أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - هلوسة .. الفهيم يتدارك الجحيم!















المزيد.....

هلوسة .. الفهيم يتدارك الجحيم!


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هلوسة .. الفهيم يتدارك الجحيم!

الصراعات الراهنة في عدد من مجتمعات الشرق الأوسط المتجاوزة للحدود الدولية وأطرها المهلهلة .. المخترقة لطبيعة الصراعات الاجتماعية / الطبقية التقليدية بين البشر .. تعود بنا في الكثير من تفاصيلها الى مرحلة الصراعات القبلية البربرية المتوحشة .. التي سبقت تكوين الدولة والمجتمعات الانسانية الحضارية ..
هنا في هذه العودة اللاانسانية الى الخلف تكمن خطورة ابشع ردة اجتماعية تعيد انتاج التخلف.. ليس مناهضة للحضارة وقيمها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية فقط.. بل تتعداها لمحاولة انتاج البشر ذاتهم لإستعادة الانسان/الحيوان.. المتخلف الشرس ..الانسان المركب المطواع .. القاتل الاناني .. عاشق الدم.. المستعد لتدمير الحياة وصنع الخراب اينما حلت ووطأت اقدامه..
تشترك في تكوين ظاهرة الارتداد مجموعة عوامل وقوى داخلية وخارجية وتتضافر جهودها في خلق المقدمات المؤدية لهذه النتائج.. دون ان نغفل استعداد هذه المجتمعات لتقبل الهزيمة ومشاركتها الفاعلة في تسريعها بحكم تمسكها بخيوط القبيلة المناهضة لفكرة المواطنة والدولة المدنية بمواصفاتها الحديثة من جهة.. وتشبثها بالدين ومفاهيمه البالية.. الذي لا يعيق التقدم ويرفض التطور والتحرر فقط .. بل يساهم في التفرقة بين البشر والمجموعات السكانية ويقسمهم الى مؤمنين ومشركين وكفار ويبيح استخدام القوة والعنف ضدهم.. قتلهم وتدمير قراهم.. نفيهم وسبي نساءهم.. حرق مزروعاتهم ومصادرة ممتلكاتهم ..
اللوحة الراهنة رغم تعقيداتها وتشابك خيوطها هي انعكاس لهذه الخبطة من الصراعات الاجتماعية التي يدخل الدين في صلب موضوعاتها ويتقدم على غيره من الاهداف.. ليس لسبب إلا لكون هذه القوى المدمرة باتت تشكل طبقة جديدة يشكل وجودها رديفاً لحالة العبث بمقدرات الناس ولها مصلحة في الذي يحدث من خراب ودمار .. ناهيك عن الذين يتاجرون ببيع السلاح و يستفيدون من توسيع رقعة الصراعات ويسعرون من لهيبها، ومن ما تخلفه من متغيرات سكانية وهجرة وتداخل يدفع بالسكان للتخلي عن ممتلكاتهم وبيوتهم يجري الاستحواذ عليها وبيعها وفق المتغيرات التي تنشط العمل والمتاجرة بين الغالب والمغلوب..
خاصة تجار العقارات المستفيدون من حالة الفوضى والتغيير السكاني التي تفرز من يود او يرغب بالتخلص من ممتلكاته بثمن بخس مقابل من يدفع اعلى الاسعار ثمنا لشرائها.. يكون الوسيط بينهم المحتكرون لصفقات البيع والشراء الذين لا يضيعون الفرصة للاستفادة من الطرفين..
العلاقة بين الخراب والدين وبقية المفاهيم التي تؤجج الصراعات المحلية وتخلق حالة عدم استقرار في المجتمعات.. هي جوهر العلة في هذا الانحطاط الذي ينتشر في العديد من بلدان الشرق.. ويتمحور على شكل علاقات اثنية او طائفية وتجارية تسعى للتحكم بالاوضاع العامة والاستحواذ على الممتلكات والاموال وحركة التجارة.. وان تطلب الامر ستعيد تشكيل الخريطة السياسية للعديد من البلدان وفق الاكتشافات الجديدة لاماكن ومخازن البترول والغاز .. وهي في سعيها للوصول الى هذا الهدف مستعدة لنسج علاقات مع القوى الاقليمية والدولية وخوض صراعات محلية فتاكة مع بقية المجموعات السكانية مستعيرة من التاريخ اقبح مورثاته الطائفية والاثنية التي ترفع من سعير الاحتدام وتسرع الحريق وتوسع رقعته ليشمل التكوينات الاجتماعية التي باتت تواجه مخاطر الحرب الاهلية في اكثر من بلد..
يتقدم في سياق هذا الهول الهمجي.. الصراع الموجه ضد ما يعرف بالاقليات الاثنية والدينية التي تشمل جميع من هم خارج دائرة العروبة والاسلام من جهة وتهدد وجودهم ومستقبلهم بالفناء والاندثار في حرب شاملة يكون الهدف منها اقتلاعهم من جذورهم ليواجهوا ثلاثة احتمالات سيئة هي ..
1ـ الدخول في حقل العروبة ودين محمد كأننا في زمن الفتوحات الاسلامية.. وهو ما عكسه المجرم عزة الدوري في فحوى خطابه التأجيجي المعلن قبل الانتقال الى المرحلة الاسوء من الحرب الارهابية التي يعدون لها لاسقاط بغداد بعد الموصل وبقية المحافظات التي سقطت بايديهم .. ناهيك عن بيانات واعلانات دولة الاسلام المعلنة التي تدعو المسلمين لاعلان التوبة وغيرهم للانخراط في صفوف المسلمين..
2ـ شتى صنوف التنكيل والقهر والاذلال وحكم القصاص ومواجهة الموت والاستعداد للذبح والقتل والسبي وهتك الاعراض وخطف الاطفال في موجات متلاحقة من الرعب القاتل يوجه بشكل محدد للمجموعات السكانية ويستهدفها لخلق حالة فراغ وقلق مدمر للنفوس المقهورة.. تكون المقدمة للشروع في مشروع سياسي همجي يسعى للعودة للحكم والاستحواذ على السلطة من قبل شراذمة حزب البعث/العودة الهمج المتحالفين مع قوة القاعدة والدواعش والنقشبنديين وبقية الفصائل الاسلامية الارهابية..
التي تستمد ديموتها من شرعية النصوص الدينية في المقدمة منها القرآن والاحاديث النبوية التي تبيح الافعال الشاذة وتشكل القاعدة الفكرية للارهاب وهو ما لا يتجرأ الكثيرون الاعتراف به بعد اعلان ما سمي بدولة الخلافة في الموصل..
لكن وقائع التاريخ الدامي للاسلام تفرد في كل صفحة منها الكثير من الجرائم المرتكبة باسم الدين ضد المجموعات الاخرى من اتباع الديانات غير الاسلامية التي شملت اليهود والمسيحيين والايزيديين والزرادشتية والصابئة المندائيين والدروز وغيرهم.. كما شملت الاقوام والاجناس والمجموعات السكانية من غير العرب.. ابتداء من الارمن والاشوريين والكلدان والفرس والاكراد.. ممن توجهت جحافل الاسلام للفتك بهم مع بدايات ظهور الدين المحمدي واستمرارها لليوم في ابشع توجه ارهابي اسلاموي يطال الابرياء ويستهدفهم في مصر والشام والعراق وبلدان المغرب والسودان ولبنان وبقية الرقع الجغرافية التي ما زالت تؤشر لتواجدهم وتنتشر فيها رموزهم ومعابدهم وكنائسهم التاريخية..
3ـ الهجرة الى اوربا وبقية اصقاع العالم وهي ظاهرة باتت تتفاقم وستتفاقم بعد سقوط الموصل لكونها تشكل اهم مدينة تاريخية ما زالت محاطة بالمجموعات السكانية والدينية وتمتد لمساحات واسعة في مجموعة اقضية ونواحي وقصبات تشكل خليطاً متنوعاً للاكراد (بمافيهم الاكراد الايزيديين والاكراد الشبك الشيعة) والتركمان والاشوريين والكلدان والسريان والارمن.. الذين يستهدفهم ليس الارهاب الديني فقط.. بل الرغبة المنفلتة من بدو الصحراء من حكام الموصل والمتحالفين معهم.. في التسوع الجغرافي للاستحواذ على اراضيهم وممتلكاتهم وتحويلها الى مساكن وبلدات عربية او كردية اسلاموية كما يسعى البعض من الجشعين بينهم ممن يعمل في الواجهات السياسية للاحزاب وبقية مؤسسات الدولة..
ان استهداف سكان سهل الموصل وسنجار وتللعفر يشكل حلقة في سلسلة المخطط الرهيب الذي يجمع بين ساسة العراق الراهن المتواطئين مع تحالف العروبة والارهاب الاسلاموي.. الذي يشكل حزب البعث والدواعش واجهته كما اعلنها عزة الدوري..
لكن القاعدة الاجتماعية والفكرية لهذا التحالف هي اوسع واخطر مما يتصور.. اذ تمتد لشخصيات وواجهات في الدولة والمحافظة لعبت دوراً في انجاح سيطرة هذا التحالف المشؤوم على الموصل وبقية المحافظات والمدن العراقية .. دون ان نغفل الدور المعلن لشيوخ العشائر في هذا التوجه الهمجي الذي يسعى لاستعادة زمن البداوة وتحالف القبائل مع محمد عند تبشيره بدينه الجديد..
ها نحن اليوم.. بعد اكثر من 1400 عام من ذلك الزمن الوحشي.. نعيش اجواء تحاف العروبة والدين من جديد.. الهمج .. همج الدين.. البعثيون الهمج الحاملين للواء العروبة والحالمين بالعودة للسلطة.. يعلنون الحرب على الجميع ويستهدفونهم ..
في الصورة شناعات تقشع لها الابدان .. مساكن تخلى.. كنائس تحرق وتدمر .. مهاجرون يشدون الرحال الى المجهول.. بعد مصادرة ممتلكاتهم.. تجريدهم من وثائقهم الشخصية .. في الخفاء .. خلف الكواليس.. ثمة من يعيد رسم خيوط الجغرافية .. يتقاسم الاوراق النقدية .. صفقات بيع البترول.. قناني الغاز المواد الغذائية.. و.. الوطن المعروض للبيع ..
يا اهل العراق .. أيها الساكنون في بلاد الرافدين .. يا عراقيون.. كفى ان تكونوا عبيداً يتلاعب بمصيركم المشعوذون من رجال الدين وتجار السياسة المنافقون .. خلاصكم.. في التحرر من هذا الارث اللعين .. مستقبلكم في رفضكم الانصياع لحثالات من شيوخ عشائر قومجية منحطون ..
في المشهد التالي من الفصل الجديد .. سيظهر إلهُ الدمار ليستدرجنا مع المخرج الشرير للدخول في نفق الجحيم .. هل ندخله كالعبيد صاغرين؟! .. ام نواصل المشوار للعبور؟..
تستمر الحكاية ..
شعاع الشمس يمتد في الافق بلا نهاية..

صباح كنجي
منتصف تموز 2014



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسة .. ما قبل فناء العراق ..
- زيارة تفقيدية لمراكز اللجوء في هامبورغ
- هلوسة .. ما بعد خراب الموصل!
- هلوسة .. ما قبل خراب الموصل!
- حصار العنكبوت.. رواية تطاردُ المجرمينَ و تحاصِرُهم
- الحرب تبدأ بأغنية وتنتهي بمهزلة !!
- انتخبوا.. و.. لا تنتخبوا !
- عن أدب الأطفال في العراق
- العراق أزمة الدولة والمواطنة
- محطات من أيام الشام2.. الكاسيت المزعج
- السنكاوي اغتالَ نفسه قبل مَصرع الكرمياني
- حكاية ثلاثة من ادباء الموصل
- الإسلام المُرعب .. شتان ما بين طبيب جرّاح وإرهابي نبّاح
- تجليات القمع والحرية في رواية الإرسي لسلام إبراهيم
- لَنْ يموتَ هذا الرجل .
- وا أحمداه ..
- الخسارة الفادحة للفائز في انتخابات كردستان!
- حكاية من بلد الخرافة .. لقاء مع بيدر ..
- كردستان جرائم السياسة والانتخابات
- فاتَ الأوان انها الحربُ يا دمشق ..


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - هلوسة .. الفهيم يتدارك الجحيم!