أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد البوزيدي - الثقافة والفنادق :أية علاقة ؟؟؟














المزيد.....

الثقافة والفنادق :أية علاقة ؟؟؟


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 22:15
المحور: المجتمع المدني
    


الثقافة والفنادق :أية علاقة ؟؟؟
منذ مدة تم تهجير المسكينة الذائعة الصيت المحترمة " الثقافة " من عرينها في المؤسسات التعليمية ودور الشباب والمقرات المكتراة بمساهمات المناضلين إلى مكان مصنف وضخم وفخم تتوافر فيه كل أسباب الراحة والاستجمام للانسان كذات ، لكن على ما يبدو لم تجد فيه ذاتها وهو الفندق . هذا وقد مرت العملية في سكون دون إثارة ضجيج حول مشروعية الانتقال المؤقت ودواعيه وتأطيره النضالي والسوسيولوجي.
2وهكذا ولى زمن كان فيه الحوار الثقافي رصينا ومشعا داخل الأوساط الشعبية، يتقدمهم المثقفون الفقراء بذممهم، الأغنياء بإنتاجاتهم وبإبداعاتهم ،والتي تنهض من واقع البؤس الذي يعيش فيه المجتمع ،هؤلاء المثقفون الذين كانوا يعبؤون التلاميذ والطبقات البروليتارية في دار الشباب وفي المعامل والمزارع و....وبعد ذلك يأتي النشر إذ يتم نشر مضامين وملخصات هذه الأنشطة ليستفيد منه الجميع على صفحات الجرائد التي كانت تنفذ من الأكشاك بعد وقت يسير على توزيعها بفعل فاعلية الفعل الثقافي الهادف الذي كان يمتزج بالنفس السياسي المناضل لينتج لنا مثقفا عضويا بمواصفات كرامشي والذي يصبح صوت من لا صوت له في مجتمع خاص.
من الذي تغير إذن ؟ فالكل يجمع أن تلك الذكريات والطقوس الثقافية التي ألفها المجتمع المغربي في ومان ما ولت مع نهاية القرن العشرين لتجد الثقافة الشعبية الهادفة - بمختلف تفرعاتها- نفسها قسرا في وسط غريب عنها ،إنها باحات الفنادق المصنفة حيث يبدو العلاقة بين الطرفين غير متكافئة من زوايا مختلفة :
فالفندق جامد لا يتحرك عكس الثقافة التي تتصف بالحركية الدائمة التي تجعل السؤال دوما منطرحا بكل تلاوينه.
والفندق رواده رجال أعمال لا علاقة لهم بالثقافة إلا فيما نذر ومن بعيد، كيف لا و الثقافة بفنها الهادف الجميل متيمة الجماهير الكادحة التي تعبر فيها عن منسوب حرية مفتقدة في المجتمع.
والفندق تصاميمه ثابتة على خلاف الفضاءات المفتوحة التي ألفتها الثقافة والتي تعجز عن استيعاب المتلقي.
والفندق له بروتوكولاته الخاصة خلاف الّأماكن الشعبية التي تكون تلقائية فتصل للهدف مباشرة دون مواربة.
فهل نتخيل مثلا تحليلا طبقيا أو أغاني حماسية داخل وسط بورجوازي ؟
ترى مالسبب؟
• هل ضاقت الميادين بأصحابها ؟أم هو فرار من ذات سابقة إلى كينونة جديدة تتزركش بكل التلاوين الجديدة ؟
• هل قواعد اللعبة الثقافية تغيرت مع بروز ظواهر جديدة لم تكن معروفة من قبل ،كمبالغ الدعم والتعويضات عن المشاركة ،والتي أصبح لعاب المثقف يسيل من أجلها ،فكان طبيعيا الابتعاد عن محاور الصدور العارية إلى مواضيع الجيوب السمينة .
• هل المثقف أصبح يعزف عزفا غير مرغوب فيه من طرف قواعده ؟ حيث يحدد صاحب الدعم النوتة الموسيقية المطلوبة .
من هنا كان بديهيا أن الجوار الهجين بين الثقافة والفندق سينتج عنه ظواهر غريبة عن المجتمع ،فاللقاءات أصبحت تتحدث مع الكراسي أحيانا عوض الجمهور الفقير الذي لا يعرف ثقافة الفندق، بل لن يقدر على لولوجه،والمواضيع مواضيع نخبوية فارهة، بل والمؤلفات أصبحت مبتعدة عن الواقع لصالح أحلام وأوهام ذاتية لا تغضب الممول،والنتيجة ظاهرة للعيان كساد خطير في مستوى القراءة وارتفاع مهول لنسبة الأمية في المجتمع.
ترى هل تحتضر الثقافة بفعل المثقفين؟
أم أن دومينو اللعب والملعب يضيق بأعداء الثقافة ذاتها وهو أوسع ما قد نتصور ؟
أم ان مياها كثيرة جرت فوق وتحت جسور الثقافة والمجتمع وقليل من رصد ذلك بمفهم واقعي بعيدا عن أوهام تنظير لا يربط راهن المجتمع بنظريات مر زمان على تداولها ؟
أسئلة مفتوحة للنقاش



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف يوم في القيروان
- بهاء الحزن
- حين ينهمر المطر
- قراءة في كتاب :بركة الأولياء بحث في المقدس الضرائحي للدكتور ...
- قراءة في كتاب *أضواء على الثقافة العربية في إفريقيا في العصر ...
- قراءة في كتاب *ثقافة الصحراء للدكتورعباس الجراري*
- قراءة في كتاب ثقافة الصحراء : مدارات الهوية والمعنى
- ورحل الفارس المغوار أحمد فؤاد نجم
- هنا عين ذئاب البيضاء
- حكايات من واقع مدهش كلب في المطار
- قراءة في كتاب *قبيلة آيت لحسن القبيلة –التاريخ-المواقف* للدك ...
- قراءة في ديوان* نخيل بابل* للشاعر اسماعيل هموني
- دروس مصر
- حياة قاتمة
- رحيل
- الهدر المدرسي بالمجال القروي
- الرشوة والزيت
- المدرسة والكآبة
- سراب
- رفات الزمن الضائع


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد البوزيدي - الثقافة والفنادق :أية علاقة ؟؟؟