب الى اسرائيل من تركيا وقطر ، بينما مصر ابعد لحماس من قطر وتركيا إلا إن المبادرة المصرية اقرب للواقع من القطرية . إن حرب غزة تكشف العديد من المشاكل التي ظلت تغطيها اللغة الدبلوماسية ، فتسلل عناصر من حماس الى اسرائيل عبر انفاق هي التي ادت الى الهجوم البري الاسرائيل بالرغم ( حماس ) من إنها كانت تدرك إنها ستفشل ، وهذا لايبدوا تفكير حمساوي دون دفع من قبل تركيا وقطر ، كذلك إن التدخل البري الاسرائيلي على قطاع غزة بعد ساعات فقط من عودة مسؤولين امنيين اسرائيليين من القاهرة ، واستمرار إغلاق معبر رفح ، والصمت العربي ، وعدم مبالا الرئيس السيسي بما يحدث في غزة يشير الى إن تنسيقاً دولياً تم بشان حماس قد تكون السعودية على علم بها باعتبارها من اقوى الحلفاء العرب بالنسبة لمصر . مهما كان قراءات حماس حول شكلية الخلافات العربية العربية و المتغيرات الدولية في المنطقة العربية و الشرق الاوسطية إلا إن تلك المواقف ستضر بقضية الشعب الفلسطيني . لا اظن إن اسرائيل ستقبل باي مبادرة من قبل قطر او تركيا لان علاقاتها خاصة مع تركيا متوترة لذلك لا يوجد لحماس مخرج سوى مصر رفضت ام قبلت طالت الزمن او قصر .
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 12 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 11 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 10 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 9 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 8 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 7 – 12 )
-
القبة الحديدية
-
نقل العاصمة الى السماء
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 5 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 6 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 4 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 3 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 2 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 1 – 12 )
-
الدول الفاشلة و الهشة ( 3 – 3 )
-
الدول الفاشلة و الهشة ( 2 – 3 )
-
الدول الفاشلة و الهشة ( 1 – 3 )
-
مفاوضات ال( 17 ) مليون دولار ، فرصة لن تتكرر ؟
-
لقاء كير ، مشار : رفع ترمومتر الحرب او وقفها !
-
وزارة الخارجية الرضيعة ( 4-4 )
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|