أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدولة والإنسان ح1














المزيد.....

الدين والدولة والإنسان ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 08:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين والدولة والإنسان

نتساءل هنا عن حقيقة يطلقها البعض من أن الدين وبالذات بعض متقولة المسلمين أن الإسلام ليس طقوسا وعبادات وقيم بل هو دين ودولة , العبارة هشة وسخيفة ولا تعبر إلا عن إفراط في حشر الدين في حياة الإنسان دون أن نستنبط آلية حسنة كما ينص الدين الإسلامي للتدخل تمنع من عدم وضع المتناسبات في مواضعها .
الإسلام مثل العلم مثل الأخلاق قيم عقلية كما أكدنا سابقا تصنع عقولا تترجم إرادة الدين من خلال فعل عقلي منضبط وإنساني ومناسب,الجامعة الأكاديمية عندما تخرج طبيب أو مهندس أو محامي بعد التخرج كل ينسب لمجاله ولم يقل أحد أن فلان طبيب جامعي ومهندس جامعي ومحامي جامعي لأن الجامعة هي المجال المناسب لتخريج هذه العناوين وبالتالي مجرد التخرج ينفصل العنوان ليعود إلى واقعه الطبيعي , عندما نقول أن الإسلام مثل الجامعة تهيئ الإنسان ليلعب دور محدد في الحياة ليخدم الإنسانية لا يمكن أن ننسب المتخرج منها للإسلام .
مثلا لا يمكننا أن نقول طبيب إسلامي ولا مهندس إسلامي ولا محامي إسلامي وبالتالي أن الزعم بأن الإسلام دين ودولة يقودنا إلى أن نصف البعض كسياسي إسلامي ووزير إسلامي وضابط إسلامي , تلك النتيجة التي لا يريدها الإسلام أصلا ولم تطبق كفكرة حتى في التجربة التي قادها الرسول وهي الوحيدة التي يمكن تنسب لها الصورة الإسلامية لم يكن هناك وزير إسلامي بخصائص منفردة ومميزة وكذلك جندي إسلامي ولا قائد إسلامي بل كانوا جميعا بشر يحملون صفاتهم فقط .
نعم كانوا مؤمنين ضمن مجتمع مؤمن مسلمين ضمن مجتمع يتخذ من الإسلام دين لكن لم يكن هناك فرادة في الوصف , أمنا أن نقول قائد مسلم وتاجر مسلم وشاعر مسلم ووو ولكن لا يمكن أن نصفه بالإسلامي الذي يعني أنه يحمل خصائص الغيرية عن كل إنسان,حتى النبي ص لم يدع أنه نبي إسلامي بل كان نبي الإسلام ورسول الله وقائد المسلمين ولم يكتب أو يقول يوما من القائد الإسلامي إل فلان الفلاني , النص المعتمد من محمد رسول الله إلى فلان الفلاني.
وفي التجربة البشرية اللاحقة لحياة الرسول وطيلة الأربعين عاما بعده لم يزعم أحد أنه الخليفة الإسلامي ولا القائد الإسلامي الكل كان ينتسب مع الصفة لشخصه سعد بن أبي وقاص كان قائدا لجيش المسلمين في العراق والخليفة كان أميرا للمؤمنين وهكذا لم نشهد تطبيقا لإسلامية المفهوم وإطلاقه على الأشخاص كما هو اليوم الحزب الإسلامي والمنهج الإسلامي والفكر السياسي الإسلامي وكأن الإسلام منظومة أيديولوجية قائمة على تخصيص عن حاضنها الأصلي وهدفها الإنسان .
في كل التجارب التي خاضها المسلمون باسم الدولة الإسلامية أبتدأء من خلافة الأول رض إلى ما ينعت اليوم بالحكم الإسلامي لا نجد في هذه الأنظمة أثر للإسلام أثر لفكرة الله وعن صورة الدولة التي يمكن أن تراعى فيها حقوق الإنسان التي سطرها الكتاب المجيد بدرجة أو أخرى ,في عهد الخلافة الأول نشأت دولة تحت نتائج نزاع بين رغبتين الأولى رغبة المهاجرين الذين كانوا يستندون في دعواهم لمحددات شخصية (السبق في الإسلام والمناصرة للرسول والثالثة كانت دعوى القربة) أما الأنصار فكانوا ينطلقون أيضا من نفس الهاجس الشخصي (المكان وحالة النصرة والاستحقاق بالوصية) لم يدع أحد من الطرفين الأستناد إلى حكم عام شامل مسطر أو ملمح له أو عليه في النصوص .
لم يدع الخليفة الأول أن هناك نصا يقضي بتحويل مجتمع الرسالة إلى دولة ولا هناك وصية أو ذكر معتمد وكل الأسباب التي ساقها كانت دواع وعلل طبيعية مدنية خالصة لا علاقة للدين وأحكامه فيها , فكانت دعوة الخليفة تنطلق من ثلاث نقاط وهي حماية مجتمع المدينة من الأخطار الخارجية المحدقة وخاصة من الدول المجتمعات التي تنافس مجتمع المدينة على السيدة المكانية (الفرس والروم وأتباعهم)وهذا شأن سياسي أجتماعي طبيعي , والثاني لا بد من الحفاظ على تنظيم المجتمع ن العودة لحالة التمزق والتشرذم قبل الرسالة العودة للجاهلية الأولى وحالة التناحر والتصادم والثالثة المحافظة على الدعوة والفكرة التي انشأت هذا المجتمع ما يسمى بالحفاظ على بيضة الإسلام .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والدولة والإنسان ح2
- الجريمة التاريخية ج1
- الجريمة التاريخية ج2
- حروفك أمنا مريم
- لأطفال الله الذين يغتسلون بمطر من نار
- المدنية خيار الإنسان والسماء
- بشر وأي بشر ؟.
- اللا وعي ومفهوم اللا شعور
- الطبيعة والإنسان الكوني
- الطبيعة والإنسان الكوني
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج3
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج2
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج1
- المدنية السياسية وأساسها الحضاري
- الدولة الإسلامية والدولة السلفية
- نبي المدافع
- إلى كل من يريد أن يجعل من المالكي مشكلة الوجود الأولى .
- خيار السلام وطريق المقاومة
- جاء وذهب
- الإنسان وحلم السلام


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدولة والإنسان ح1