أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - اين امريكا ومجلس الامن من العدوان على غزة وتهجير المسيحيين العراقيين؟















المزيد.....

اين امريكا ومجلس الامن من العدوان على غزة وتهجير المسيحيين العراقيين؟


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اين امريكا ومجلس الامن من العدوان على غزة وتهجير المسيحيين العراقيين من الموصل ؟
إسماعيل علوان التميمي
[email protected]
واخيرا هجَرت داعش كافة مسيحيي الموصل ، سكان العراق الاصليين ، صانعو الحضارة ورموز الفضيلة وجسور النهضة وقاطرة الحداثة ورسل الطمانينة والمحبة والسلام والتسامح ، نعم هجرتهم من بيوتهم واعلنتها عقارات عائدة للدولة الاسلامية ورفعت اعلامها فوق الكنائس الموصلية التي تعد من اقدم كنائس العالم وهي جزء من التراث الديني والانساني ، هكذا ببساطة ودع سكان الموصل الاصليين مدينتهم التي عاش على اديمها ابائهم واجدادهم منذ الاف السنين تحت تهديد النحر على (الطريقة الاسلامية ). وتركوا بيوتهم واموالهم ونفائسهم وكنائسهم غنائم لداعش حيث لم يسمح لهم ان يحملوا معهم حتى امتعتهم الشخصية وبذلك تمت اكبر واقذر جريمة تهجير تستهدف المسيحيين في العالم منذ ميلاد السيد المسيح الى اليوم .
قبل المسيحيين هجِر التركمان ابناء قضاء تلعفر والشبك لاسباب عرقية وطائفية واليوم يهجر المسيحيون لاسباب دينية وغدا يهجركل ابناء الموصل من غير المبايعين لداعش وهكذا ستفرغ الموصل الحدباء من كل سكانها وتبقى ملكا حصريا لدولة (الموت الاسلامي) .
كل هذا يحدث وطيارو ال F18 والاباتجي الامريكان يشاهدوا من طائراتهم المحلقة في سماء نينوى وبالعين المجردة ناهيك عن الاقمار الصناعية والطائرات المسيرة . كل هذه المجازر الاكثر همجية في التاريخ البشري بالصوت وبالصورة ولم يحركوا ساكنا . ومجلس الامن الدولي هذه المؤسسة المعنية بالحفاظ على الامن والسلم الدولي مازال يتفرج على احتلال دولة الموت لعدة محافظات في بلدين عربيين تعادل مساحتها خمسين ضعفا لمساحة دولة الكويت .ونحن نتسائل هل هناك تهديد للامن والسلم الدولي منذ تاسيس منظمة الامم المتحدة عام 1945اخطر من تهديد داعش ؟ وهل ان غزو صدام لدولة الكويت عام 1990 اخطر على الامن والسلم العالمي ام اجتياح داعش لمحافظات شرق سورية وغرب العراق وتهجير وتقتيل اهلها واعلان دولة الخلافة فيها التي تعني تهديد كل الدول العربية والاسلامية من الباكستان وحتى الصومال وضمها تحت راية (دولة الخلافة الاسلامية)؟
لا شك ان شللا امريكيا ودوليا مؤلما ومخزيا في التعاطي مع أحداث احتلال داعش لاراض شاسعة من محافظات العراق وسوريا ، يزامنه شلل آخر في المنطقة ذاتها وهو عدوان اسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة الذي استخدمت فيه اسرائيل الاف الاطنان من القنابل فوق رؤوس الفلسطينيين المدنيين العزل . وهنا نتسائل ايضا هل ان مجلس الامن وامريكا سيبقى متفرجا لو ان دولة عربية او اسلامية قصفت بطائرة واحدة فقط قرية اسرائيلية واحدة وجرحت اسرائيلي واحد ؟ بالتاكيد لاقاموا الدنيا واقعدوها . انها ازدواجية معايير مخزية لامريكا ولمجلس الامن معا وللعالم (الحر ) ان كان هناك بقية احرار في العالم .
يقول المفكر العراقي المعروف سيار الجميل في مقالة له حول مسيحيي العراق نشرت في عام 2004 ( يمكن اعتبار العراق في مدنه الحضرية الأساسية: الموصل وبغداد والبصرة وكركوك ، هي التي يجتمع فيها المسيحيون العراقيون مع عشرات القرى والأديرة التي تقع على الضفة اليسرى من دجلة قرب الموصل.. وتكاد تكون مدينة الموصل مركزا حقيقيا للملل والمذاهب المسيحية القديمة في الشرق إذ ينتشر اليعاقبة والكلدان الكاثوليك والارثودكس والسريان الارثودكس وهناك كل من الآثوريين ( نسبة إلى جبل أثور ) والتيارية والأرمن.. وكل من هذه الملل يتبع كنيسته وتقاليده القديمة التي لم تحاربها أبدا سلاسل من الفاتحين المسلمين ولا الخلفاء الراشدين أو الأمويين أو العباسيين ولا الخانات المغول والتتاريين ولا الاتابكة ولا السلاطين البويهيين أو السلاجقة أو العثمانيين

سبق لنا ان وصفنا المسيحيين العراقيين في مقالة سابقة لنا بعنوان ( المسيحيون العراقيون رموز للفضيلة ورموز للنهضة ، وجدنا من المناسب ان نعيد بعض فقراتها .
كل عراقي سكن أو تعامل أو درس مع المسيحيين يدرك تماما إنهم في الأعم والأغلب رموز للفضيلة ،مهذبون طيبون متسامحون محبون للآخر ، شديدوا الاحترام والحرص على مشاعر الآخرين ، بسطاء صادقون لا يميلون إلى التهريج والفوضى ، نظيفة ضمائرهم وقلوبهم وجيوبهم وبيوتهم ، لا مكان عندهم للأحقاد والضغائن والكذب والنفاق والرذيلة . لا يسرقون ولا يكذبون ولا يخدعون ولا يفسدون . تطمئن لهم النفوس وتنفتح لهم السرائر ، لا يلدغونك من الخلف ولا يضمرون لك السوء ، انيقون ، مدنيون ، متحضرون ،علميون ، عقلانيون هادئون متوازنون ومتزنون، مسالمون ومنفتحون .لم اسمع من احدهم نقدا او قدحا او استهانة بالاسلام او المسلمين. إنهم سكان العراق الأصليين بلا منازع فهم أحفاد السريان والكلدانيين والمناذرة ، وطنيون متمسكون بوطنهم وبوطنيتهم ، برز منهم سياسيين قادة مثل يوسف سلمان( فهد )الذي مازال الشيوعيين العراقيون ينحنون لذكره كرمز شامخ للوطنية والتضحية والبطولة وآخرون مثل كامل قزانجي والفريد سمعان وجورج تلو ونوري روفائيل وتوما توماس (أبو جوزيف)

إنهم جسور للنهضة وقاطرة الحداثة ورموز الإبداع ، برز منهم مبدعون في شتى مجالات الحياة، أطباء كبار مثل زهير قصير وجلبرت توما ووليد غزالة وشوقي غزالة وفكتور شماس وسعد شماس وأنور برنو طي والقائمة تطول .برز منهم مؤرخون كبار مثل مجيد خدوري والأخوين كوركيس وسر كيس وميخائيل عواد وجرجيس فتح الله وصحفيون كبار مثل توفيق السمعاني وروفائيل بطي ومنهم لغويون انستاس الكرملي والدكتور متي عقراوي ومنهم اثاريون فؤاد سفر وبهنام أبو الصوف ومنهم موسيقيون منير بشير وجميل بشير ورائد جورج ومنهم مخرجون عوني كرومي وعمانوئيل رسام .


إن تهجير المسيحيين من العراق هو بمثابة ضربة قاصمة للنسيج الوطني العراقي الذي تشكل منذ الاف السنين وسيحرم الوطن من خيرة ابنائه وخبرتهم ومن خيرة مبدعيه وكوادره لذا اقول لكم لاتخرجوا من بلادكم فانتم جزء فاعل وايجابي منها ومن شعبها ولم اجد هنا افضل من تكرار الدعوة التي وجهها لكم الاستاذ فارس كمال نظمي في مقالته الرائعة عنكم (تحليل الشخصية المسيحية العراقية) والتي ختمها بالقول (إننا مدينون لكم يا مسيحيي بلادنا بأسمى فضائلنا بوصفنا عراقيين وبغداديين وبصريين وموصليين وأربيليين. لقد غرستم في أجيالنا فكرة التنوع والشوق للآخر

واحترام الحياة حد افتداء الفرد لآثام الآخرين بحياته. فلا ترحلوا عن وطنكم وتتركوننا عالقين في غربتنا التي لا تمل من النكاح. سيكف العراق أن يكون عراقاً بدونكم. أنتم الأكثرية الحقيقية بحساب التمدن والجوهر الفاضل، فلا تتخلوا عن امتيازكم هذا. لا تغادرونا رجاءً، انتظروا هنا، وتناسلوا بقوة هنا. فلا وطن لكم إلا هنا
ان ما يتعرض له المسيحيون العراقيون من جرائم تهجير وتقتيل ونهب وتفجير لبيوتهم وكنائسهم يعد وصمة عار في جبين الولايات المتحدة الامريكية بالذات والدول الاخرى دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ودليل اخر على ازدواجية المعايير في التعامل مع الاحداث التي تشكل خطرا على الامن والسلم الدولي ولا نظن ان هناك خطرا على الامن والسلم اخطر من هذا الخطر الذي يواجهه العالم باسره وليس جزءا من العالم ان كل الاخطار السابقة التي واجهت العالم منذ تاسيس المنظمة الدولية الى اليوم هي اخطار تختص في بلد او بضعة بلدان الا هذا الخطر الذي تمثله داعش فانه خطر يهدد العالم باسره بدون استثناء ومع ذلك نجد العالم ولا سيما في عهد الرئيس اوباما متراخيا عن هذا الخطر.
انني ادعوا مجلس الامن ان يكون اكثر حزما في التعامل مع الاخطار التي تمثلها داعش على السلم والامن الدولي كما ادعو منظمة الامم المتحدة والمنظمات الدولية والانسانية ان تستنفر كل جهودها لانقاذ المسيحيين العراقييين من الاخطار التي تواجهم في الموصل وتقديم كل اشكال الدعم الممكن لهم وتسهيل انتقالهم الى مناطق اخرى من العراق في اقليم كردستان او في المحافظات الجنوبية حيث اعلنت محافظات النجف وكربلاء وواسط والبصرة عن استعدادها الكامل لاستضافة كافة العوائل المسيحية وتقديم كل الخدمات الممكنة واقول لاخوتنا المسيحيين العراقيين انتم اهلنا نضعكم في حدقات عيوننا فانتم تمثلون عراقنا واصالة شعبنا ورمز طيبتنا ووطنيتنا وسماحة طبائعنا فلا عيش لنا بدونكم فلا ارض لكم غير هذه الارض فانتم الثابتون وكل اعدائكم واعدائنا طارئون وزائلون فابقوا هنا فالعراق الكبير هو عراقكم ولا عراق بدونكم ، طوبى لكم يا ملائكة الارض ورحمة السماء
ا



#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهلا برئيسنا الحبيب مام جلال ...كان ثمن غيبتكم باهظا علينا
- رسالة مفتوحة الى السيد مسعود بارزاني
- مناقشة دستورية لجلسة الانعقاد الاولى للبرلمان العراقي
- اهمية واحكام جلسة الانعقاد الاولى لمجلس النواب العراقي
- التمييز بين اعلان حالة الحرب واعلان حالة الطواريء في دستور 2 ...
- الى الرئيس عبد الفتاح السيسي تهنئة وسبع نصائح
- هل من اساس دستوري او قانوني لاستحداث المحافظات ؟
- التكييف القانوني للضربة الامريكية لسوريا والاثارالسياسية وال ...
- الاهداف السياسية والعسكرية المتوخاة من الضربة الانكلو امريكي ...
- دعوة النجيفي لحل البرلمان واستقالة الحكومة جهل ام تجاهل للدس ...
- قراءة قانونية لقرار مجلس الوزراء بتأجيل الانتخابات في محافظت ...
- قراءة قانونية في قرار المحكمة الاتحادية برهن الاختصاص التشري ...
- رد المحكمة الاتحادية لدعوى الطعن بقانون تحديد ولاية الرئاسات ...
- دستوريا ...هل سقطت المادة 140من الدستور؟
- حل مجلس النواب ...هل يصلح ان يكون حلا؟
- التكييف القانوني لعقود النفط التي ارمتها حكومة اقليم كردستان ...
- الاختصاص الرقابي لمجالس المحافظات
- التمييز بين الجريمة الارهابية والجريمة السياسية
- رافع العيساوي وعامر الخزاعي وزيران ومعارضان ومتظاهران
- الاخوة في الانبار... نعم لتظاهراتكم ، ولكن ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - اين امريكا ومجلس الامن من العدوان على غزة وتهجير المسيحيين العراقيين؟