أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الجريمة التاريخية ج1














المزيد.....

الجريمة التاريخية ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 10:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجريمة التاريخية

لعل ما يميز الجريمة التاريخية عن الجريمة الأعتيادية أن الأولى تلقي بظلالها على كل التاريخ وعلى مفاصله دون أن يتمكن الإنسان من إصلاح الضرر أو جبره لأنه سجل حضورها في المدى الزمني العابر للحظات وسقط الكثير من الإنسان ضحية لهذه الجريمة المركبة لأنها تتعدد في ضحاياها وتتعدد بفعلها المجرد .
لقد كان الدين وصورة الرب من أول الضحايا التأريخيين في إقحام الإسلام في السياسة والدولة دون سند تشريعي أو حكم صريح أو حتى تأويل مستوفي لشرائطه الأساسية , كان الموضوع كله صراع على الملك وصراع على النفوذ وصراع وجودي من أجل كل شيء إلا الإنسان والرب , صراع خالي من الرحمة العلة الأساسية للخلق وصراع من أجل الأنا والأنا المتزاحمة التي لا تسعها كل المساحات الممكنة والتي أباحها الدين لها لتتحرك بحرية فزاحمت الدين على وجوده وانتهكت حتى الخطوط الحمر فيه عندما أباحت قتل الإنسان من أجل السلطة .
لم ترتكب الجريمة التاريخية بمعزل عن الإنسان ولا خارج إرادته وإن كان في الأخر هو الضحية الخاسر لأن الله والدين وإن أرتكبت بحقهم الجريمة لم يخسرا شيئا مهما لكن الخسارة الفادحة هي التي كانت من نصيبه (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) ,فضياع الحقوق وأضطراب حركة المجتمع وما نتج عنها من تأخر وتراكم من تعطيل للزمن وتعطيل لمسايرة الإنسان له كانت هي الخسارة الأبرز بعد فقدان وجوده والمساعدة على أتنهاك قدسيته .
دراسة الجريمة التاريخية ككل الجرائم تبدأ من الدوافع الإجرامية ثم أساليب الإجرام المتبعة وأخيرا البحث عن السبب الدافع والمحرض على ارتكابها وصولا لمعرفة وتحديد القاتل الحقيقي وهذا ليس بالعسير أن نتبع خطوات التحقيق التاريخي في هذه القضية ,كذلك ليس من العسير علينا أن نتابع مشهد الجريمة من أساسيات سلوك المجرم وما دفعه على أن يأت بفعل خارج إرادة ومشيئة قانون الطبيعة إن لم نقل خارج مشيئة الرب وإرادته لأن معنا من لا يؤمن بالرب وهذا ليس جرما عاما بقدر ما هو مسئولية فردية .
القانون الطبيعي وفق ما هو ثابت من سيرورة التأريخ وصيرورة الحدث يمضي إلى أمام وفق قاعدة التلاؤم النسبي بين الطبيعة ذاتها وبين مقومات حركة الأشياء ذاتها , وللتوضيح أن واحدا من قوانين الطبيعة أن الوجود الحقيقي يساير حركة الزمن في أتجاهه والمعروف أن حركة الزمن تقدمية بمعنى أنها تسير دوما إلى الأمام وكل ما إزدادت السرعة الزمنية قلت المسافة بين النقاط التأريخية المؤشرة افتراضا بين البداية والنهاية .
تأمل الكرة الأرضية المجسمة اليوم والتي توضع عبى سطوح مكاتبنا وانت تحركها بأتجاهها نحو اليمين لتخلق صورة ذهنية مشابهة لحركة الأرض وتخيل أن هذا الحال أو المشهد الكوني حقيقي وأن هناك جزئية في الطبيعة تحاول مسايرة عكس الحال عكس سيرورة حركة الأرض مع أختلاف في حجم السورة طبعا , المهم النتيجة من ناحية الفيزياء أن هذه الجزئية من الطبيعة لا بد لها أن أما أن تنصاع أخيرا لحركة الوجود أو أنها تتحطم أو بأقل الاحتمالات وستضعف من أداء دورها الطبيعي وتتلاشى شيئا فشيئا .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة التاريخية ج2
- حروفك أمنا مريم
- لأطفال الله الذين يغتسلون بمطر من نار
- المدنية خيار الإنسان والسماء
- بشر وأي بشر ؟.
- اللا وعي ومفهوم اللا شعور
- الطبيعة والإنسان الكوني
- الطبيعة والإنسان الكوني
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج3
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج2
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج1
- المدنية السياسية وأساسها الحضاري
- الدولة الإسلامية والدولة السلفية
- نبي المدافع
- إلى كل من يريد أن يجعل من المالكي مشكلة الوجود الأولى .
- خيار السلام وطريق المقاومة
- جاء وذهب
- الإنسان وحلم السلام
- الدين والفقراء والعرش
- الفكر الإسلامي ونظرية الموت قتلا


المزيد.....




- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الجريمة التاريخية ج1